‫‪92863 v2‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫تقرير رئيسي لمجموعة البنك الدولي‬ ‫تقرير عن التنمية في العالم‬ ‫عرض عام‬ ‫العقل والمجتمع‬ ‫والسلوك‬ ‫مجموعة البنك الدو‬ ‫لمجموعة البنك الدو‬ ‫تقرير رئي‬ ‫تقرير عن التنمية العالم‬ ‫عرض عام‬ ‫العقل والمجتمع‬ ‫والسلوك‬ ‫مجموعة البنك الدو‬ ‫يحتوي هذا الكتيب على العرض العام‪ ،‬فضالً عن قائمة المحتويات لتقرير عن التنمية في العالم ‪ :2015‬العقل‪،‬‬ ‫والمجتمع‪ ،‬والسلوك‪ .doi: 10.1596/978-1-4648-0342-0 ،‬وفور نشره‪ ،‬ستتاح نسخة للتقرير النهائي الكامل بصيغة‬ ‫‪ PDF‬على الموقع التالي‪ https://openknowledge.worldbank.org/ :‬ويمكن طلب نسخ مطبوعة من الموقع التالي‪:‬‬ ‫‪ .https://publications.worldbank.org/‬يُرجى استخدام النسخة النهائية لغرض االستشهاد‪ ،‬وإعادة اإلنتاج‪ ،‬والتعديل‪.‬‬ ‫© ‪ ،2015‬البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪/‬البنك الدولي‬ ‫‪1818 H Street NW, Washington DC 20433‬‬ ‫هاتف‪ ،202-473-1000 :‬موقع اإلنترنت‪www.worldbank.org :‬‬ ‫بعض الحقوق محفوظة‬ ‫‪1 2 3 4 17 16 15 14‬‬ ‫هذه المطبوعة هي نتاج عمل موظفي مجموعة البنك الدولي مع إسهامات خارجية‪ .‬وال تشكِّل النتائج والتفسيرات واالستنتاجات الواردة‬ ‫في هذا العمل بالضرورة وجهات نظر البنك الدولي‪ ،‬أو مجلس مديريه التنفيذيين‪ ،‬أو الحكومات التي يمثلونها‪ .‬وال يضمن البنك الدولي‬ ‫ينة في أي خريطة في هذا‬ ‫مب ّ‬ ‫مس ّ‬ ‫ميات والمعلومات األخرى ال ُ‬ ‫دقة البيانات التي يتضمنها هذا التقرير‪ .‬وال تعني الحدود واأللوان وال ُ‬ ‫حكمٍ من جانب البنك الدولي على الوضع القانوني ألي إقليم أو تأييد هذه الحدود أو قبولها‪.‬‬ ‫التقرير أي ُ‬ ‫وال تتضمن هذه الوثيقة ما يشكل أو يعتبر قيدا ً على أو تخلياً عن االمتيازات أو الحصانات التي يتمتع بها البنك الدولي‪ ،‬فجميعها‬ ‫و محدد وصريح‪.‬‬ ‫محفوظ على نح ٍ‬ ‫الحقوق واألذون‬ ‫هذه المطبوعة متاحة بموجب ترخيص المشاع اإلبداعي‪.http://creativecommons.org/licenses/by/3.0/igo :(CC BY 3.0) ،‬‬ ‫وبموجب هذا الترخيص يحق لك نسخ‪ ،‬أو توزيع‪ ،‬أو نقل‪ ،‬أو تعديل هذا العمل‪ ،‬بما في ذلك لألغراض التجارية‪ ،‬مع االلتزام بالشروط التالية‪:‬‬ ‫نسبة العمل إلى المؤلف — يرجى االلتزام بالصيغة التالية عند االستشهاد بهذا العمل‪ :‬البنك الدولي “تقرير عن التنمية في العالم ‪:2015‬‬ ‫العقل والمجتمع والسلوك”‪ .‬كتيب العرض العام‪ .‬البنك الدولي‪ ،‬واشنطن‪ .‬الترخيص‪ :‬نسب المشاع اإلبداعي ‪CC BY 3.0 IGO‬‬ ‫الترجمات — عند ترجمة هذا العمل‪ ،‬يُرجى إضافة صيغة إخالء المسؤولية التالية إلى جانب نسبة العمل إلى المؤلف‪ :‬هذه الترجمة‬ ‫ليست من وضع البنك الدولي وينبغي أال ت ُعتبر ترجمة رسمية له‪ .‬وال يتحمل البنك الدولي أي مسؤولية عن أي محتوى أو خطأ‬ ‫في هذه الترجمة‪.‬‬ ‫التعديل — في حالة تعديل هذا العمل‪ ،‬يُرجى إضافة صيغة إخالء المسؤولية التالية إلى جانب نسبة العمل إلى المؤلف‪ :‬هذا تعديل‬ ‫بر عنها في التعديل تقع مسؤوليتها على عاتق كاتب التعديل وحده‪ ،‬وهي‬ ‫لعمل أصلي للبنك الدولي‪ .‬ووجهات النظر واآلراء ال ُ‬ ‫مع َّ‬ ‫غير معتمدة من البنك الدولي‪.‬‬ ‫محتوى الطرف الثالث — البنك الدولي ال يمتلك بالضرورة جميع مكونات المحتوى المتضمن في هذا العمل‪ .‬ولذا‪ ،‬فإن البنك الدولي‬ ‫ال يضمن أال يمس استخدام أي مكون أو قسم يملكه طرف ثالث متضمن في هذا العمل بحقوق هؤالء األطراف‪ .‬وتقع مخاطر‬ ‫أي دعاوى قد تنشأ عن مثل هذا المساس على عاتقك وحدك‪ .‬وإذا كنت ترغب في إعادة استخدام أحد مكونات هذا العمل‪ ،‬فإن‬ ‫مسؤولية تحديد ما إذا كان يلزم الحصول على تصريح إلعادة االستخدام أو الحصول على تصريح من صاحب حقوق الملكية يقع على‬ ‫عاتقك وحدك‪ .‬ويمكن أن تتضمن أمثلة المكونات‪ ،‬على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬الجداول أو األشكال أو الصور‪.‬‬ ‫وجميع االستفسارات بشأن الحقوق والتراخيص‪ ،‬يجب أن توجه إلى مكتب الناشر بالبنك الدولي‪The World Bank, .‬‬ ‫‪1818 H Street NW, Washington, DC 20433, USA‬؛ فاكس‪202-522-2625 :‬؛ بريد إلكتروني‪.pubrights@worldbank.org :‬‬ ‫الغالف والتصميم الداخلي‪ :‬جورج كوكينيديس‪ ،Design Language ،‬بروكلين‪ ،‬نيويورك‬ ‫المحتويات‬ ‫توطئة‬ ‫‪ v‬‬ ‫شكر وتقدير‬ ‫‪ vii‬‬ ‫‪ 1‬عرض عام‪ :‬اتخاذ القرار البشري وسياسات التنمية‬ ‫مباديء ثالثة التخاذ القرار البشري‬ ‫ ‬ ‫‪5‬‬ ‫المنظور النفسي واالجتماعي للسياسات‬ ‫‪ 13‬‬ ‫عمل المهنيين القائمين على التنمية‬ ‫‪ 18‬‬ ‫المراجع‬ ‫‪ 21‬‬ ‫توطئة‬ ‫بينما أكتب هذه الكلمات‪ ،‬يكافح العالم للسيطرة على تفشي اإليبوال في أفريقيا‪ ،‬مأساة إنسانية أودت بحياة‬ ‫آالف البشر وتسببت في معاناة أسر واجتاحت مجتمعات بأسرها‪ .‬وهذا التفشي ال يشكل مأساة فقط لمن‬ ‫ة بالمرض بل لجيرانهم وإخوانهم المواطنين‪ .‬ومن شأن اآلثار السلوكية غير المباشرة ألزمة‬ ‫تأثروا مباشر ً‬ ‫اإليبوال—من بطء النشاط االقتصادي‪ ،‬وانخفاض األجور‪ ،‬وارتفاع أسعار الغذاء—أن تجعل الحياة أكثر صعوبة‬ ‫لماليين الناس ممن يعيشون بالفعل في فقر مدقع في ذلك الجزء من العالم‪.‬‬ ‫وبعض هذه اآلثار السلوكية مما يتعذر اجتنابه‪ .‬فاإليبوال مرض خطير‪ ،‬والحجر الصحي وغيره من إجراءات‬ ‫الصحة العامة أجزاء ضرورية من المواجهة‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬فإن من الواضح أن ما نشهده من ردود فعل‬ ‫سلوكية‪ ،‬ال في غرب أفريقيا فحسب بل وفي العالم بأسره‪ ،‬تحركه جزئياً ما يلصقه المرض من وصمة‪ ،‬والفهم‬ ‫غير الدقيق لسبل انتقال المرض‪ ،‬والذعر المبالغ فيه‪ ،‬وغير ذلك من التحيزات واألوهام المعرفية‪ .‬ومما يؤسف‬ ‫له أننا قد شهدنا ذلك يحدث من قبل‪ ،‬مع تفشي اإليدز‪ ،‬والسارس‪ ،‬وإنفلونزا الطيور‪ ،‬وسوف نراه على األرجح‬ ‫ة ما حدث‪ ،‬وصانعو السياسات يركزون‬ ‫من جديد عندما نبدأ االستعداد للتفشي المقبل‪ .‬فالمجتمعات تنسى عاد ً‬ ‫ة على المخاطر األشد بروزا ً من الناحية االجتماعية‪ ،‬والتي ال تكون دائماً المحرك لتفشي األمراض‪.‬‬ ‫عاد ً‬ ‫وفي ضوء هذه المخاطر‪ ،‬لم يكن تقرير عن التنمية في العالم لهذا العام—وعنوانه “العقل والمجتمع‬ ‫والسلوك”—ليأتي في توقيت أكثر مالءمة‪ .‬فرسالته الرئيسية تتلخص في أنه عندما يتعلق األمر بفهم وتغيير‬ ‫نحسن من أدائنا‪ .‬فالكثير من االقتصاديين والممارسين يظنون أن العناصر‬ ‫السلوك البشري‪ ،‬فإن باستطاعتنا أن ّ‬ ‫“غير العقالنية” التخاذ القرار البشري غامضة وتستعصي على الفهم أو أن بعضها يلغي البعض اآلخر عندما‬ ‫تدخل فيها أعداد كبيرة من البشر‪ ،‬مثلما يحدث في األسواق‪ .‬غير أننا ندرك اآلن أن هذا ليس صحيحاً‪ .‬فأحدث‬ ‫ما توصلت إليه البحوث يمضي بنا قدما نحو فهم التأثيرات النفسية واالجتماعية والثقافية لعملية اتخاذ القرار‬ ‫والسلوك البشري‪ ،‬ويظهر أن لها أثرا ً ملموساً على نواتج التنمية‪.‬‬ ‫وكذلك تظهر البحوث أن من الممكن تسخير تلك التأثيرات لتحقيق األهداف اإلنمائية‪ .‬ويصف التقرير‬ ‫مجموعة مدهشة من النتائج في هذا الصدد‪ .‬فهو يظهر أن الرؤى المتعلقة بكيفية اتخاذ الناس قراراتهم‬ ‫يمكن أن تؤدي إلى إجراءات تدخلية جديدة تساعد األسر في ادخار المزيد من المال‪ ،‬وتساعد الشركات في‬ ‫زيادة اإلنتاجية‪ ،‬وتساعد المجتمعات المحلية في الحد من انتشار األمراض‪ ،‬وتساعد اآلباء في تحسين التنمية‬ ‫المعرفية ألطفالهم‪ ،‬وتساعد المستهلكين على توفير الطاقة‪ .‬وهذا النهج يبشر بالكثير جدا ً فيما يتعلق باتخاذ‬ ‫القرار والسلوك‪ ،‬كما أن نطاق تطبيقه متسع للغاية‪ .‬دعوني أركز على بضعة محاور‪.‬‬ ‫أولها‪ ،‬أن له تداعيات على تقديم الخدمات‪ .‬فالبحوث تظهر أن االختالفات الطفيفة في البيئة والمواءمة‬ ‫والبروز لها تأثير كبير على خيارات بالغة األهمية‪ ،‬مثل إلحاق األطفال بالمدرسة أو الوقاية من األمراض أو‬ ‫االدخار لتأسيس عمل حر‪ .‬وهذا يعني أنه البد للممارسين القائمين بأعمال التنمية أن يركزوا ال على اإلجراءات‬ ‫التدخلية الضرورية فحسب‪ ،‬بل على كيفية تنفيذها أيضا‪ .‬وهذا بدوره يتطلب من الجهات التنفيذية أن تنفق‬ ‫المزيد من الوقت والموارد على التجريب والتعلم والتكيف أثناء دورة اإلجراءات التدخلية‪.‬‬ ‫والمحور الثاني هو أنه مع اشتداد درجة وضوح مخاطر تغير المناخ وآثاره‪ ،‬البد لنا من استخدام كل أداة‬ ‫في متناول أيدينا للتصدي لهذا التحدي‪ .‬ويوضح التقرير‪ ،‬فضالً عن الضرائب والدعومات‪ ،‬الرؤى السلوكية‬ ‫واالجتماعية التي يمكنها أن تقدم يد العون‪ .‬وهذه تشمل إعادة تأطير الرسائل والتشديد على المنافع المرئية‬ ‫والملحوظة للحد من االنبعاثات الكربونية‪ ،‬واالستفادة من األعراف االجتماعية في الحد من استهالك الطاقة‪،‬‬ ‫ومن الشبكات االجتماعية في تحفيز االلتزامات الوطنية‪ ،‬ومن أوجه الشبه في مساعدة الناس على استيعاب‬ ‫التنبؤات المناخية‪.‬‬ ‫أما المحور الثالث فيتمثل في كون المهنيين العاملين بمجال التنمية وصناع السياسات‪ ،‬مثلهم في ذلك مثل‬ ‫ة للتحيزات النفسية‪ .‬ويمكن للحكومات والمؤسسات الدولية‪ ،‬مثل مجموعة البنك الدولي‪،‬‬ ‫عرض ً‬‫جميع البشر‪ُ ،‬‬ ‫توطئة‬ ‫‪vi‬‬ ‫أن تتخذ إجراءات للتخفيف من حدة هذه التحيزات وآثارها‪ ،‬كالتشخيص األكثر دقة وصرامة لعقليات من‬ ‫نحاول مساعدتهم واستحداث إجراءات للحد من تأثير التحيزات على المداوالت الداخلية‪.‬‬ ‫وتفشي مرض اإليبوال يوضح بجالء أن مخاطر قصور الفهم والتواصل يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة‪.‬‬ ‫فاحتجاز المصابين في الحجر الصحي قد يكون منطقياً ومعقوالً‪ ،‬لكن محاولة فرض حجر صحي على أمم أو‬ ‫جماعات عرقية بأسرها تمثل خرقاً لحقوق اإلنسان وقد تعوق عملياً الجهود المبذولة للسيطرة على تفشي‬ ‫المرض‪ .‬وتقرير عن التنمية في العالم لهذا العام يقدم رؤى لكيفية معالجة هذه التحديات الحالية وغيرها من‬ ‫التحديات ويستحدث أجندة عمل جديدة وهامة كي يمضي المجتمع اإلنمائي إلى األمام‪.‬‬ ‫جيم يونغ كيم‬ ‫رئيس‬ ‫مجموعة البنك الدولي‬ ‫شكر وتقدير‬ ‫قام على إعداد هذا التقرير فريق ترأسه كارال هوف وفارون جوري‪ ،‬ويتألف من شهريار بانوري‪ ،‬ستيفن كومنز‪،‬‬ ‫أليسون ديميريت‪ ،‬آنا فروتيرو‪ ،‬أالكا هوال‪ ،‬وريان مولدون‪ ،‬فضالً عن إسهامات إضافية من إليزابيث بيسلي‪،‬‬ ‫سوغاتو داتا‪ ،‬آن فيرنالد‪ ،‬إيمانويال غاالسو‪ ،‬كينيث ليونارد‪ ،‬دوشيانث راجو‪ ،‬ستيفان تروتمان‪ ،‬مايكل وولكوك‪،‬‬ ‫وبالل ضياء‪ .‬واستكمل الفريق أعضاءه بمحللي البحوث سكوت ابراهامز‪ ،‬هانا بيرنت‪ ،‬إيمي باكارد كورنسويت‪،‬‬ ‫آدم كوراكيواال‪ ،‬نانديتا كريشناسوامي‪ ،‬سناء رفيق‪ ،‬بولين روييه‪ ،‬جيمس والش‪ ،‬ونان زو‪ .‬وتم العمل تحت‬ ‫اإلشراف العام لكلٍ من كاوشيك باسو وإندرميت جيل‪.‬‬ ‫وتلقى الفريق توجيهات من لجنة استشارية تتألف من دارون حكيم أوغلو‪ ،‬بول دي ماجيو‪ ،‬هربرت‬ ‫جنتيس‪ ،‬وكاس سونستين‪ .‬وقدم ستيفان ديركون مالحظات دقيقة طوال فترة إعداد التقرير‪ .‬وقدم سنديل‬ ‫مواليناثان توجيهات ثمينة في مراحل تشكيل المفاهيم الخاصة بالتقرير‪ .‬وتلقى فريق العمل مدخالت قيمة‬ ‫من جميع المناطق التابعة لمجموعة البنك الدولي‪ ،‬والشبكات الرئيسية‪ ،‬ومجموعة البحوث‪ ،‬والقائمين‬ ‫بالممارسات العالمية‪ ،‬ومجموعة التقييم المستقلة‪ ،‬وغيرها من الوحدات‪ .‬كما قدم كبار الخبراء االقتصاديين‬ ‫ومجلس كبار االقتصاديين الكثير من التعليقات المفيدة‪.‬‬ ‫ويود الفريق أن يتقدم بالتقدير والعرفان لما تلقاه من دعم سخي في إعداد التقرير من جانب وزارة‬ ‫التنمية الدولية البريطانية‪ ،‬ووزارة الشؤون الخارجية والتجارة والتنمية بكندا‪ ،‬وبرنامج المعرفة من أجل‬ ‫التغيير‪ ،‬والصندوق االستئماني االسكندنافي‪ ،‬وميزانية مساندة البحوث بالبنك الدولي‪ .‬كما يتقدم الفريق‬ ‫بالشكر أيضاً إلى وزارة التعاون االقتصادي والتنمية بألمانيا االتحادية‪ ،‬والوكالة األلمانية للتعاون التقني التي‬ ‫شاركت في تنظيم واستضافة ورشة عمل السياسات الدولية لتقرير عن التنمية في العالم في برلين في‬ ‫ديسمبر‪/‬كانون األول ‪ .2013‬وجرت كذلك مشاورات مع صندوق النقد الدولي‪ ،‬ومنظمة التعاون والتنمية في‬ ‫الميدان االقتصادي‪ ،‬واليونيسيف وغيرها من وكاالت األمم المتحدة‪ ،‬ووزارة الشؤون الخارجية الهولندية‪،‬‬ ‫والمفوضية األوروبية‪ ،‬ووكاالت التنمية الدولية في كلٍ من اليابان (الوكالة اليابانية للتنمية الدولية)‪ ،‬وفرنسا‬ ‫(وكالة التنمية الفرنسية)‪ ،‬والمملكة المتحدة (وزارة التنمية الدولية)‪ ،‬والواليات المتحدة (الوكالةاألمريكية‬ ‫للتنمية الدولية)‪ .‬وقامت عدة منظمات أخرى برعاية فعاليات للحصول على معلومات تقييمية عن التقرير‪ ،‬بما‬ ‫فيها جامعة كولومبيا‪ ،‬وجامعة كورنيل‪ ،‬وشبكة التحفيز الدانمركية‪ ،‬ومنظمة تجارب في الحوكمة والسياسة‪،‬‬ ‫وجامعة هارفارد‪ ،‬ولجنة اإلنقاذ الدولية‪ ،‬والتحالف الدولي إلنقاذ األطفال‪ ،‬وكلية لندن لالقتصاد والعلوم‬ ‫السياسية‪ ،‬ومعهد التنمية الخارجية‪ ،‬والفريق البريطاني للرؤى السلوكية‪.‬‬ ‫وقامت نانسي موريسون بمهمة المحررة األولى للتقرير‪ .‬وكان جورج كوكينيديس مصمم الغرافيك األول‪.‬‬ ‫وقدم تيموثي تايلور توجيهات تحريرية قيمة‪ .‬وقامت دانا لين بتحرير نص التقرير‪ .‬وأشرف قسم النشر‬ ‫والمعارف بالبنك الدولي على تنسيق ما يتعلق بالتقرير من أعمال التصميم والتنضيد والطباعة والتوزيع‪.‬‬ ‫ونتقدم بشكر خاص إلى دنيز برجيرون‪ ،‬ماري فيسك‪ ،‬باتريشيا كاتيامان‪ ،‬ستيفن ماكغرورتي‪ ،‬ستيفن بازدان‪،‬‬ ‫وباسكال سميغاندا‪ ،‬وكذلك إلى بشرى بلفقيه وفريقها التابع بوحدة الترجمة التحريرية والفورية‪ .‬ويتقدم‬ ‫فريق العمل أيضاً بالشكر إلى فيفيان هون وجيمي أوالوز وكلوديا سيبلوفيدا على دورهم التنسيقي‪،‬‬ ‫وإلى فامسي كريشنا كانتشي‪ ،‬وسواتي ميشرا‪ ،‬وميريل ت َك‪-‬بريمدال على ما قدموه من توجيه الستراتيجية‬ ‫االتصاالت‪ .‬وقامت ريناتا جوكوفاس‪ ،‬آنا ماريا مونيوز بودييت‪ ،‬إليزابيتا بيروفا‪ ،‬رفائيل بروينكا‪ ،‬وعبلة صفير‬ ‫بمراجعة بعض الترجمات للغات األجنبية للعرض العام‪.‬‬ ‫وتألف فريق اإلنتاج واللوجستيات الخاص بالتقرير من بروناغ ميرفي‪ ،‬ميهايال ستانجو‪ ،‬وجيسون فيكتور‪،‬‬ ‫مع إسهامات من الفيرن كوك وجراسيا سورنسن‪ .‬وكانت سونيا جوزيف‪ ،‬ليليانا لونجو‪ ،‬وجوزيف ويلش‬ ‫شكر وتقدير‬ ‫‪viii‬‬ ‫مسؤولين عن إدارة الموارد‪ ،‬وساعدت إيلينا تشي‪-‬لن لي في تنسيق الموارد‪ .‬وقدم جان‪-‬بيير جوماليو‪ ،‬جيتيس‬ ‫كانشاس‪ ،‬وناصر مغربي المساندة في مجال تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬ ‫ويستند التقرير إلى أوراق بحوث الخلفيات العامة والمذكرات التي أعدها أبيجيل بار‪ ،‬نيكوال بومار‪،‬‬ ‫تيموثي بيسلي‪ ،‬توماس بوسوروي‪ ،‬روبرت تشامبرز‪ ،‬مولي كروكيت‪ ،‬جوناثان دي كيد‪ ،‬فيليب ديريبارني‪،‬‬ ‫لينا إريكسون‪ ،‬ميتريش غاتاك‪ ،‬خافيير جيلوت‪ ،‬كريستال هال‪ ،‬يوهانز هاوسهوفر‪ ،‬آالن هنري‪ ،‬باميال جاكيال‪،‬‬ ‫ناداف كالين‪ ،‬مارغريت ليفي‪ ،‬مارغريت ميلر‪ ،‬خوان خوسيه ميراندا مونتيرو‪ ،‬إيزكييل مولينا‪ ،‬أوين أوزيير‪،‬‬ ‫جيل راباالند‪ ،‬أناند راجارام‪ ،‬باري شوارتز‪ ،‬بييتر سرنيلز‪ ،‬جنيفر ستيالر‪ ،‬مايكل تومان‪ ،‬ماجدالينا تسانيفا‪،‬‬ ‫ودانييل يو‪.‬‬ ‫وتلقى الفريق نصائح متخصصة من يان آلجان‪ ،‬جيني أنان‪ ،‬نافا أشرف‪ ،‬ماهزارين باناجي‪ ،‬أبيجيت بانرجي‪،‬‬ ‫ماكس بازرمان‪ ،‬جاري بيكر‪ ،‬دانييل بنجامين‪ ،‬كريستينا بيتشيري‪ ،‬فيكي بوجان‪ ،‬إيريس بونيت‪ ،‬دونالد برامان‪،‬‬ ‫كولن كاميرر‪ ،‬جيفري كاربنتر‪ ،‬شانتايانان ديفاراجان‪ ،‬تيموثي إيفانز‪ ،‬ماريان فاي‪ ،‬جيمس جراينر‪ ،‬لويجي جيسو‪،‬‬ ‫جوناثان هايد‪ ،‬ديفيد هالبيرن‪ ،‬جوزيف هنريتش‪ ،‬تينج جيانج‪ ،‬ديفيد جاست‪ ،‬دان كاهان‪ ،‬رافي كانبور‪،‬‬ ‫جيفري كلينغ‪ ،‬جون ليست‪ ،‬إدوارد ماتشيري‪ ،‬ماريو ماسيس‪ ،‬أناندي ماني‪ ،‬سوريش نايدو‪ ،‬مايكل نورتون‪،‬‬ ‫ناثان نان‪ ،‬جاك راجوت‪ ،‬تود روجرز‪ ،‬أمارتيا سين‪ ،‬أوين سيرفيس‪ ،‬جوزيف ستيجليتز‪ ،‬يان سفينيار‪ ،‬آن سويدلر‪،‬‬ ‫ودانييل فاليكيت‪.‬‬ ‫وقدم كثيرون غيرهم‪ ،‬من داخل البنك الدولي وخارجه‪ ،‬مالحظات مفيدة أو إسهامات أخرى‪ ،‬وشاركوا في‬ ‫االجتماعات التشاورية‪ .‬وعلى الرغم مما بُذل من جهد كي يخرج التقرير شامالً جامعاً‪ ،‬فإن الفريق يعتذر‬ ‫عن أي سهو ويكرر امتنانه لكل من أسهم في هذا التقرير‪ .‬ويود الفريق أن يتقدم بالشكر إلى دينا أبو غيدة‪،‬‬ ‫آنا ميلينا أجيالر ريفيرا‪ ،‬فرزانة أحمد‪ ،‬أحمد أحسن‪ ،‬إدوارد الدحداح‪ ،‬إنغر أندرسن‪ ،‬كيفن أرسينو‪،‬‬ ‫عمر آرياس‪ ،‬نينا آرنولد‪ ،‬داليا بلدساري‪ ،‬لوكا باندييرا‪ ،‬أروب بانرجي‪ ،‬إيلينا بارداسي‪ ،‬انيس باريس‪،‬‬ ‫انطونيال باساني‪ ،‬آندرو بيث‪ ،‬سيمون بل‪ ،‬روبرت بيشيل‪ ،‬خواو بايل‪ ،‬كريس بالتمان‪ ،‬إريك بلوم‪،‬‬ ‫زيليكو بوجيتيتش‪ ،‬جينيفييف بوارو‪ ،‬هانا بريكسي‪ ،‬ستيفاني برودمان‪ ،‬آنيت براون‪ ،‬مركز بوسارا لعلم االقتصاد‬ ‫السلوكي‪ ،‬آليسون بوتنهايم‪ ،‬سوزان كاسيرس‪ ،‬أوسكار كالفو‪-‬جونزاليس‪ ،‬روبرت تشيز‪ ،‬نظم الدين تشودري‪،‬‬ ‫داندان تشن‪ ،‬لورا شيودا‪ ،‬كن تشوميتز‪ ،‬لوك كريستيانسن‪ ،‬رفائيل كورتيز‪ ،‬آيدان كوفيللي‪ ،‬ديبرا كيوبيت‪ ،‬ستيفانو‬ ‫كورتو‪ ،‬أميت دار‪ ،‬جيشنو داس‪ ،‬مايتري داس‪ ،‬أوجستو دي ال توري‪ ،‬كريس ديلجادو‪ ،‬آسلي دميرجوك‪-‬كونت‪،‬‬ ‫كالرا دي سوزا‪ ،‬جاكلين ديفين‪ ،‬إريك ديكسون‪ ،‬كوي‪-‬توان دو‪ ،‬كريستوفر إلدردج‪ ،‬ياسر الجمال‪،‬‬ ‫آليسون إيفانز‪ ،‬ديفيد إيفانز‪ ،‬خورخي فاميليار‪ ،‬شارون فلزير‪ ،‬فرانسيسكو فيرييرا‪ ،‬ديون فيلمر‪ ،‬أرييل فيزباين‪،‬‬ ‫لوكا فالبي‪ ،‬إليزابيث فوكس‪ ،‬كارولين فرويند‪ ،‬ماري جاردير‪ ،‬فرجيليو جالدو‪ ،‬روبرتا جاتي‪ ،‬باتريشيا جيلي‪،‬‬ ‫سواتي جوش‪ ،‬خافيير جينيه‪ ،‬هيمام جرما‪ ،‬جاك جلين‪ ،‬ماركوس جولدستين‪ ،‬آلفارو جونزاليس‪ ،‬كارال جونزاليس‪،‬‬ ‫ماريا جونزاليس دي آسيس‪ ،‬بابلو جوتريت‪ ،‬ديفيد جولد‪ ،‬مارجريت جروش‪ ،‬بيل جولدبورج هانسن‪،‬‬ ‫نينا جويون‪ ،‬أوليفر هاس‪ ،‬سميرة حلبي‪ ،‬ستيفاني هاليجاتي‪ ،‬ماري هالوارد‪-‬دريماير‪ ،‬جون هيث‪ ،‬راسموس هلتبرج‪،‬‬ ‫جيسكو هنتشل‪ ،‬ماركو هرنانديز‪ ،‬آرتورو هيريرا‪ ،‬باربرا هيويت‪ ،‬جين هوبسون‪ ،‬بيرت هوفمان‪،‬‬ ‫ستيفن هاتون‪ ،‬ليوناردو إياكوفوني‪ ،‬إيلينا إيانكوفتشينا‪ ،‬االن آيزي‪ ،‬إيمانويل جيمينيز‪ ،‬بيتر جون‪ ،‬ميليسا جونز‪،‬‬ ‫ساندور كاراكسوني‪ ،‬ساتشيكو كاتاوكا‪ ،‬لورين كيلي‪ ،‬ستوتي خيماني‪ ،‬إيجور خيفيتس‪ ،‬آرثر كالينمان‪،‬‬ ‫جيني كلوجمان‪ ،‬خريستوس كوستوبولوس‪ ،‬سومير الل‪ ،‬سوميك الل‪ ،‬دانييل ليدرمان‪ ،‬االن ديفيد لي‪،‬‬ ‫آريانا ليجوفيني‪ ،‬فيليبي لي أويرو‪ ،‬فيكتوريا ليفن‪ ،‬جيفري لويس‪ ،‬إيفان ليبرمان‪ ،‬كاثي لندرت‪ ،‬أودري ليونيس‪،‬‬ ‫جالديس لوبيز‪-‬اثيفيدو‪ ،‬لويس فيليبي لوبيز‪-‬كالفا‪ ،‬أوغستو لوبيز‪-‬كالروس‪ ،‬زوبي بيو‪ ،‬اشيش مقار‪،‬‬ ‫غزالة منصوري‪ ،‬برندان مارتن‪ ،‬ماريا سوليداد مارتينيز بيريا‪ ،‬جوينيث ماكليندون‪ ،‬مايك ماكجفرن‪ ،‬مايلز ماكينا‪،‬‬ ‫ديفيد ماكنزي‪ ،‬جوليان ميسينا‪ ،‬فرانسيسكا مونيتي‪ ،‬جوناثان موردوخ‪ ،‬خوان مانويل مورينو أولميديليا‪،‬‬ ‫إد ماونتفيلد‪ ،‬مسعود مزمل‪ ،‬مارغريت آن موير‪ ،‬فلورنتينا موالج‪ ،‬سيريل مولر‪ ،‬كارينا ناشناني‪،‬‬ ‫إيفجينيي نايدوف‪ ،‬آمبر نارايان‪ ،‬كريستوفر ديفيد نيلسون‪ ،‬كوين نجويين‪ ،‬سون نام نجويين‪ ،‬دان نيلسون‪،‬‬ ‫اديسيناوال ميشيل أودوجبيمي‪ ،‬بيدرو أولنتو‪ ،‬دانييل أورتيجا‪ ،‬بتسي بالوك‪ ،‬آكا باندي‪ ،‬فاليري بيروتي‪،‬‬ ‫كايل بيترز‪ ،‬جوزفينا بوساداس‪ ،‬جيل راباالن‪ ،‬مارتن راما‪ ،‬فيجايندرا راو‪ ،‬فرانسيسكا ريكاناتيني‪ ،‬توماس ريرمان‪،‬‬ ‫ميليسا ريكاس‪ ،‬دينا رنجولد‪ ،‬هالسي روجرز‪ ،‬ماتيا روماني‪ ،‬أونو رول‪ ،‬جيمس ريدج‪ ،‬سيمين سعادات‪،‬‬ ‫جادي سايوفيتشي‪ ،‬كالوديا سانتيبانييز‪ ،‬إنديرا سانتوس‪ ،‬روبرت ساوم‪ ،‬إيفا شيفر‪ ،‬سرجيو شموكلر‪ ،‬بيا شنايدر‪،‬‬ ‫‪ix‬‬ ‫شكر وتقدير‬ ‫آندرو شرانك‪ ،‬إيثيل سنهاوزر‪ ،‬كاتيايني سيث‪ ،‬موزيس شايو‪ ،‬سودير شيتي‪ ،‬ساندور سيبوس‪ ،‬أوين سميث‪،‬‬ ‫كارلوس سوبرادو‪ ،‬نيكوال سباتافورا‪ ،‬آندرو ستون‪ ،‬مارك سوندبرج‪ ،‬بل ساتون‪ ،‬جيف تانر‪ ،‬مارفن‬ ‫تايلور‪-‬دورموند‪ ،‬ستويان تينيف‪ ،‬هانز تيمر‪ ،‬داستن تنجلي‪ ،‬لورا تاك‪ ،‬توني تيريل‪ ،‬هوليا أولكو‪ ،‬رينوس فاكيس‪،‬‬ ‫تارا فيشواناث‪ ،‬يواكيم فون آمسبرج‪ ،‬آدم واجستاف‪ ،‬ليانكين وانج‪ ،‬كالي ويسكوت‪ ،‬جوش ومبي‪ ،‬نواه يارو‪،‬‬ ‫ورينيه يوويت‪-‬يي هو‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عرض عام‬ ‫عرض عام‬ ‫اتخاذ القرار الب ي‬ ‫وسياسات التنمية‬ ‫عرض عام‬ ‫اتخاذ القرار البشري وسياسات التنمية‬ ‫المتمثلة في أن اتخاذ القرار ما هو إال نتيجة للتفاعل بين العقل‬ ‫كل شخص يسعى إلى توجيه مساره الخاص بنفسه‪ ،‬والهدف‬ ‫والبيئة‪ .‬وهكذا أُعيد تصميم قمرات قيادة الطائرات مع االهتمام‬ ‫الطبيعي لسياسات التنمية التوسع في الموارد والمعلومات التي‬ ‫بشكل وثيق بكيفية تجميع المعلومات وعرضها‪ ،‬بحيث تالئم‬ ‫يمكن لسكان البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط أن‬ ‫الجسد البشري وقدراته اإلدراكية‪ .‬وفي أيامنا هذه‪ ،‬صارت‬ ‫يستمدوا منها ما يساعدهم في رحلة الحياة‪ .‬لكن على الرغم‬ ‫قمرات قيادة الطائرات تحتوي على أجهزة وأدوات أقل عددا ً‬ ‫من أن هذا النهج قد يكون مالئما في الغالب‪ ،‬فمن الممكن‬ ‫مما كانت عليه قبل عشرات السنين ألن تصميم لوحات بيانات‬ ‫أن يتسم بالنقص والقصور‪ .‬ولكي نفهم السبب في ذلك‪ ،‬يمكننا‬ ‫أجهزة القيادة يعتمد على تفهم أعمق لعمليات اإلدراك البشري‬ ‫عقد مقارنة مع الطيارين على سبيل المثال‪ .‬فخالل عقود‬ ‫(فينر وناجيل ‪.)1988‬‬ ‫منتصف القرن العشرين‪ ،‬كان عدد من أجهزة المالحة الجوية‬ ‫ويعكس عنوان هذا التقرير‪ ،‬وهو “العقل والمجتمع‬ ‫والمحركات يتم تصميمه بغرض تحسين قدرة الطيارين على‬ ‫والسلوك”‪ ،‬فكرة أن االنتباه إلى كيفية تفكير اإلنسان (العمليات‬ ‫توجيه طائراتهم‪ .‬ولكن بحلول الثمانينات‪ ،‬كان لتعدد التحسينات‬ ‫العقلية) وكيفية تأثير التاريخ والبيئة على تشكيل التفكير‬ ‫التقنية والمعلومات اإلضافية أثر عكسي يناقض الغرض الذي‬ ‫يحسن من تصميم وتنفيذ السياسات‬ ‫(تأثير المجتمع) يمكن أن ّ‬ ‫واإلجراءات التدخلية اإلنمائية التي تستهدف اختيارات البشر‬ ‫وأفعالهم (السلوك)‪ .‬وبتعبير آخر‪ ،‬فقد حان الوقت إلعادة‬ ‫هذا التقرير يهدف إلى إلهام وإرشاد‬ ‫تصميم السياسات اإلنمائية كي تهتم بالعوامل البشرية‪.‬‬ ‫ويهدف هذا التقرير إلى الدمج بين النتائج الحديثة بشأن‬ ‫الباحثين والممارسين ممن يستطيعون‬ ‫األساس النفسي واالجتماعية للسلوك‪ ،‬وذلك بغاية جعلها متاحة‬ ‫للمزيد من االستخدام الممنهج من قبل الباحثين والممارسين‬ ‫هج‬ ‫التقدم بمجموعة جديدة من ال ُ‬ ‫نُ‬ ‫بالدوائر اإلنمائية‪ .‬ويستند التقرير إلى ما خلُص إليه العديد من‬ ‫التخصصات‪ ،‬بما في ذلك علم األعصاب‪ ،‬وعلم اإلدراك‪ ،‬وعلم‬ ‫النمائية استناداً إلى مراعاة المؤثرات‬ ‫إ‬ ‫النفس‪ ،‬واالقتصاديات السلوكية‪ ،‬وعلم االجتماع‪ ،‬والعلوم‬ ‫السياسية‪ ،‬وعلم اإلنسان (االنثروبولوجي)‪ .‬وفي إطار البحث‬ ‫النفسية واالجتماعية بشكل أكثر شموال‪.‬‬ ‫الجاري‪ ،‬تساعد هذه النتائج في تفسير ما يتخذه األفراد من‬ ‫قرارات في العديد من مجاالت التنمية‪ ،‬بما في ذلك االدخار‬ ‫واالستثمار واستهالك الطاقة والصحة وتربية األطفال‪ .‬كما تعزز‬ ‫استهدفه المصممون‪ :‬فعوضاً عن مساعدة الطيارين على توجيه‬ ‫تلك النتائج أيضاً من فهمنا لكيفية تطور السلوك الجماعي‬ ‫مساراتهم‪ ،‬كانت قمرة قيادة الطائرات قد صارت بالغة التعقيد‪،‬‬ ‫– مثل شيوع الثقة أو تفشي الفساد – وزيادة ترسخه في المجتمع‪.‬‬ ‫حتى أن التحسينات التقنية صارت تشكل ضغطاً على الطيارين‪،‬‬ ‫وال تنطبق هذه النتائج فحسب على األفراد بالمجتمعات النامية‪،‬‬ ‫بل وتسبب ارتباكهم‪ .‬وارتفعت معدالت أخطاء الطيارين‪ .‬ولذا‬ ‫بل أيضا على المهنيين العاملين بالتنمية المعرضين أنفسهم‬ ‫تم االتصال بالخبراء في مجال تصميم العوامل البشرية— وهو‬ ‫للخطأ عندما تكون بيئة اتخاذ القرار معقدة‪.‬‬ ‫مجال متعدد التخصصات يقوم على أساس الفكرة الرئيسية‬ ‫‪3‬‬ ‫عرض عام‬ ‫المتأصلة لقدرات البشر اإلدراكية‪ ،‬والدور الذي تلعبه األفضليات‬ ‫وهذا النهج يوسع نطاق مجموعة األدوات واالستراتيجيات‬ ‫االجتماعية والبيئة في عملية اتخاذ القرار‪ ،‬وفائدة استخدام‬ ‫الرامية إلى تشجيع التنمية ومكافحة الفقر‪ .‬ويتمثل مكمن قوة‬ ‫طرق ذهنية مختصرة ونماذج ذهنية من أجل فرز المعلومات‬ ‫علم االقتصاد التقليدي في أنه يضع اإلدراك البشري والدوافع‬ ‫وتفسيرها‪ .‬وينبغي للمجتمع اإلنمائي من أن يفعل الشيء نفسه‪.‬‬ ‫في “صندوق أسود”‪ ،‬ليبسط بذلك عن عمد من “األفعال الداخلية‬ ‫إن حجم الدالئل التي تخرج للنور فيما يتعلق بكيفية اتخاذ‬ ‫الفوضوية الغامضة لألطراف الفاعلة” (فريس ‪)98 ،2009‬‬ ‫القرار في بيئات البلدان النامية تتزايد باستمرار‪ ،‬والكثير مما يظهر‬ ‫وذلك باستخدام نماذج تفترض في أغلب األحيان أن الناس‬ ‫من تبعات السياسات يتطلب المزيد من الدراسة‪ .‬ومع ذلك فإن‬ ‫يدرسون جميع التكاليف والمنافع الممكنة من منظور المصلحة‬ ‫هذا التقرير يهدف إلى إلهام وإرشاد الباحثين والممارسين الذين‬ ‫الذاتية ثم يتخذون بعدها قرارا ً منطقياً مدروساً‪ .‬ويمكن لهذا‬ ‫يستطيعون المساعدة في استكشاف إمكانيات وحدود مجموعة‬ ‫النهج أن يكون قوياً ومفيدا ً‪ ،‬لكنه في بيئات عدة تكون له أيضاً‬ ‫هج‪ .‬مثالً‪ ،‬هل يمكن لتبسيط عملية المساعدات‬ ‫جديدة من ال ُ‬ ‫نُ‬ ‫عوائق‪ .‬فهو يتجاهل المؤثرات النفسية واالجتماعية للسلوك‪.‬‬ ‫المالية أن تزيد من نسبة المشاركة؟ وهل يمكن لتغيير توقيت‬ ‫فالبشر ليسوا آالت تحسب‪ .‬بل إنهم على العكس كائنات‬ ‫شراء األسمدة بحيث يالئم عوائد الحصاد أن يزيد من معدل‬ ‫انفعالية تتسم بالقدرة على التكيف‪ ،‬وهم يتأثرون في اتخاذ‬ ‫االستخدام؟ وهل يمكن لتقديم قدوة تحتذى أن يحدث تغييرا ً‬ ‫قراراتهم بالمحفزات المرتبطة بالبيئة‪ ،‬والشبكات واألعراف‬ ‫في رأي شخص ما بشأن ما هو ممكن في الحياة وما هو “مناسب”‬ ‫االجتماعية المحلية‪ ،‬والنماذج الذهنية المشتركة‪ .‬كل هذا يلعب‬ ‫للمجتمع؟ وهل يمكن للترويج لعرف اجتماعي فيما يتعلق‬ ‫دورا ً في تحديد ما يراه األفراد مرغوباً‪ ،‬أو ممكناً‪ ،‬أو حتى “قابالً‬ ‫بالقيادة اآلمنة للسيارات أن يحد من معدل الحوادث؟ وهل‬ ‫للتفكير” فيما يتعلق بحياتهم‪ .‬إن األدوات الجديدة التي تقوم‬ ‫يمكن إلتاحة المعلومات المتعلقة باستهالك الطاقة لدى الجيران‬ ‫على أساس أخذ العوامل البشرية كلها في الحسبان ال تحل محل‬ ‫أن يحفز األفراد على عدم اإلفراط في استهالكهم؟ ومثلما يؤكد‬ ‫هج السياسات القائمة على أساس تفعيل الحوافز الشخصية‬ ‫نُ ُ‬ ‫هذا التقرير‪ ،‬فإن اإلجابات التي توفرها الرؤى الجديدة بشأن‬ ‫المحققة للمصالح الذاتية‪ ،‬بل تكملها وتعززها‪ .‬وال يتكلف تنفيذ‬ ‫العوامل البشرية المؤثرة في اإلدراك وصنع القرار هي “نعم”‬ ‫هج الجديدة إال أقل القليل‪ ،‬ألنها تعتمد على فروق‬ ‫بعض ال ُ‬ ‫نُ‬ ‫قوية (انظر‪ ،‬على الترتيب‪ ،‬بيتنجر وآخرون ‪2012‬؛ دافلو وكريمر‬ ‫دقيقة في التصميم والتطبيق‪ ،‬كتغيير توقيت التحويالت النقدية‪،‬‬ ‫وروبنسن ‪2011‬؛ بيمان وآخرون ‪2012 ،2009‬؛ هابياريمانا وجاك‬ ‫أو التعريف بشيء ما بشكل مختلف‪ ،‬أو تبسيط خطوات‬ ‫‪2011‬؛ آلكوت ‪2011‬؛ آلكوت وروجرز ‪.)2014‬‬ ‫الحصول على الخدمات‪ ،‬أو التذكير باألمور الهامة‪ ،‬أو تفعيل‬ ‫ومن وسط المئات من أوراق البحث المتعلقة باتخاذ البشر‬ ‫عرف اجتماعي كامن‪ ،‬أو الحد من بروز هوية موصومة بالعار‪.‬‬ ‫للقرار والتي تشكل األساس الذي يقوم عليه هذا التقرير‪،‬‬ ‫هجاً جديدة تماماً لفهم الفقر ومكافحته‪.‬‬ ‫ويعرض آخرون نُ ُ‬ ‫هج الجديدة لفهم السلوك‬ ‫نُ‬‫تبرز ثالثة مبادئ تحدد اتجاهات ال ُ‬ ‫ة‬‫نهج شائعة بين شركات القطاع الخاص‪ ،‬التي عاد ً‬ ‫وهذه ال ُ‬ ‫وتصميم السياسات اإلنمائية وتطبيقها‪ .‬وأول هذه المباديء‬ ‫ما تكون مهتمة أشد االهتمام بفهم سلوكيات الزبائن في بيئاتها‬ ‫هو أن الناس يصدرون أكثر أحكامهم وأغلب اختياراتهم تلقائياً‪،‬‬ ‫الطبيعية‪ .‬فعندما تطرح شركة ما منتجاً جديدا ً‪ ،‬سواء كان نوعاً‬ ‫ال عن تدبّر‪ :‬ونحن نطلق على ذلك مصطلح “التفكير التلقائي”‪.‬‬ ‫جديدا ً من حبوب اإلفطار‪ ،‬أو معجون أسنان‪ ،‬أو هاتفاً محموالً‪،‬‬ ‫أما المبدأ الثاني فهو أن كيفية تصرف الناس وتفكيرهم تتوقف‬ ‫فإنها تدخل بذلك سوقاً تنافسية حيث يمكن لالختالفات الصغيرة‬ ‫على ما يفعله اآلخرون من حولهم وعلى أفكارهم‪ :‬ونحن نطلق‬ ‫في سهولة االستخدام أو رضا المستهلك أن تعني الفرق في‬ ‫على ذلك مصطلح “التفكير االجتماعي”‪ .‬والمبدأ الثالث هو أن‬ ‫اإلقبال على المنتج الجديد أو رفضه‪ .‬وفي مرحلة التصميم التي‬ ‫األفراد في مجتمع ما يجمع بينهم منظور مشترك فيما يتعلق‬ ‫ة بشدة االهتمام والتفاعلية‪ ،‬تقوم الشركة بأبحاث‬ ‫تتسم عاد ً‬ ‫بفهم العالم من حولهم وفهم أنفسهم‪ :‬ونحن نطلق على ذلك‬ ‫كمية ونوعية على زبائنها كي تتفهم جيدا ً الدوافع السلوكية‬ ‫مصطلح “التفكير وفق نماذج ذهنية”‪.‬‬ ‫التي قد تبدو هامشية‪ ،‬لكنها في الواقع محركات للسلوك بالغة‬ ‫وإلظهار مدى أهمية أنواع التفكير الثالثة مجتمعة للتنمية‪،‬‬ ‫األهمية‪ .‬متى وأين يتناول الزبائن إفطارهم عادةً؟ هل يكون ذلك‬ ‫يمكن النظر في مشاكل انخفاض حجم المدخرات الشخصية‬ ‫بالمنزل‪ ،‬أم في مكان العمل‪ ،‬أم في الحافلة أو القطار أو السيارة؟‬ ‫وارتفاع الديون األسرية‪ ،‬وهو األمر الشائع في مختلف بلدان‬ ‫ما هو المعنى االجتماعي للوجبة؟ وهل يرتبط بذلك طقوس‬ ‫العالم النامي (بل في العديد من البلدان المرتفعة الدخل‬ ‫ذات قيمة؟ وهل هو حدث مجتمعي أم يتسم بالخصوصية؟ وهل‬ ‫أيضاً)‪ .‬ويعمل الجزء األكبر من السياسات االقتصادية على أساس‬ ‫ينبغي تنسيق التغير السلوكي فيما بين العديد من الناس أم أنه‬ ‫فرضية أن زيادة معدالت االدخار يتطلب زيادة في معدل‬ ‫يمكن أن يحدث بشكل فردي؟ هذه األمثلة وغيرها قد تبدو‬ ‫العائد للمدخرين‪ .‬لكن هناك عوامل أخرى خالف المتغيرات‬ ‫تافهة إذا ما قورنت بما تواجهه الحكومات والمنظمات الدولية‬ ‫التقليدية لألسعار والدخل واللوائح التنظيمية تؤثر هي األخرى‬ ‫من تحديات بالبلدان النامية‪ .‬ومع ذلك فإنها تنطوي على درس‬ ‫في سلوكيات االدخار‪ ،‬بما في ذلك التفكير اآللي الذي يتحرك‬ ‫بالغ األهمية‪ :‬فعندما يؤثر الفشل على الربح‪ ،‬يبدأ المصممون‬ ‫كرد فعل لتأطير الخيارات المتاحة وإدراكها‪ ،‬واالتجاه الشائع‬ ‫في االهتمام اهتماما وثيقا بكيفية تفكير البشر واتخاذهم‬ ‫إلى االلتزام باألعراف االجتماعية والنماذج الذهنية لموقع المرء‬ ‫القرار حقا‪ .‬ولطالما أولى المهندسون‪ ،‬والشركات الخاصة‪،‬‬ ‫في الحياة‪ .‬وتظهر التجارب الميدانية في كينيا وجنوب أفريقيا‬ ‫ومسؤولو التسويق على جميع المستويات اهتماماً بالحدود‬ ‫تقرير عن التنمية في العالم ‪2015‬‬ ‫‪4‬‬ ‫وتظهر الدراسة قدرة إجراء تدخلي ما على إحداث تغيير في‬ ‫وإثيوبيا مدى قوة ارتباط تلك المبادئ الثالثة لعملية اتخاذ البشر‬ ‫النموذج الذهني — أي إيمان المرء بما هو ممكن في المستقبل‬ ‫قرارتهم بواحدة من أهم المشكالت اإلنمائية‪.‬‬ ‫(برنارد وتافيسي ‪.)2014‬‬ ‫في كينيا‪ ،‬يري الكثير من األسر أن االفتقار إلى المال يمثل‬ ‫وال يعد الرأي‪ ،‬الذي يؤكد أن التصنيف ونماذج االحتذاء‬ ‫عقبة في طريق االستثمار في منتجات الصحة الوقائية‪ ،‬مثال‬ ‫والطموحات قد تؤثر في المدخرات‪ ،‬غير منسجم مع الرأي اآلخر‬ ‫لناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية‪ .‬غير أنه من خالل‬ ‫القائل بأن الناس يستجيبون بأساليب يمكن التنبؤ بها لتغيرات‬ ‫تزويد الناس بحصاالت معدنية قابلة للغلق‪ ،‬وقفل‪ ،‬ودفتر‬ ‫في أسعار الفائدة أو أسعار السلع وغيرها من المحفزات‪.‬‬ ‫تضع عليه األسرة ببساطة بطاقة باسم المنتج الصحي الوقائي‪،‬‬ ‫هج‬ ‫هج الجديدة محل علم االقتصاد التقليدي‪ .‬لكن ال ُ‬ ‫نُ‬ ‫وال تحل ال ُ‬ ‫نُ‬ ‫استطاع الباحثون زيادة المدخرات‪ ،‬وارتفع االستثمار في تلك‬ ‫الجديدة تعزز فهمنا لعملية التنمية وطريقة تصميم وتطبيق‬ ‫المنتجات بنسب تتراوح بين ‪ 66‬و ‪ 75‬في المائة (دوباس‬ ‫السياسات واإلجراءات التدخلية اإلنمائية‪.‬‬ ‫وروبنسون ‪ .)2013‬وتكمن فكرة البرنامج في أنه على الرغم‬ ‫ويشير إطار “العقل والمجتمع والسلوك” إلى إمكانية إيجاد‬ ‫من كون األموال قابلة للتحويل — والنقد المتوفر في اليد يمكن‬ ‫أدوات جديدة لتحقيق األهداف اإلنمائية‪ ،‬عالوة على وجود‬ ‫إنفاقه في أي وقت‪ — ‬فإن الناس يميلون إلى تخصيص مبالغ‬ ‫سبل جديدة لزيادة فعالية التدخالت القائمة‪ .‬فهو يوفر المزيد‬ ‫مالية من خالل عملية “محاسبة ذهنية” يحددون من خاللها‬ ‫من المداخل إلى السياسات والمزيد من األدوات التي يستطيع‬ ‫فئات اإلنفاق والتحكم في سلوكيات إنفاقها تبعاً لذلك‪ .‬والمهم‬ ‫الممارسون االستفادة منها في جهودهم الرامية إلى الحد من‬ ‫في فكرة الحصالة المعدنية‪ ،‬والقفل‪ ،‬والبطاقة هو أنها سمحت‬ ‫الفقر وزيادة الرفاه المشترك‪ .‬وهذا التقرير يناقش كيف أن أخذ‬ ‫للناس بوضع المال في حساب ذهني من أجل المنتجات الصحية‪.‬‬ ‫العوامل البشرية في االعتبار بشكل أكثر اكتماالً في عملية اتخاذ‬ ‫وقد نجح هذا اإلجراء التدخلي ألن المحاسبة الذهنية هي إحدى‬ ‫القرار يلقي الضوء على عدد من المجاالت‪ :‬استمرارية الفقر‪،‬‬ ‫الطرق التي يقوم الناس من خاللها “بالتفكير التلقائي” وت ُعد مثاالً‬ ‫وتنمية الطفولة المبكرة‪ ،‬ومالية األسرة‪ ،‬واإلنتاجية‪ ،‬والصحة‪،‬‬ ‫على التأثير التأطيري العام حيث يؤثر وضع الشيء ضمن فئة‬ ‫وتغير المناخ‪ .‬ويظهر اإلطار المشار إليه والعديد من األمثلة‬ ‫معينة في كيفية النظر إليه‪.‬‬ ‫الواردة بالتقرير كيف يمكن للعوائق التي تعترض قدرة الناس‬ ‫ولم يكن لبرامج التثقيف المالي التقليدية بالبلدان ذات‬ ‫على معالجة المعلومات والطريقة التي تسهم بها المجتمعات‬ ‫الدخل المنخفض سوى تأثير محدود (شو وزيا ‪ .)2012‬وعلى‬ ‫في تشكيل السلوك العقلي أن تكون مصادر للسلبيات اإلنمائية‪،‬‬ ‫النقيض من ذلك‪ ،‬نجحت محاولة حديثة بجنوب أفريقيا للتثقيف‬ ‫لكنه يظهر أيضاً أن من الممكن تغييرها‪.‬‬ ‫المالي من خالل مسلسل تليفزيوني في تحسين ما يتخذه‬ ‫وتلك الطرق الثالثة للتفكير‪ ،‬والتي تم التشديد عليها في هذا‬ ‫األفراد من خيارات مالية‪ .‬وكانت الرسائل المالية تدخل في‬ ‫التقرير‪ ،‬تنطبق وبنفس القدر على البشر كافة‪ .‬فهي ليست قاصرة‬ ‫صلب المسلسل الذي تدور أحداثه حول شخصية مالية متهورة‪.‬‬ ‫على ذوي الدخل المرتفع أو المنخفض‪ ،‬وال على ذوي المستويات‬ ‫وتبين أن األسر التي شاهدت المسلسل لمدة شهرين تراجعت‬ ‫التعليمية المرتفعة أو المنخفضة‪ ،‬أو على من يعيشون في بلدان‬ ‫احتماالت تورطها في المقامرة وكذلك احتماالت شرائها السلع‬ ‫مرتفعة الدخل أو منخفضة الدخل‪ .‬ويظهر العديد من األمثلة‬ ‫من خالل خطة تقسيط باهظة التكلفة (بيرغ وزيا ‪.)2013‬‬ ‫المستمدة من بلدان مرتفعة الدخل‪ ،‬والواردة على امتداد هذا‬ ‫فقد تفاعلت تلك األسر عاطفياً مع شخصية بطل المسلسل‪،‬‬ ‫التقرير‪ ،‬مدى شمولية التأثيرات النفسية واالجتماعية على عملية‬ ‫وهو ما جعلها أكثر تقبالً للرسائل المالية مما كان عليه الحال‬ ‫اتخاذ القرار‪ .‬ويقوم التقرير بتوثيق الحدود اإلدراكية للناس من‬ ‫في البرامج التقليدية للتثقيف المالي‪ .‬واعتمد نجاح هذا اإلجراء‬ ‫كل الفئات والشرائح‪ ،‬بمن فيهم موظفو البنك الدولي (انظر‬ ‫التدخلي على “التفكير االجتماعي” — أي ميلنا إلى التقمص‬ ‫نقطة التركيز ‪ ،3‬والفصل العاشر)‪ .‬وحتى المهنيين العاملين‬ ‫الوجداني لآلخرين والتعلم منهم‪.‬‬ ‫بمجال التنمية أنفسهم يفكرون تلقائياً‪ ،‬واجتماعياً‪ ،‬ويفكرون‬ ‫وفي إثيوبيا‪ ،‬من الشائع أن يُبدي األفراد المحرومون‬ ‫ة لذلك فقد يخطئون في التعرف‬ ‫في إطار نماذج ذهنية‪ ،‬ونتيج ً‬ ‫شعورهم بأنهم أقل قدرة نفسيا على االختيار‪ ،‬وكثيرا ما تصدر‬ ‫على أسباب السلوك ويغفلون عن حلول ممكنة للمشكالت‬ ‫عنهم تعليقات مثل “ال أحالم لدينا وال خيال” أو “نحن نعيش‬ ‫اإلنمائية‪ .‬ويمكن للمؤسسات اإلنمائية أن تكون أكثر فعالية إذا‬ ‫اليوم بيومه فقط” (برنارد‪ ،‬ديركون‪ ،‬وتافيسي ‪ .)1 ،2011‬وفي‬ ‫أصبح الممارسون العاملون بها أكثر وعياً بانحيازاتهم النفسية‬ ‫عام ‪ ،2010‬دُعيت أسر تم اختيارها عشوائياً لمشاهدة ساعة من‬ ‫واالجتماعية وإذا طبقت تلك المؤسسات إجراءات لتخفف من‬ ‫شرائط الفيديو الملهمة تتألف من أربع أفالم تسجيلية ألفراد‬ ‫حدة تأثير ذلك‪.‬‬ ‫من المنطقة يروون حكاياتهم الشخصية عن كيفية نجاحهم في‬ ‫وبالنسبة للممارسين القائمين بأعمال التنمية فإن تحديد‬ ‫تحسين وضعهم االجتماعي واالقتصادي من خالل تحديد أهداف‬ ‫المؤثرات النفسية واالجتماعية على السلوكيات وبناء سياسات‬ ‫ألنفسهم واالجتهاد في العمل‪ .‬وبعدها بستة أشهر‪ ،‬كان إجمالي‬ ‫تعمل لصالحهم — ال ضدهم — يتطلب نهجاً أكثر تجريبية‬ ‫مدخرات األسر التي شاهدت تلك األفالم الملهمة قد ارتفع‪ ،‬كما‬ ‫واختبارا ً لتصميم السياسات‪ .‬وألن اتخاذ القرار البشري بهذا‬ ‫استثمرت المزيد في تعليم أطفالها‪ .‬وكشفت االستقصاءات عن‬ ‫التعقيد‪ ،‬فإن التنبؤ بكيفية استجابة المستفيدين إلجراءات‬ ‫نجاح تلك األفالم في رفع طموحات الناس وآمالهم‪ ،‬السيما فيما‬ ‫تدخلية بعينها يمثل تحدياً‪ .‬ومن شأن عمليات رسم وتطبيق‬ ‫يتعلق بالمستقبل التعليمي ألطفالهم (برنارد وآخرون ‪.)2014‬‬ ‫‪5‬‬ ‫عرض عام‬ ‫يتسبب التفكير التلقائي في تبسيطنا المشكالت ورؤيتها من‬ ‫السياسات اإلنمائية أن تستفيد من التشخيص األدق للمحركات‬ ‫خالل “أُطر ضيقة”‪ .‬فنحن نعوض المعلومات الناقصة استنادا ً إلى‬ ‫والدوافع السلوكية (انظر نقطة التركيز ‪ )4‬والتجريب المبكر‬ ‫افتراضاتنا بشأن العالم ونلجأ إلى تقييم المواقف استنادا ً إلى‬ ‫لتصميم البرامج بحيث يمكن توقع اإلخفاقات وإيجاد قنوات‬ ‫االرتباطات التي ترد تلقائيا إلى الذهن وإلى نظم المعتقدات‬ ‫تفاعلية ثنائية االتجاه بما يسمح للممارسين بالتحسين التدريجي‬ ‫والمستمر لتصميم التدخالت‪.‬‬ ‫الطار ‪ :0.1‬تطور الفكر االقتصادي بشأن اتخاذ القرار البشري‬ ‫إ‬ ‫منذ أعمال آدم سميث (‪ )1759‬أ‬ ‫مبادئ ثالثة التخاذ القرار البشري‬ ‫الساسية‪ ،‬قام علماء االقتصاد باستكشاف المؤثرات‬ ‫يستند اإلطار التنظيمي الوارد بالجزء األول من التقرير على‬ ‫النفسية واالجتماعية على عملية اتخاذ القرار البشري‪ .‬وأدرك جون ماينارد كينز “وهم‬ ‫مبادئ ثالثة التخاذ القرار البشري‪ :‬التفكير التلقائي‪ ،‬والتفكير‬ ‫المال” —وهو االنحياز إلى التفكير في المال بالقيمة االسمية ال بالقيمة الحقيقية —‬ ‫االجتماعي‪ ،‬والتفكير في إطار نماذج ذهنية‪ .‬ومع أن هذه‬ ‫واستخدمه في حله المقترح لمشكلة البطالة‪ .‬كما أدرك أيضاً أن كثيرا من استثماراتنا‬ ‫طويلة أ‬ ‫المبادئ تقوم على أساس بحث حديث رائد يشمل مختلف‬ ‫الجل تعكس “غرائز حيوانية” — كالحدس والعواطف— ال الحسابات القائمة‬ ‫مجاالت العلوم اإلنسانية‪ ،‬فمن الجدير بالذكر أن البحث الجديد‬ ‫على التدبر الهادئ‪ .‬وكان غونار ميردال دارساً للركود الثقافي‪ .‬وأرسى هربرت سيمون‬ ‫يرجع على أي حال بعلم االقتصاد دورة كاملة إلى حيث بدأ‪،‬‬ ‫النسان قادر فقط على معالجة‬ ‫و ف‪ .‬أ‪ .‬هايك الكثير من أعمالهما على أساس إدراك أن إ‬ ‫مع آدم سميث في أواخر القرن الثامن عشر‪ ،‬إلى وجهات‬ ‫قدر محدود من المعلومات في وقت واحد وال يستطيع أن يزن بدقة تكلفة ومنافع كل‬ ‫النظر التي كانت سائدة في بدايات ومنتصف القرن العشرين‬ ‫النتائج المحتملة لقراراته‪ .‬وأكد هربرت هيرشمان على أنه من المفيد أن نتذكر أن البشر‬ ‫(انظر اإلطار ‪.)0.1‬‬ ‫لديهم دوافع معقدة؛ أنهم يقدرون التعاون واالنتماء‪.‬‬ ‫الكبر من القرن العشرين‪ ،‬ومن خالل أعمال بول صامويلسون‬ ‫غير أنه خالل الجزء أ‬ ‫المبدأ أ‬ ‫الول‪ :‬التفكير التلقائي‬ ‫والكثيرين غيره‪ ،‬كان هناك “نزعة مطردة نحو رفض العناصر المتعلقة بالمتعة‬ ‫عند تبسيط الفرضيات المستخدمة في عدد من النماذج‬ ‫واالستبطان والعناصر النفسية” (صامويلسون ‪ .)344 ،1938‬وفي مقاله الشهير‬ ‫االقتصادية‪ ،‬ينظر األطراف الفاعلة في االقتصاد إلى عالم‬ ‫اليجابية” (‪ )1953‬قدم ميلتون فريدمان وغيره في‬ ‫“عن منهجية علم االقتصاد إ‬ ‫أ‬ ‫المعلومات واإلشارات البيئية بكامله ويتطلعون بعيدا ً إلى‬ ‫الخمسينات حججاً مقنعة‪ ،‬تستند إلى الدلة المتوفرة وقتها‪ ،‬على أنه يمكن لالقتصاديين‬ ‫المستقبل التخاذ قرارات متدبرة في الحاضر حتى يمكنهم‬ ‫أن يتجاهلوا العوامل النفسية عند توقعهم لنواتج السوق‪ ،‬بحيث يمكن فهم الفاعل‬ ‫المضي قدماً إلى تحقيق أهدافهم المحددة طويلة األجل‪.‬‬ ‫االقتصادي الفردي كما لو أنه يسلك مسلكه كعنصر بال عواطف‪ ،‬يحكمه المنطق‪ ،‬وال‬ ‫وبالطبع فإن اتخاذ القرار البشري على أرض الواقع ال يتم إطالقا‬ ‫تحركه سوى المصلحة الذاتية ما دام من لم يسلكوا هذا المسلك سيكون مصيرهم‬ ‫تقريبا بهذا الشكل (انظر‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬جيلوفيتش وغريفن‬ ‫البعاد عن السوق على يد أولئك الذين سلكوه‪ .‬وصارت افتراضات الحساب المثالي‬ ‫إ‬ ‫وكانيمان ‪2002‬؛ غولدستين ‪ .)2009‬فعادة ما يكون لدى الناس‬ ‫والفضليات الثابتة الموجهة تماماً بخصوص الذات والكامنة في النماذج االقتصادية‬ ‫أ‬ ‫من المعلومات أكثر مما يستطيعون معالجته‪ .‬وهناك عدد يتعذر‬ ‫التقليدية تؤخذ لدى الكثير من الدوائر كأنها معتقدات مسلم بها‪.‬‬ ‫حصره من سبل تنظيم المعلومات المؤثرة في كل قرار تقريباً‪.‬‬ ‫لكن السنوات الثالثين الماضية من البحوث المتعلقة باتخاذ القرار من وجهة‬ ‫ولذا فقد ميز علماء النفس منذ زمن بعيد بين نوعين من‬ ‫نظر العلوم السلوكية واالجتماعية دفعت االقتصاديين إلى مرحلة صاروا يقومون‬ ‫العمليات التي يقوم بها الناس عند التفكير‪ :‬أولهما ذلك النوع‬ ‫فيها بقياس وإرساء الجوانب النفسية واالجتماعية التخاذ القرار والتي اعتقد كثير‬ ‫السريع التلقائي الترابطي بال مجهود؛ واآلخر الذي يتسم بالبطء‬ ‫العمال التجريبية أن الناس‬ ‫من المساهمين المؤسسين لعلم االقتصاد بأهميتها‪ .‬وتظهر أ‬ ‫ُ‬ ‫والتدبر والجهد والتسلسل والتأمل‪ .‬ويصف علماء النفس‪ ،‬مجازا ً‪،‬‬ ‫ال يتخذون القرار آخذين في االعتبار جميع التكاليف والمنافع‪ .‬فالناس يريدون التوافق‬ ‫هذين النوعين كأنهما نظامان متمايزان في العقل‪ :‬النظام األول‬ ‫مع التوقعات االجتماعية‪ .‬وليس لدى الناس أذواق ال تتغير أو متغيرة بصورة اعتباطية‪.‬‬ ‫هو “النظام التلقائي”‪ ،‬واآلخر هو “النظام المتدبر” (كانيمان‬ ‫وتعتمد المفاضالت على البيئة التي استدعتها وعلى المؤسسات االجتماعية التي شكلت‬ ‫‪ .)2003‬ويناقش الفصل األول هذا التقسيم بمزيد من التفصيل‪،‬‬ ‫الفراد العالم من خاللها (باسو ‪2010‬؛ فير وهوف ‪.)2011‬‬ ‫أ‬ ‫الطر التفسيرية التي يرى أ‬ ‫لكن الجدول ‪ 0.1‬يقدم عرضاً عاماً‪ .‬ويرى معظم الناس أنفسهم‬ ‫وهكذا دار علم االقتصاد دورة كاملة حول نفسه‪ .‬وبعد غيبة دامت حوالي ‪ 40‬عاماً‪،‬‬ ‫باألساس كمفكرين متدبرين — لكنهم يميلون بالطبع إلى‬ ‫بدأت إعادة اختراع علم اقتصاد يقوم على المزيد من الفهم الواقعي للبشر‪ .‬لكن‬ ‫التفكير في عمليات تفكيرهم نفسها بطريقة تلقائية وتحت‬ ‫الدلة التجريبية—أدلة على مستوى جزئي‬ ‫المر هذه المرة قام على قدر ضخم من أ‬ ‫أ‬ ‫تأثير ما لديهم من نماذج ذهنية عن أنفسهم وعن كيفية عمل‬ ‫من مختلف العلوم السلوكية واالجتماعية‪ .‬فالعقل‪ ،‬على نقيض الكمبيوتر‪ ،‬سيكولوجي‬ ‫العقل‪ .‬أما في الواقع فإن النظام التلقائي يؤثر في معظم أحكامنا‬ ‫وليس منطقياً‪ ،‬مرنا وليس ثابتاً‪ .‬والمؤكد أنه من المنطقي أن تُعامل المشكالت‬ ‫وقراراتنا‪ ،‬وغالباً ما يكون ذلك بقوة وبطريقة حاسمة‪ .‬وال يدري‬ ‫المتطابقة بصورة متطابقة‪ ،‬لكن الناس ال يفعلون ذلك غالباً؛ فاختياراتهم تتغير عندما‬ ‫معظم الناس‪ ،‬ولمعظم الوقت‪ ،‬شيئاً عن العديد من التأثيرات‬ ‫تتغير الخيارات االفتراضية أو يتغير ترتيب االختيارات‪ .‬والناس يستمدون خياراتهم من‬ ‫الواقعة على قراراتهم‪ .‬ويمكن لمن يغلب عليهم التفكير التلقائي‬ ‫نماذج ذهنية لتفسير التجارب ويتخذون قرارات‪ .‬وهذا التقرير يُظهر أن من الممكن أن‬ ‫أن يرتكبوا ما يعتقدون هم أنفسهم أنها أخطاء فادحة ومتكررة؛‬ ‫منظورا متعدد االختصاصات بدرجة أكبر فيما يتعلق بسلوك البشر يؤدي إلى تحسين‬ ‫بمعني أنهم قد ينظرون بأثر رجعي إلى ما اختاروه بطريقة‬ ‫النمائية‪.‬‬ ‫القدرة التنبؤية لعلم االقتصاد ويوفر أدوات جديدة للسياسات إ‬ ‫التفكير التلقائي ويتمنون لو أن قرارهم جاء على نحو آخر‪.‬‬ ‫تقرير عن التنمية في العالم ‪2015‬‬ ‫‪6‬‬ ‫المستحق وتاريخ استحقاقه‪ ،‬مثلما يظهر في الشكل ‪ ،0.2‬اللوحة أ‪.‬‬ ‫وتسلمت المجموعة األخرى مظروفاً بداخله النقد يظهر أيضاً‬ ‫الجدول ‪ :0.1‬للناس نظامان للتفكير‬ ‫كيف ستتراكم الرسوم بالدوالر عندما يبقى القرض قائماً ثالثة‬ ‫الفراد نظامان للتفكير‪ :‬النظام التلقائي والنظام المتدبر‪ .‬والنظام‬‫لدى أ‬ ‫أشهر‪ ،‬مقارنة بما يعادله من رسوم اقتراض المبلغ نفسه ببطاقة‬ ‫التلقائي هو الذي يؤثر في أحكامنا وقراراتنا كلها تقريباً‪.‬‬ ‫ائتمان (الشكل ‪ ،0.2‬اللوحة ب)‪ .‬وكانت النتيجة أن من تسلموا‬ ‫المظروف الذي يعيد تأطير تكلفة القرض في شكل مبلغ‬ ‫النظام المتدبر‬ ‫النظام التلقائي‬ ‫دوالري متراكم انخفضت احتماالت اقتراضهم من مقرضي يوم‬ ‫ينظر فيما يخطر تلقائياً على الذهن ينظر في مجموعة واسعة النطاق من‬ ‫دفع الرواتب بنسبة ‪ 11‬في المائة خالل األشهر األربعة التالية‬ ‫العوامل ذات الصلة (واسع إ‬ ‫الطار)‬ ‫(ضيق إ‬ ‫الطار)‬ ‫لذلك اإلجراء التدخلي‪ .‬وتبرز الدراسة أحد التداعيات الرئيسية‬ ‫بمجهود كبير‬ ‫بال مجهود‬ ‫في الفصل األول‪ ،‬وهو أن تعديل المعلومات التي يتم تقديمها‪،‬‬ ‫يستند إلى العقل والمنطق‬ ‫يستند إلى االرتباطات‬ ‫دم به‪ ،‬يمكن أن يساعد الناس في اتخاذ‬ ‫والشكل الذي ت ُق َ‬ ‫قرارات أفضل‪.‬‬ ‫تأملي‬ ‫حدسي‬ ‫المصدر‪ :‬كانيمان ‪2003‬؛ إيفانز ‪.2008‬‬ ‫المبدأ الثاني‪ :‬التفكير االجتماعي‬ ‫األفراد هم كائنات اجتماعية تتأثر باألفضليات االجتماعية‪،‬‬ ‫ون‬‫التي نأخذها كأمر مسلم به‪ .‬ونحن إذ نفعل ذلك فقد نك َ‬ ‫والشبكات االجتماعية‪ ،‬والهويات االجتماعية‪ ،‬واألعراف‬ ‫صورة خاطئة لموقف ما‪ ،‬تماماً مثلما يمكن للنظر عبر نافذة‬ ‫االجتماعية‪ :‬يهتم أكثر الناس بما يفعله المحيطون بهم‪ ،‬وبكيفية‬ ‫صغيرة تطل على متنزه في المدينة أن يجعل المرء يظن أنه في‬ ‫التأقلم مع جماعاتهم‪ ،‬ويقلدون سلوكيات اآلخرين بشكل تلقائي‬ ‫مكان ريفي (انظر الشكل ‪.)0.1‬‬ ‫تقريباً‪ ،‬مثلما يظهر في الشكل ‪ .0.3‬فكثير من الناس لديهم‬ ‫للحقيقة المتمثلة في أن األفراد يعتمدون على التفكير‬ ‫أفضليات اجتماعية فيما يتعلق بالعدل والمعاملة بالمثل ولديهم‬ ‫التلقائي تداعيات هامة فيما يتعلق بفهم التحديات اإلنمائية‬ ‫روح التعاون‪ .‬ويمكن لهذه السمات أن تلعب دورا ً في النتائج‬ ‫وتصميم أفضل السياسات للتغلب عليها‪ .‬ولو راجع صانعو‬ ‫الجماعية‪ ،‬سواء الجيد منها أم السيء؛ فالمجتمعات التي ترتفع‬ ‫السياسات افتراضاتهم بشأن درجة إمعان الناس التفكير عند‬ ‫بها درجة الثقة‪ ،‬وكذلك تلك التي ترتفع بها درجة الفساد‪ ،‬تتطلب‬ ‫اتخاذ القرار‪ ،‬فقد يكون باستطاعتهم تصميم سياسات تجعل‬ ‫قدرا ً ضخماً من التعاون (انظر العالمة البارزة ‪ .)1‬ويركز الفصل‬ ‫من األسهل واأليسر لألفراد أن يختاروا سلوكيات تتسق مع ما‬ ‫الثاني على “التفكير االجتماعي”‪.‬‬ ‫ينشدونه من نتائج ويحقق أفضل مصالحهم‪.‬‬ ‫النشاط االجتماعي للبشر (أي نزوع الناس إلى اهتمام‬ ‫وعلى سبيل المثال‪ ،‬يمكن لصناع السياسات أن يساعدوا في‬ ‫بعضهم ببعض وإلى الترابط) يضيف طبقة أخرى من التعقيد‬ ‫ذلك بإيالئهم اهتماماً بعوامل مثل تأطير االختيارات والخيارات‬ ‫والواقعية إلى تحليل عملية اتخاذ القرار البشري وسلوك‬ ‫االفتراضية — وهي الفكرة التي يشار إليها باسم “بناء االختيار”‬ ‫اإلنسان‪ .‬وألن العديد من السياسات االقتصادية تفترض أن‬ ‫(ثالر وسنستين ‪ .)2008‬فالطريقة التي يتم بها تأطير تكلفة‬ ‫األفراد صناع قرار ذاتيون مهتمون بأنفسهم‪ ،‬فغالباً ما تركز تلك‬ ‫االقتراض يمكن أن تؤثر في تقدير حجم الديون مرتفعة الفائدة‬ ‫السياسات على المحفزات المادية الخارجية‪ ،‬مثل األسعار‪ .‬غير‬ ‫التي سيختار الناس تحملها‪ .‬فمن حقائق الحياة لبعض أشد األفراد‬ ‫أن النشاط االجتماعي للبشر يشير إلى أن سلوكياتهم تتأثر أيضاً‬ ‫فقرا ً في بلدان كثيرة تكرار اللجوء للقروض الصغيرة قصيرة‬ ‫بالتوقعات االجتماعية‪ ،‬والتقدير االجتماعي‪ ،‬وأنماط التعاون‪،‬‬ ‫األجل غير المضمونة التي يُفرض عليها أسعار فائدة باهظة لو‬ ‫ورعاية األعضاء بجماعتهم‪ ،‬واألعراف االجتماعية‪ .‬والحقيقة أن‬ ‫تراكمت على مدى عام فقد تتجاوز ‪ 400‬في المائة‪ .‬ومع ذلك فإن‬ ‫تصميم المؤسسات‪ ،‬وطرق تنظيمها للمجموعات واالستخدام‬ ‫ارتفاع تكلفة تلك القروض كثيرا ما يغيب عن أذهان المقترضين‪.‬‬ ‫المادي للحوافز‪ ،‬يمكن أن يثبط أو يثير الدوافع المحركة للمهام‬ ‫وفي الواليات المتحدة يقدم المقرضون‪ ،‬الذين يُطلق عليهم اسم‬ ‫التعاونية مثل تنمية المجتمع ومراقبة أداء المدارس‪.‬‬ ‫مقرضي يوم دفع الرواتب‪ ،‬قروضاً قصيرة األجل لحين حلول‬ ‫ويسلك الناس في أغلب األحيان سلوكا يجعلهم “متعاونين‬ ‫ة ما يتم تصوير تكلفة القرض على أنها‬ ‫يوم الدفع التالي‪ .‬وعاد ً‬ ‫بشروط”— بمعني أنهم يحبذون التعاون ما دام اآلخرون‬ ‫رسوم ثابتة على القرض — مثالً ‪ 15‬دوالرا ً عن كل ‪ 100‬دوالر‬ ‫متعاونين هم أيضا‪ .‬ويظهر الشكل ‪ 0.4‬نتائج “لعبة سلع النفع‬ ‫يتم اقتراضها لمدة أسبوعين — بدالً من أن تكون في شكل سعر‬ ‫العام” التي جرت في ثمانية بلدان‪ .‬وتبرهن هذه النتائج على‬ ‫فائدة سنوية‪ ،‬أو ما ستكون عليه التكلفة إذا ما تكرر االقتراض‬ ‫أنه رغم تباين نسبة المتعاونين بشروط إلى المستفيدين بال‬ ‫على مر الزمن‪.‬‬ ‫تكلفة فيما بين البلدان‪ ،‬فإن المتعاونين بشروط كانت لهم الغلبة‬ ‫وأظهرت تجربة ميدانية بالواليات المتحدة مدى قوة التأطير‬ ‫في كل مرة‪ .‬وبتعبير آخر‪ ،‬فإن نظرية التقيد بالقوانين المعنية‬ ‫الذهني من خالل اختبار إجراء تدخلي يفصح عن تكلفة االقتراض‬ ‫بتفسير السلوك االقتصادي لم تستطع أن تصمد في أي من‬ ‫بشكل أكثر شفافية (برتراند ومورس ‪ .)2011‬فقد تسلمت إحدى‬ ‫المجتمعات التي شملتها دراسة هذا النوع من السلوك (هنريك‬ ‫المجموعتين المظروف المعتاد من مقرض يوم دفع الرواتب‪،‬‬ ‫وآخرون ‪.)2001‬‬ ‫وبداخله النقد واستمارات القرض‪ .‬وحدد المظروف المبلغ‬ ‫‪7‬‬ ‫عرض عام‬ ‫تبرز “نقاط التنسيق” ذاتية الدعم في مجتمع ما‪ ،‬فإنها يمكن أن‬ ‫يمكن أن تدفع األفضليات االجتماعية والمؤثرات االجتماعية‬ ‫تصبح شديدة المقاومة للتغيير‪ .‬فالمعاني واألعراف االجتماعية‪،‬‬ ‫المجتمعات إلى أنماط سلوكية جماعية ذاتية الدعم‪ .‬وفي الكثير‬ ‫والشبكات االجتماعية التي نشكل جميعنا جزءا ً منها‪ ،‬تجذبنا نحو‬ ‫من الحاالت‪ ،‬تكون هذه األنماط مرغوبة بشدة‪ ،‬إذ تمثل أنماطاً‬ ‫أُطر وأنماط معينة للسلوك الجماعي‪.‬‬ ‫للثقة والقيم المشتركة‪ .‬ولكن عندما تؤثر السلوكيات الجماعية‬ ‫وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬فإن أخذ عامل النشاط االجتماعي‬ ‫في األفضليات الفردية وتتوحد األفضليات الفردية في شكل‬ ‫البشري في االعتبار يمكن أن يساعد في رسم إجراءات تدخلية‬ ‫سلوكيات جماعية‪ ،‬يمكن أيضاً أن ينتهي األمر بالمجتمعات إلى‬ ‫مبتكرة في السياسات وجعل اإلجراءات التدخلية الحالية أكثر‬ ‫تنسيق األنشطة حول نقطة تواصل مشتركة أحياناً ما تكون حمقاء‬ ‫فعالية‪ .‬ففي الهند‪ ،‬كان عمالء التمويل األصغر الذين ا ُختيروا‬ ‫بل حتى مدمرة للمجتمع‪ .‬وليس الفصل العنصري أو العرقي‬ ‫عشوائياً لالجتماع مرة كل أسبوع ‪ -‬بدالً من مرة كل شهر ‪-‬‬ ‫والفساد سوى مثالين فقط على ذلك (نقطة التركيز ‪ .)1‬وعندما‬ ‫الشكل ‪ :0.1‬التفكير التلقائي يعطينا صورة جزئية للعالم‬ ‫نحن‪ ،‬في أكثر قراراتنا وأحكامنا‪ ،‬نفكر بطريقة تلقائية‪ .‬ونستخدم في ذلك أُطرا ضيقة ونستند إلى فرضيات وارتباطات افتراضية‪ ،‬وهو ما قد يعطينا صورة مضللة عن الموقف‪.‬‬ ‫وحتى التفاصيل التي قد تبدو غير ذات صلة بشأن كيفية تصور الموقف يمكن أن تؤثر في نظرتنا إليه‪ ،‬إذ أننا نميل إلى القفز إلى استنتاجات مستندين إلى معلومات محدودة‪.‬‬ ‫تقرير عن التنمية في العالم ‪2015‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الشكل ‪ :0.2‬إعادة تأطير القرارات يمكن أن تؤدي لتحسين الرفاهة‪ :‬حالة االقتراض يوم دفع الرواتب‬ ‫أ‪ :‬المظروف التقليدي‬ ‫يتسلم المقترض يوم دفع الرواتب النقد في مظروف‪ .‬وال يظهر المظروف المعتاد سوى تقويم (رزنامة) سنوي وتاريخ استحقاق القرض‪.‬‬ ‫المستندات الهامة للقرض‬ ‫المستندات الهامة للقرض‬ ‫تذكر أ ن‬ ‫ن يستحق تاريخ‬ ‫تذكر أ‬ ‫قرضك‬ ‫تاريخ‬ ‫قرضكخ ج س‬ ‫يستحق بمبلغ‬ ‫اثأ‬ ‫ر ___________‬ ‫____‪ ____/____/‬دو‬ ‫بمبلغ‬ ‫اثأخجس‬ ‫يونيو‪/‬حزيران‬ ‫مايو‪/‬أيار‬ ‫أبريل‪/‬نيسان‬ ‫مارس‪/‬آذار‬ ‫دو ر ___________‬ ‫ف اير‪/‬شباط‬ ‫____‪____/____/‬‬ ‫يناير‪/‬كانون الثا‬ ‫‪2008‬‬ ‫يونيو‪/‬حزيران‬ ‫مايو‪/‬أيار‬ ‫أبريل‪/‬نيسان‬ ‫مارس‪/‬آذار‬ ‫ف اير‪/‬شباط‬ ‫يناير‪/‬كانون الثا‬ ‫‪2008‬‬ ‫ديسم ‪/‬كانون ا ول‬ ‫نوفم ‪/‬ت ين الثا‬ ‫أكتوبر‪/‬ت ين ا ول‬ ‫سبتم ‪/‬أيلول‬ ‫أغسطس‪/‬آب‬ ‫يوليو‪/‬تموز‬ ‫ديسم ‪/‬كانون ا ول‬ ‫نوفم ‪/‬ت ين الثا‬ ‫أكتوبر‪/‬ت ين ا ول‬ ‫سبتم ‪/‬أيلول‬ ‫أغسطس‪/‬آب‬ ‫يوليو‪/‬تموز‬ ‫ب‪ :‬المظروف الذي يقارن بين تكلفة قرض يوم دفع الرواتب واالقتراض ببطاقة ائتمان‬ ‫في تجربة ميدانية‪ ،‬تسلمت مجموعة مقترضين تم اختيارهم اختياراً عشوائيا مظاريف تظهر أيضاً كيف ستتراكم الرسوم بالدوالر عندما يبقى قرض يوم الدفع سارياً ثالثة أشهر‪،‬‬ ‫مقارنة برسوم اقتراض المبلغ نفسه ببطاقة ائتمان‪.‬‬ ‫كم سيكلفك اق اض ‪ 300‬دو ر من رسوم وفوائد‬ ‫بطاقة ا ئتمان‬ ‫المقرض ليوم دفع الرواتب‬ ‫رسوماض نسبة‬ ‫وفوائدمئوية سنوية ‪(%20‬‬ ‫ر من )باف‬ ‫اض ‪ 300‬دو‬ ‫‪100‬اق‬ ‫سيكلفك‬ ‫دو ر(‬ ‫كماً عن كل‬ ‫)باف اض أن الرسوم ‪ 15‬دو ر‬ ‫بالدفعئتمان‬ ‫تاريخ‬ ‫إذا قمت‬ ‫بطاقة ا‬ ‫تاريخ‬ ‫دفع الرواتب‬ ‫بالدفع‬ ‫ليوم‬ ‫قمت‬ ‫إذا‬ ‫المقرض‬ ‫‪(%20‬‬ ‫أسابيعنسبة مئوية سنوية‬ ‫‪$2.50‬‬ ‫)باف اض‬‫‪2‬‬ ‫الرسوم ‪ 15‬دو راً عن كل‬ ‫‪ 100 $45‬دو ر(‬ ‫أنأسابيع‬ ‫)باف اض ‪2‬‬ ‫تاريخ‬ ‫‪$5‬‬ ‫قمت بالدفع‬ ‫‪1‬إذا‬ ‫أشهر‬ ‫تاريخ‬ ‫‪$90‬‬ ‫قمت بالدفع‬ ‫إذاأشهر‬ ‫‪1‬‬ ‫‪$2.50‬‬ ‫‪$10‬‬ ‫‪22‬أشهر‬ ‫أسابيع‬ ‫‪$45‬‬ ‫‪$180‬‬ ‫أسابيع‬ ‫‪ 2‬أشهر‬‫‪2‬‬ ‫‪$5‬‬ ‫‪$15‬‬ ‫‪13‬أشهر‬ ‫أشهر‬ ‫‪$90‬‬ ‫‪$270‬‬ ‫‪ 3‬أشهر‬ ‫أشهر‬ ‫‪1‬‬ ‫‪$10‬‬ ‫‪ 2‬أشهر‬ ‫‪$180‬‬ ‫‪ 2‬أشهر‬ ‫‪$15‬‬ ‫‪ 3‬أشهر‬ ‫‪$270‬‬ ‫‪ 3‬أشهر‬ ‫المقترضون الذين تسلموا المظروف الذي يظهر تكلفة القرض معبرا عنها بمبلغ بالدوالر انخفضت احتماالت اقتراضهم خالل أ‬ ‫الشهر أ‬ ‫الربعة التالية بنسبة ‪ 11‬في المائة مقارنة‬ ‫بالمجموعة التي تلقت المظروف المعتاد‪ .‬لقد تناقص االقتراض ليوم دفع الراتب عندما استطاع المستهلكون التفكير بشكل أوسع في التكلفة الحقيقية للقرض‪.‬‬ ‫المصدر‪ :‬برتراند ومورس ‪.2011‬‬ ‫مالحظة‪ APR :‬تعني ‪ annual percentage rate‬أي معدل الفائدة السنوية‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫عرض عام‬ ‫‪ .)2014‬فاألفراد بشكل عام يريدون رد ما عليهم من قروض‬ ‫يجرون اتصاالت اجتماعية غير رسمية بشكل أكثر تواترا بعد‬ ‫واستخدام تقنيات أفضل‪ ،‬لكنهم قد يواجهون متاعب في تحفيز‬ ‫مرور سنتين على انتهاء دورة القرض‪ ،‬وكانوا أكثر استعدادا‬ ‫أنفسهم لفعل ذلك‪ .‬وباالستعانة بالمحفزات االجتماعية‪ ،‬يمكن‬ ‫للمشاركة في مواجهة المخاطر‪ ،‬وكان احتمال تعثرهم في السداد‬ ‫للسياسات أن تساعدهم في بلوغ أهدافهم وحماية مصالحهم‪.‬‬ ‫بعد حصولهم على القرض الثاني أقل ثالث مرات (فايغنبرغ‪،‬‬ ‫وتظهر حالة التعرض لحدث طارئ في العاصمة الكولومبية‬ ‫فيلد‪ ،‬وباندا ‪ .)2013‬وفي أوغندا ومالوي‪ ،‬كانت أنشطة اإلرشاد‬ ‫هج السياسات أن تقوض وتعزز السلوكيات‬ ‫نُ‬ ‫بوغوتا كيف يمكن ل ُ‬ ‫الزراعي أكثر نجاحاً عندما تم االستعانة باألقران من المزارعين‬ ‫التعاونية في آن (نقطة التركيز ‪ .)5‬ففي عام ‪ ،1997‬انهار جزء‬ ‫في أنشطة التدريب (فاسيالكي وليونارد ‪2013‬؛ بن يشاي ومبارك‬ ‫الشكل ‪ :0.3‬ما يفكر فيه آ‬ ‫الخرون‪ ،‬أو يفعلونه‪ ،‬يؤثر في أفضلياتنا وقراراتنا‬ ‫الساس‪ .‬وعند اتخاذ قرارات‪ ،‬فإننا نتأثر غالبا بما يفعله آ‬ ‫الخرون أو يفكرون فيه‪ ،‬وما يتوقعونه منا‪ .‬ويمكن آ‬ ‫للخرين أن يسحبونا باتجاه أطر‬ ‫البشر اجتماعيون في أ‬ ‫وأنماط من السلوك الجماعي‪.‬‬ ‫تقرير عن التنمية في العالم ‪2015‬‬ ‫‪10‬‬ ‫إن مبدأ التفكير االجتماعي له تداعيات عديدة للسياسات‪.‬‬ ‫من نفق لتوصيل المياه إلى المدينة‪ ،‬ما أدى إلى نقص طارئ‬ ‫ويتناول الفصل الثاني بالفحص نطاق الحوافز االقتصادية‬ ‫في المياه‪ .‬وكان أول ما فعلته حكومة المدينة إعالن حالة‬ ‫واالجتماعية في عالم يمثل فيه النشاط االجتماعي للبشر أحد‬ ‫طوارئ عامة وبدء تشغيل برنامج اتصاالت لتحذير السكان من‬ ‫أهم العوامل المؤثرة في السلوك‪ ،‬ويظهر كيف يمكن تصميم‬ ‫األزمة المقبلة‪ .‬وفي حين كانت النية من وراء هذه الخطوة هي‬ ‫المؤسسات واإلجراءات التدخلية بحيث تعزز السلوك التعاوني‪،‬‬ ‫التشجيع على عدم إهدار المياه‪ ،‬فقد أدت على العكس من ذلك‬ ‫ويصور كيف تقوم الشبكات االجتماعية واألعراف االجتماعية‬ ‫إلى حدوث زيادة في كلٍ من االستهالك والتربح‪ .‬ولدى إدراكها‬ ‫بتشكيل السلوك وكيف يمكن االستفادة منها كأساس ألنواع‬ ‫المشكلة‪ ،‬غيرت حكومة المدينة استراتيجية اتصاالتها‪ ،‬وبعثت‬ ‫جديدة من اإلجراءات التدخلية‪.‬‬ ‫بمتطوعين لتوعية الناس بشأن أفضل إجراءات للحفاظ على‬ ‫المياه‪ ،‬وبدأت في نشر حجم استهالك المياه يومياً وإعالن أسماء‬ ‫األفراد المتعاونين مع هذا الجهد المبذول‪ ،‬وكذلك أسماء غير‬ ‫المبدأ الثالث‪ :‬التفكير وفق نماذج ذهنية‬ ‫المتعاونين‪ .‬وظهر رئيس بلدية المدينة في إعالن تليفزيوني‬ ‫عندما يفكر الناس‪ ،‬فإنهم بشكل عام ال يعتمدون في ذلك على‬ ‫وهو يستحم مع زوجته‪ ،‬ليشرح كيف يمكن غلق صنبور المياه‬ ‫مفاهيم من اختراعهم‪ .‬بل إنهم يستخدمون مفاهيم وتصنيفات‬ ‫أثناء مسح الجسد بالصابون ويقترح االستحمام أزواجاً‪ .‬وأدت‬ ‫وهويات ونماذج أولية وأنماط جامدة وحكايات ذات مغزى‬ ‫هذه االستراتيجيات إلى تعزيز التعاون‪ ،‬واستمر االنخفاض في‬ ‫ورؤى عن العالم مستمدة من مجتمعاتهم‪ .‬وهذه كلها أمثلة‬ ‫استخدام المياه لفترة طويلة بعد إصالح النفق‪.‬‬ ‫الشكل ‪ :0.4‬في التجارب‪ ،‬يسلك معظم الناس سلوك المتعاونين بشروط وليس‬ ‫المستفيدين بال تكلفة‬ ‫يفترض النموذج االقتصادي القياسي (اللوحة أ) أن الناس مستفيدون بال تكلفة‪ .‬وتظهر بيانات التجارب الفعلية (اللوحة ب) أنه فيما بين ثمانية مجتمعات‪،‬‬ ‫الفراد يتصرفون كمتعاونين بشروط وليس كمستفيدين بال تكلفة حين يلعبون لعبة سلع النفع العام‪ .‬ولم يثبت نموذج المستفيدين بال تكلفة‬ ‫فإن أغلبية أ‬ ‫في أي مجتمع تمت دراسته‪.‬‬ ‫ب السلوك الفع كما يظهر التجارب‬ ‫أ السلوك المتوقع‬ ‫النموذج ا قتصادي‬ ‫التقليدي‬ ‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫النسبة المئوية للسكان تب سلوك المساهم‬ ‫‪80‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0‬‬ ‫اليابان‬ ‫النمسا‬ ‫الو يات‬ ‫روسيا‬ ‫الدانمرك‬ ‫سوي ا‬ ‫فييتنام‬ ‫كولومبيا‬ ‫المتحدة‬ ‫المتعاونون ب وط‬ ‫من يعملون لصالح أنفسهم فقط‬ ‫المصدر‪ :‬مارتنسون‪ ،‬وفام خانه‪ ،‬وفيليجاز‪ -‬باالسيو ‪.2013‬‬ ‫مالحظة‪ :‬تعذر إدخال العبين آخرين في أي من هاتين الفئتين‪ ،‬ولهذا نالحظ أن المجموع أ‬ ‫بالعمدة ال يصل إلى ‪ 100‬في المائة‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫عرض عام‬ ‫“الثقافة”‪ .‬فالثقافة تؤثر في اتخاذ الفرد لقراراته ألنها تعمل‬ ‫للنماذج الذهنية‪ .‬فالنماذج الذهنية تؤثر في تصورات األفراد‬ ‫كمجموعة من نُظُم للمعاني مترابطة ويستعين بها الناس عندما‬ ‫وكيفية تفسيرهم لما يتصورنه‪ ،‬مثلما يظهر الشكل ‪ .0.5‬وهناك‬ ‫يقومون بفعل أو يحددون اختيارات‪ .‬وتعمل نُظُم المعاني هذه‬ ‫نماذج ذهنية للقدر الالزم من الكالم مع األطفال‪ ،‬والمخاطر‬ ‫كأدوات لتمكين الفعل وتوجيهه (ديماجيو ‪.)1997‬‬ ‫التي ينبغي التأمين ضدها‪ ،‬وما ينبغي االدخار من أجله‪ ،‬وحالة‬ ‫غالباً ما تصبح النماذج الذهنية والمعتقدات والممارسات‬ ‫الطقس‪ ،‬وما الذي يسبب األمراض‪ .‬والكثير من النماذج الذهنية‬ ‫االجتماعية متجذرة بشدة في أعماق البشر‪ .‬فنحن نميل إلى‬ ‫مفيد؛ لكن هناك نماذج أخرى ليست كذلك وتسهم في انتقال‬ ‫احتواء جوانب المجتمع وأخذها كأشياء مسلم بها من “الحقائق‬ ‫الفقر من جيل إلى جيل‪ .‬وتأتي النماذج الذهنية من الجانب‬ ‫االجتماعية” التي ال مهرب منها‪ .‬والنماذج الذهنية للبشر هي‬ ‫اإلدراكي للتفاعالت االجتماعية‪ ،‬التي يشير إليها الناس عادة باسم‬ ‫الشكل ‪ :0.5‬التفكير يعتمد على النماذج الذهنية‬ ‫الفراد ال يستجيبون وفق التجارب الموضوعية بل وفق التصورات الذهنية للتجربة‪ .‬ولدى تكوينهم لتصوراتهم الذهنية‪ ،‬فإن الناس يلجأون الستخدام أ‬ ‫الُطر التفسيرية المستمدة من‬ ‫أ‬ ‫النماذج الذهنية‪ .‬و للناس في هذا الصدد العديد من النماذج الذهنية التي كثيراً ما تكون متضاربة‪ .‬ويمكن الستخدام نموذج ذهني مختلف أن يغير ما يتصوره المرء وكيفية تفسيره له‪.‬‬ ‫تقرير عن التنمية في العالم ‪2015‬‬ ‫‪12‬‬ ‫المتحدة‪ ،‬وإلى ازدياد االهتمام ببرامج مكافحة الفقر لدى‬ ‫التي تشكل فهمهم لما هو صحيح‪ ،‬وما هو طبيعي‪ ،‬وما هو ممكن‬ ‫الفقراء‪ ،‬وإلى حدوث ارتفاع في احتماالت العثور على وظيفة‬ ‫في الحياة‪ .‬وبدورها تشكل العالقات والهياكل االجتماعية األساس‬ ‫لدى العاطلين عن العمل في بريطانيا (كوهين وآخرون ‪2009‬؛‬ ‫“لإلدراك السليم” الذي يكونه المجتمع والذي يمثل الدالئل‬ ‫هال‪ ،‬زاو‪ ،‬وشافير ‪2014‬؛ بينهولد ‪.)2013‬‬ ‫والعقائد والطموحات التي يأخذها األفراد كأمور مسلم بها‬ ‫ومن شأن هذه االعتبارات أيضاً أن تتيح لصناع السياسات‬ ‫ويستخدمونها في اتخاذ القرار‪ ،‬والتي تزيد في بعض األحيان من‬ ‫المزيد من األدوات بطرق أخرى‪ .‬وت ُعد وسائل اإلعالم من بين‬ ‫االختالفات االجتماعية‪ .‬ويشير كم كبير من مؤلفات المتخصصين‬ ‫األدوات ذات األهمية المتزايدة للتدخالت اإلنمائية‪ .‬فمشاهدة‬ ‫في علم اإلنسان وغيره من العلوم االجتماعية إلى أن ما يتقبله‬ ‫األعمال الروائية مثل المسلسالت الدرامية يمكن أن تغير‬ ‫الناس كأدلة دامغة وإدراك سليم (أي النماذج الذهنية األساسية‬ ‫النماذج الذهنية (انظر نقطة التركيز ‪ 2‬بشأن التعليم الترفيهي)‪.‬‬ ‫لتصور عالمهم وكيف يعمل) غالباً ما تصيغه العالقات االقتصادية‬ ‫فعندما شاهد من يعيشون في مجتمعات تتسم بارتفاع معدالت‬ ‫واالنتماءات الدينية والهويات الجماعية االجتماعية (بورديو‬ ‫الخصوبة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬مسلسالت عن أسر قليلة األطفال‪،‬‬ ‫‪1977‬؛ كاليمان ‪ .)2006‬ويؤكد الكثير من أصحاب تلك المؤلفات‬ ‫انخفضت معدالت الخصوبة (جنسن وأوستر ‪2009‬؛ ال فيرارا‪،‬‬ ‫أن تحقيق تغير اجتماعي في وضع يتسم باحتواء النماذج الذهنية‬ ‫تشونغ‪ ،‬ودوريا ‪.)2012‬‬ ‫قد ال يتطلب التأثير فحسب على عملية اتخاذ القرار اإلدراكي‬ ‫ألفراد بعينهم بل على الممارسات والمؤسسات االجتماعية أيضاً‪.‬‬ ‫من أمثلة االنصياع لنموذج ذهني ما يُعرف باألنماط الجامدة‪،‬‬ ‫الشكل ‪ :0.6‬الكشف عن هوية موصومة أو‬ ‫وهي نماذج ذهنية لفئات اجتماعية بعينها‪ .‬وتؤثر األنماط الجامدة‬ ‫على الفرص المتاحة للناس وترسم الطريق لالحتواء االجتماعي‬ ‫مشرفة يمكن أن يؤثر في أداء الطالب‬ ‫ّ‬ ‫ة لألنماط الجامدة‪ ،‬يميل من ينتمون لجماعات‬ ‫واإلقصاء‪ .‬ونتيج ً‬ ‫وزع صبية الطوائف الدنيا والطوائف العليا من قرى الهند عشوائياً على‬ ‫ُ‬ ‫محرومة أو منبوذة إلى الحط من شأن قدراتهم (غويون وويليري‬ ‫حجبت‬ ‫مجموعات تباين أداؤها تبعاً لصلتها بالهوية الطائفية‪ .‬فعندما ٌ‬ ‫‪ )2014‬بل قد يكون أداؤهم أسوأ في المواقف االجتماعية إذا ما‬ ‫الهوية الطائفية‪ ،‬تساوى صبية الطوائف الدنيا والطوائف العليا إحصائيا في‬ ‫ذكّرهم أحد بانتمائهم لجماعتهم‪ .‬وبهذه الطرق وغيرها يمكن‬ ‫حل المتاهات‪ .‬ما يكشف أن الفصول الدراسية مختلطة الطوائف خفضت‬ ‫لألنماط الجامدة أن تكون سببا في إثبات وجودها ويمكنها أن‬ ‫من أداء صبية الطوائف الدنيا‪ .‬لكن الكشف عالنية عن الطائفة في فصول‬ ‫دراسية منفصلة طائفياً – وذلك في إشارة إلى تميز الطوائف العليا – فقد‬ ‫تعزز االختالفات االقتصادية فيما بين الفئات (انظر‪ ،‬مثال‪ ،‬ريدجواي‬ ‫أدى إلى انخفاض أداء كل من صبية الطوائف الدنيا والعليا‪ ،‬ومرة أخرى كان‬ ‫‪ 2011‬بشأن األنماط الجامدة للفرق بين الجنسين)‪.‬‬ ‫أداء كل مجموعة غير متميز إحصائيا‪.‬‬ ‫ففي الهند كان صبية الطوائف الدنيا بنفس الدرجة من‬ ‫اإلجادة أساساً في حل األلغاز كصبية الطوائف العليا عندما تم‬ ‫‪7‬‬ ‫حجب االنتماءات الطائفية‪ ،‬مثلما يظهر في الشكل ‪ .0.6‬إال أن‬ ‫الكشف عن الطوائف التي ينتمي لها الصبية قبل عقد مسابقات‬ ‫‪6‬‬ ‫حل األلغاز خلق “فجوة طائفية” كبيرة في األداء حيث تدنى‬ ‫أداء صبية الطوائف الدنيا عن أداء صبية الطوائف العليا بنسبة‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ 30‬في المائة (هوف وباندي ‪ .)2014 ،2006‬فقد استثار الكشف‬ ‫عن الطائفة االجتماعية للمتسابقين مشكلة الهوية‪ ،‬وهو ما أث ّر‬ ‫عدد المتاهات ال تم حلها‬ ‫‪4‬‬ ‫بالتالي على األداء‪ .‬وانخفض أداء صبية الطوائف الدنيا الموصومة‬ ‫ة بأداء صبية الطوائف العليا‪ .‬وعندما تم الكشف عن‬ ‫مقارن ً‬ ‫الطائفة لصبية الطوائف العليا في غيبة صبية الطوائف الدنيا‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫جاء أداء صبية الطوائف العليا أضعف مما كان‪ ،‬ربما ألن‬ ‫الكشف عن الطائفة استثار لديهم إحساساً بالجدارة واالستحقاق‬ ‫‪2‬‬ ‫و “ما جدوى المحاولة؟”‪ .‬فمجرد وجود النمط الجامد يمكن أن‬ ‫يسهم في حدوث اختالفات في القدرات يمكن قياسها‪ ،‬وهو ما‬ ‫‪1‬‬ ‫يمكن بدوره أن يعزز وصمة النمط الجامد ويشكل أساساً للتمييز‬ ‫واإلقصاء‪ ،‬وهكذا ندور في حلقة مفرغة‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫من الممكن أن يؤدي إيجاد سبل لكسر هذه الحلقة المفرغة أن‬ ‫الكشف عن‬ ‫الكشف عن‬ ‫عدم الكشف‬ ‫الطائفة حال‬ ‫الطائفة حال‬ ‫عن الطائفة‬ ‫يزيد بشدة من رفاهة األفراد المهمشين‪ .‬وتشير األدلة المستقاة‬ ‫الفصل‬ ‫ا خت ط‬ ‫من عدد من السياقات إلى أن استدعاء الهويات اإليجابية يمكن‬ ‫الطائفة الدنيا‬ ‫الطائفة العليا‬ ‫أن يعوض تأثير األنماط الجامدة ويرفع مستوى الطموحات‪ .‬فقد‬ ‫أدى تفكير األفراد في نقاط قوتهم الخاصة إلى ارتفاع مستوى‬ ‫المصدر‪ :‬هوف وباندي ‪.2014‬‬ ‫التحصيل األكاديمي لدى األقليات المهددة بالخطر في الواليات‬ ‫‪13‬‬ ‫عرض عام‬ ‫العلوم السلوكية واالجتماعية الحديثة أن تخلق أنواعا جديدة‬ ‫وتتسم النماذج الذهنية المشتركة بمقاومتها للتغيير وقدرتها‬ ‫من اإلجراءات التدخلية التي يمكن أن تتسم بأنها غير مكلفة‪.‬‬ ‫على التأثير بشدة على اختيارات األفراد والنواتج االجتماعية‬ ‫فالتوسع في فهم السلوك البشري يمكن أن يؤدي لتحسين‬ ‫اإلجمالية‪ .‬وألن النماذج الذهنية ت ُعد إلى حد ما مرنة‪ ،‬فمن‬ ‫السياسات اإلنمائية‪ .‬وفي حين يتمحور الجزء األول من هذا‬ ‫الممكن لإلجراءات التدخلية أن تستهدفها من أجل تشجيع‬ ‫التقرير حول مبادئ السلوك البشري‪ ،‬فإن الجزء الثاني يتمحور‬ ‫األهداف اإلنمائية‪ .‬واألفراد لديهم العديد من النماذج الذهنية‬ ‫حول مشكالت التنمية‪ ،‬ويصور كيف أن هذه المبادئ يمكن‬ ‫المختلفة والمتنافسة التي يمكن لهم استدعاؤها في أي موقف؛‬ ‫تطبيقها في عدد من مجاالت السياسات‪.‬‬ ‫عله البيئة‪ .‬ويمكن لإلجراءات‬ ‫ويتوقف اختيار أيها على ما تف ّ‬ ‫التدخلية التي تضع األفراد أمام طرق جديدة للتفكير وفهم‬ ‫جديد للعالم أن توسع من نطاق النماذج الذهنية المتاحة من الفقر‬ ‫خالل تفعيل تلك النماذج األبعد صلة وبالتالي تلعب دورا ً هاماً ليس الفقر عجزا في الموارد المادية فحسب بل هو أيضا سياق‬ ‫ت ُتخذ فيه القرارات‪ .‬فقد يلقي بعبء إدراكي على عاتق األفراد‬ ‫في التنمية‪.‬‬ ‫مما يجعل من الصعب عليهم بوجه خاص أن يفكروا بطريقة‬ ‫تدبرية (مواليناثان وشافير ‪ .)2013‬واألفراد الذين يضطرون لبذل‬ ‫المنظور السلوكي واالجتماعي‬ ‫قدر كبير من الطاقة الذهنية كل يوم لمجرد تأمين الحصول‬ ‫على الضروريات كالطعام والمياه النظيفة‪ ،‬يتبقى لديهم قدر‬ ‫للسياسات‬ ‫في الكثير من الحاالت‪ ،‬يمكن لفهم أكثر اكتماال لعملية اتخاذ من الطاقة الالزمة لتدبر األمور أقل مما يتوفر لمن يستطيعون‬ ‫القرار البشري أن يساعد المجتمعات على بلوغ أهداف مشتركة أن يركزوا على االستثمار في عمل تجاري أو حضور اجتماعات‬ ‫مثل زيادة االدخار أو تحسين الصحة‪ ،‬وبالتالي على تحسين رفاهة اللجان المدرسية ال لشيء إال ألنهم يعيشون في منطقة تتوفر‬ ‫األفراد‪ .‬ويعرض الجدول ‪ 0.2‬أمثلة لإلجراءات التدخلية القائمة بها بنية تحتية جيدة ومؤسسات جيدة‪ .‬ولذا فقد يجد الفقراء‬ ‫على أساس فهم أكثر واقعية للسلوك البشري يأخذ العوامل أنفسهم مضطرين لالعتماد على اتخاذ القرار التلقائي أكثر ممن‬ ‫اإلنسانية في االعتبار‪ .‬ويمكن لالستعانة بالرؤى المستمدة من هو ليس فقيرا (الفصل الرابع)‪.‬‬ ‫الجدول ‪ :0.2‬أمثلة على التدخالت السلوكية التي تتسم بفعالية التكلفة إلى حد بعيد‬ ‫النواتج‬ ‫الوصف‬ ‫الجراء التدخلي‬ ‫إ‬ ‫االلتزام بالنظام الطبي‬ ‫رسائل نصية أسبوعية لتذكير المرضى بتعاطي أدوية عالج‬ ‫رسائل التذكير‬ ‫أدت رسائل التذكير أ‬ ‫السبوعية إلى تحسين معدل االلتزام بتعاطي الدواء إلى‬ ‫اليدز في كينيا‪.‬‬ ‫إ‬ ‫‪ %53‬انطالقا من خط أساس نسبته ‪.%40‬‬ ‫معدل التطعيم‬ ‫ربط تقديم حوافز وجوائز غير مالية‪-‬كالعدس والصحون‬ ‫الهبات غير النقدية‬ ‫الطفال ما بين سنة وثالث سنوات‪ ،‬بلغت معدالت التطعيم‬ ‫على مستوى أ‬ ‫المعدنية‪-‬بالتعامل مع موزع موثوق به للطعوم واللقاحات‬ ‫الكامل ‪ %39‬من خالل حوافز العدس في مقابل ‪ %18‬لدى المجموعة التي‬ ‫داخل المجتمع في الهند‪.‬‬ ‫توفر لها فقط التعامل مع موزع موثوق به للطعوم واللقاحات‪ .‬وفي المناطق‬ ‫التي لم يشملها التدخل‪ ،‬لم يتجاوز معدل التطعيم الشامل ‪ %6‬فقط‪.‬‬ ‫الحوادث المرورية‬ ‫وضعت ملصقات صغيرة على حافالت اختيرت عشوائياً تشجع‬ ‫ُ‬ ‫العالنات العامة‬ ‫إ‬ ‫انخفضت المعدالت السنوية لدعاوى التعويض التأميني ضد الحوادث‬ ‫الركاب على ممارسة “الصياح والتأنيب” للسائقين المتهورين‬ ‫من ‪ 10‬في المائة إلى ‪ 5‬في المائة‪.‬‬ ‫في كينيا‪.‬‬ ‫قبول التنقية بالكلور‬ ‫وزعت أجهزة التنقية بالكلور مجاناً على مصادر المياه المحلية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫جعل المنتجات أكثر مالءمة‬ ‫أ‬ ‫بلغ معدل قبول التنقية بالكلور ‪ %60‬بالمنازل المزودة بالجهزة في مقابل ‪%7‬‬ ‫وتمت االستعانة بمتعهدين الستخدام الكلور في معالجة المياه‬ ‫فقط لدى مجموعة المقارنة‪.‬‬ ‫لكي يزوروا المنازل في كينيا‪.‬‬ ‫الطموحات واالستثمار‬ ‫السر الفقيرة شرائط فيديو تصور كيف استطاع‬ ‫عرضت على أ‬ ‫اللهام والحض‬ ‫ُ‬ ‫رسائل إ‬ ‫الطفال‪ .‬وارتفع إجمالي المدخرات واالستثمارات في‬ ‫تزايدت طموحات أ‬ ‫الفالت من براثن الفقر أو تحسين وضعهم‬ ‫أناس مثلهم إ‬ ‫الطفال بالمدارس بعد ستة أشهر‪.‬‬ ‫إلحاق أ‬ ‫االجتماعي‪/‬االقتصادي في إثيوبيا‪.‬‬ ‫االلتحاق بالتعليم العالي‬ ‫تم ادخار جزء من التحويالت النقدية المشروطة تلقائيا وقدم‬ ‫توقيت التحويالت النقدية‬ ‫زاد معدل االلتحاق في العام الدراسي التالي‪ ،‬دون انخفاض في معدالت‬ ‫بنظام المبلغ الواحد في الوقت الذي يتم فيه اتخاذ القرار‬ ‫بشأن إلحاق أ‬ ‫الطفال بالمدارس في كولومبيا‪.‬‬ ‫الحضور الحالية‪.‬‬ ‫المصادر‪ :‬بوب‪-‬إيلكس وآخرون ‪2011‬؛ بانرجي وآخرون ‪2010‬؛ هابياريمانا وجاك ‪ ،2011‬كريمر وآخرون ‪ ،2009‬برنارد وآخرون ‪ .2014‬بارييرا‪-‬أوسوريو وآخرون ‪.2011‬‬ ‫تقرير عن التنمية في العالم ‪2015‬‬ ‫‪14‬‬ ‫وفي جميع البلدان التي شملتها الدراسات حتى يومنا هذا‪،‬‬ ‫ة ما يحصل زراع قصب‬ ‫ففي الهند على سبيل المثال‪ ،‬عاد ً‬ ‫سواء كانت من البلدان المنخفضة أو المتوسطة أو المرتفعة‬ ‫السكر على دخلهم مرة واحدة في السنة‪ ،‬في موسم الحصاد‪.‬‬ ‫الدخل‪ ،‬يوجد انحراف‪ ،‬بدءا ً من سن الثالثة‪ ،‬في المهارات‬ ‫ة يؤثر‬‫والفارق الهائل في الدخل ما بين قبل الحصاد وبعده مباشر ً‬ ‫اإلدراكية وغير اإلدراكية ألطفال األسر في قاع توزيع الثروة‬ ‫في اتخاذ القرارات المالية‪ .‬فقبل الحصاد مباشرة يكون هؤالء‬ ‫القومية واألسر في القمة‪ .‬وينبع التفاوت جزئياً من مشكالت‬ ‫المزارعون على األرجح قد استدانوا ورهنوا بعض ممتلكاتهم‪.‬‬ ‫يمكن للسياسات أن تعالجها‪.‬‬ ‫وهذه الضائقة المالية تؤثر بشدة في الموارد اإلدراكية المتاحة‬ ‫وت ُعد مشكلة عدم كفاية المحفزات لألطفال ذات أهمية‬ ‫للمزارعين قبل موسم الحصاد (ماني وآخرون ‪ .)2013‬وعاد ً‬ ‫ة ما‬ ‫خاصة للبلدان ذات الدخل المنخفض‪ .‬وتبين من دراسة‬ ‫يكون أداء المزارعين في مواجهة نفس السلسلة من االختبارات‬ ‫لممارسات األمهات المتعلقة برعاية األطفال في ‪ 28‬بلدا ً نامياً‬ ‫اإلدراكية أسوأ قبل الحصول على دخلهم من المحصول منه بعد‬ ‫أن الرعاية االجتماعية العاطفية لم تختلف كثيرا ً تبعاً لمستوى‬ ‫تلقيهم اإليرادات —بفارق درجات يعادل تقريباً عشر نقاط على‬ ‫التنمية‪ .‬وعلى النقيض فإن حجم المحفزات اإلدراكية التي‬ ‫مقياس الذكاء‪ .‬وبهذا المعني‪ ،‬فإن الفقر يفرض “ضريبة إدراكية”‪.‬‬ ‫تمنحها األمهات يقل بشكل منتظم في البلدان التي تتسم بتدني‬ ‫وربما تسعى السياسات اإلنمائية التي تهدف إلى الحد من‬ ‫مقاييس المتغيرات االقتصادية والصحية والتعليمية‪ ،‬وذلك وفق‬ ‫تلك الضريبة اإلدراكية المفروضة على الفقر أو إلغائها‪ ،‬إلى نقل‬ ‫مؤشر التنمية البشرية الذي تصدره األمم المتحدة (الشكل ‪.)0.7‬‬ ‫وفي هذه الدراسة‪ ،‬تم قياس مستوى المحفزات اإلدراكية تبعاً‬ ‫لعدد مرات قراءة القائم بالرعاية للكتب‪ ،‬وروايته للحكايات‪،‬‬ ‫يمكن لالستعانة بالرؤى المستمدة من‬ ‫ومشاركته األطفال في تسمية األشياء أو العد أو الرسم‪ .‬وعندما‬ ‫تتدنى المحفزات اإلدراكية بين الرضع‪ ،‬يكون تفاعلهم اللغوي‬ ‫العلوم السلوكية واالجتماعية الحديثة‬ ‫أقل تطورا ً‪ ،‬وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ضعف القدرة على‬ ‫استيعاب اللغة ويعوق التحصيل الدراسي مستقبالً‪.‬‬ ‫الجراءات‬‫أن تخلق أنواعا جديدة من إ‬ ‫ولتحفيز قدرات الطفولة المبكرة جدا ً تأثير كبير على نجاح‬ ‫البالغين في سوق العمل‪ ،‬مثلما تبين من دراسة استمرت ‪ 20‬سنة‬ ‫التدخلية التي يمكن أن تكون رخيصة‪.‬‬ ‫في جامايكا (غرتلر وآخرون ‪ .)2014‬فقد قام العاملون الصحيون‬ ‫بالمجتمعات المحلية بزيارات منزلية أسبوعية من أجل تعليم‬ ‫توقيت اتخاذ القرارات ذات األهمية البالغة بعيدا ً عن الفترات‬ ‫األمهات كيفية اللعب والتفاعل مع أطفالهن بطرق تعزز التنمية‬ ‫التي تتدنى فيها القدرة والطاقة اإلدراكية (سعة النطاق) بدرجة‬ ‫اإلدراكية والعاطفية‪ .‬وعقب البلوغ صار األطفال الذي اختيروا‬ ‫يمكن توقعها (مثل نقل قرارات االلتحاق بالمدارس إلى توقيت‬ ‫عشوائياً للمشاركة في البرنامج يكسبون ما يزيد بنسبة ‪ 25‬في‬ ‫أقرب من فترات ارتفاع الدخل) أو إلى تقديم المساعدة‬ ‫المائة مما يكسبه أفراد مجموعة الضبط ممن لم يشاركوا في‬ ‫للقرارات التي قد تتطلب سعة نطاق كبيرة (مثل اختيار برنامج‬ ‫البرنامج—وهي نسبة تكفي لسد فجوة الدخل التي تفصل بينهم‬ ‫للتأمين الصحي أو التقدم بطلب لاللتحاق بالتعليم العالي)‪.‬‬ ‫وبين السكان غير المحرومين‪.‬‬ ‫وكذلك تشير البحوث النفسية وبحوث علم اإلنسان‬ ‫(االنثروبولوجي) إلى أن الفقر يخلق نموذجاً ذهنيا يرى الفقراء‬ ‫مالية أ‬ ‫السرة‬ ‫من خالله أنفسهم والفرص المتاحة لهم‪ .‬وبوجه خاص‪ ،‬فإنه‬ ‫اتخاذ قرار مالي صائب أمر صعب‪ .‬فهو يتطلب من األفراد فهم‬ ‫يمكن أن يثبط القدرة على تخيل حياة أفضل (أبادوراي ‪.)2004‬‬ ‫التكلفة المستقبلية للمال‪ ،‬والتركيز على المكاسب والخسائر‬ ‫كما تظهر الدالئل أيضاً أن تصميم اإلجراءات التدخلية والسياسات‬ ‫على حد سواء‪ ،‬ومقاومة إغراء اإلفراط في االستهالك‪ ،‬واجتناب‬ ‫الذي يغير هذا النموذج الذهني بحيث يستطيع الناس معرفة‬ ‫التسويف‪ .‬وتظهر الرؤى السلوكية واالجتماعية الحديثة مدى‬ ‫إمكانياتهم الخاصة بسهولة أكبر—أو التي من شأنها على األقل‬ ‫الصعوبات التي ينطوي عليها هذا األمر‪ ،‬في حين تفتح في الوقت‬ ‫أال تذكّر الفقراء بحرمانهم—يمكن أن يعزز نواتج إنمائية هامة‬ ‫نفسه السبل أمام صانعي السياسات لمساعدة األفراد في اتخاذ‬ ‫مثل التحصيل الدراسي‪ ،‬والمشاركة في سوق العمل‪ ،‬والمشاركة‬ ‫القرارات التي تخدم مصالحهم وتحقق أهدافهم (الفصل ‪.)6‬‬ ‫في برامج مكافحة الفقر‪.‬‬ ‫وغالباً ما ترتفع الديون االستهالكية بسبب شكل من التفكير‬ ‫التلقائي‪ ،‬حيث يعطي األفراد وزناً لالستهالك الحالي من خالل‬ ‫تنمية الطفولة‬ ‫االقتراض أكبر كثيرا مما يعطونه لخسائر االستهالك التي ستقع‬ ‫يمكن للضغوط الشديدة وعدم كفاية المحفزات االجتماعية‪/‬‬ ‫عندما يضطرون مستقبال إلى سداد ما اقترضوه‪ .‬ويمكن ألنواع‬ ‫اإلدراكية في السنوات األولى‪ ،‬والتي ترتبط عادة بالنشأة كفقراء‪،‬‬ ‫معينة من القوانين المالية أن تساعد المستهلكين في تأطير‬ ‫أن تعوق تنمية نظامي اتخاذ القرار التلقائي (كالقدرة‪ ،‬مثال‪،‬‬ ‫قراراتهم بشأن االقتراض ضمن سياق أوسع يشتمل على ما هو‬ ‫على التكيف مع الضغوط) والتدبري (كالقدرة مثالً على االنتباه)‬ ‫أكثر من توقعات االستهالك الفوري‪ .‬وهذا النوع من التنظيم‬ ‫ويتناول الفصل الخامس هذه القضايا‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫عرض عام‬ ‫سهلة االستيعاب صممها المكتب المكسيكي لالئتمان االستهالكي‬ ‫يساعد األفراد في اتخاذ القرارات المالية التي سيفضلونها على‬ ‫المالي (الشكل ‪ ،0.8‬اللوحة ب)‪.‬‬ ‫األرجح إذا ما فكروا فيها بتدبر ال بشكل تلقائي‪.‬‬ ‫وركزت مجموعة أخرى من اإلجراءات التدخلية على‬ ‫وتظهر تجربة‪ ،‬أُجريت على سكان من ذوي الدخل المنخفض‬ ‫المدخرات‪ .‬وكانت هناك بعض البرامج التي تساعد األفراد في‬ ‫في المكسيك‪ ،‬كيف أن القيود على النطاق العريض قد تقيد‬ ‫تحقيق أهدافهم االدخارية من خالل استخدام رسائل تذكير‬ ‫كيفية معالجة الناس للمعلومات المالية (جينيه‪ ،‬ومارتينيز كويار‪،‬‬ ‫تجعل األهداف أكثر بروزا ً‪ .‬وتظهر سلسلة من الدراسات‪،‬‬ ‫ومازر ‪ .)2014‬فقد تمت دعوة األفراد ذوي الدخل المنخفض من‬ ‫التي جرت في بوليفيا وبيرو والفلبين‪ ،‬أن إرسال رسائل نصية‬ ‫أهالي مكسيكو سيتي إلى اختيار أفضل قرض بمبلغ ‪ 10‬آالف بيزو‬ ‫بسيطة في التوقيت المناسب لتذكير المواطنين باالدخار يحسن‬ ‫ألجل سنة واحدة (حوالي ‪ 800‬دوالر) من بين قائمة عشوائية‬ ‫معدالت االدخار بما يتفق مع أهدافهم (كارالن‪ ،‬ومورتن‪،‬‬ ‫وزينمان ‪ .)2012‬وتساعد برامج أخرى المواطنين على زيادة‬ ‫عرضت‬ ‫من منتجات اإلقراض المشابهة لتلك المتاحة محلياً‪ .‬و ُ‬ ‫مدخراتهم عن طريق عرض محفزات التزام تتضمن امتناع‬ ‫جوائز على األفراد الذين يستطيعون تحديد أقل المنتجات‬ ‫المستهلكين طواعية عن السحب من مدخراتهم لحين بلوغ‬ ‫تكلفة‪ .‬ومثلما يظهر في الشكل ‪ ،0.8‬اللوحة أ‪ ،‬لم يستطع سوى‬ ‫عرض في الفلبين‬ ‫المدخرات المستوى المستهدف‪ .‬وعندما ُ‬ ‫منتَج األقل تكلفة عندما‬ ‫‪ 39‬في المائة من أفراد العينة تحديد ال ُ‬ ‫حسابات ادخار تشترط عدم إمكانية السحب منها لمدة ستة‬ ‫عرضت عليهم كتيبات صممتها البنوك لتقديمها للعمالء‪ .‬لكن‬ ‫ُ‬ ‫أشهر‪ ،‬بلغت نسبة من قبلوا هذا العرض قرابة ‪ 30‬في المائة‬ ‫شريحة أكبر بكثير (‪ 68‬في المائة) من أفراد العينة استطاعوا‬ ‫(أشرف‪ ،‬وكارالن‪ ،‬وين ‪ .)2006‬وبعد مرور عام‪ ،‬كانت مدخرات‬ ‫تحديد أقل المنتجات االئتمانية تكلفة باستخدام صحيفة موجزة‬ ‫الشكل ‪ :0.7‬هناك تباين فيما بين البلدان في الرعاية إ‬ ‫الدراكية أكبر منه في الرعاية االجتماعية العاطفية‬ ‫لن تكون أكبر بكثير في البلدان ذات مؤشرات التنمية البشرية المرتفعة مما هي عليه بالبلدان ذات‬‫الزرق القاتم‪ ،‬تميل أ‬ ‫أنشطة الرعاية الدراكية‪ ،‬كما تظهر أ‬ ‫بالعمدة ذات اللون أ‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المؤشرات المتدنية‪ ،‬على الرغم من أنه ال توجد بين البلدان سوى اختالفات طفيفة في النشطة االجتماعية‪/‬العاطفية (التي تظهر باللون الزرق الفاتح)‪ .‬ويظهر ارتفاع العمدة التي‬ ‫يجلس عليها أطفال على متوسط عدد أنشطة الرعاية الدراكية مثلما أبلغ عنها آ‬ ‫الباء بالبلدان المرتفعة والمتدنية من حيث مؤشرات التنمية البشرية‪.‬‬ ‫إ‬ ‫مرتفع ع مؤ‬ ‫متوسط ع مؤ‬ ‫منخفض ع مؤ‬ ‫التنمية الب ية‬ ‫التنمية الب ية‬ ‫التنمية الب ية‬ ‫‪3‬‬ ‫متوسط عدد أنشطة الرعاية‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ون‬ ‫يا الو ساو‬ ‫ة أفر غينيا ب وار‬ ‫وت د مبيا‬ ‫ك وغو‬ ‫ة وال تان‬ ‫س ا طى‬ ‫البو كازاخ انيا‬ ‫ونيا‬ ‫مق وس‬ ‫بي بيا‬ ‫سود‬ ‫ش‬ ‫بنغ غانا‬ ‫من‬ ‫ا تان‬ ‫ورية تان‬ ‫ج أوزب ام‬ ‫فيي وليا‬ ‫من رية‬ ‫ة ال ايكا‬ ‫لند‬ ‫سك‬ ‫طاجي غ‬ ‫بل‬ ‫تن‬ ‫دي‬ ‫لي‬ ‫يف‬ ‫ألب‬ ‫لي‬ ‫سو‬ ‫عربي جام‬ ‫تاي‬ ‫سن س‬ ‫كس‬ ‫مه كس‬ ‫ك ولو‬ ‫د‬ ‫غ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫هر‬ ‫ت‬ ‫يق ي‬ ‫ق‬ ‫لا‬ ‫جب‬ ‫ال‬ ‫ة ال‬ ‫وري‬ ‫وري‬ ‫جمه‬ ‫جمه‬ ‫ال‬ ‫أنشطة الرعاية ا جتماعية‪/‬العاطفية‬ ‫أنشطة الرعاية ا دراكية‬ ‫المصدر‪ :‬بورنستين وبوتنيك ‪.2012‬‬ ‫اليام الثالثة أ‬ ‫الخيرة‪ ،‬في مقارنة بين البيانات الواردة من ‪ 28‬بلداً نامياً حسب ترتيب مؤشر التنمية البشرية الصادر عن أ‬ ‫المم المتحدة‪.‬‬ ‫العمدة عدد أنشطة الرعاية كما ذكرت أ‬ ‫المهات خالل أ‬ ‫مالحظة‪ :‬تظهر أ‬ ‫الشياء والعد والرسم‪.‬‬ ‫للطفال‪ ،‬ورواية الحكايات‪ ،‬وتسمية أ‬ ‫التصنيف الثالث أ‬ ‫لنشطة الرعاية الخاضعة للقياس هي قراءة الكتب أ‬ ‫وفئات‬ ‫تقرير عن التنمية في العالم ‪2015‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الذي يقصدونه من الجهد‪ ،‬حتى الحد األخير أو حتى يصبح يوم‬ ‫الدفع وشيكاً‪ .‬على سبيل المثال فالعمال قد يضعون قرار العمل‪،‬‬ ‫الشكل ‪ :0.8‬توضيح االستمارة يمكن أن تساعد المقترضين في‬ ‫في إطار لحظي ضيق وبذلك تفوت عليهم فرصة تحقيق أهدافهم‬ ‫الفضل‬‫العثور على القرض أ‬ ‫(وهو ما يُسمى بالفاصل بين النية والعمل)‪.‬‬ ‫وقد ألهمت الفجوة بين النوايا واألفعال إجراء تدخلياً يعرض‬ ‫دعي أفراد من ذوي الدخل المنخفض في مكسيكو سيتي لحضور فصول الختيار أرخص عرض‬ ‫ُ‬ ‫على مدخلي البيانات في الهند الفرصة الختيار صيغة عقد يتيح‬ ‫القتراض ‪ 800‬دوالر (‪ 10‬آالف بيزو) لمدة سنة واحدة من وسط قائم تضم ‪ 5‬منتجات معروضة‪.‬‬ ‫ووعدوا بالحصول على مكافآت إذا توصلوا للإ جابة الصحيحة‪ .‬ولدى استخدام أوصاف البنوك‬ ‫ُ‬ ‫لكل عامل اختيار العدد المستهدف لملء الخانات على نحو‬ ‫لمنتجاتهم‪ ،‬استطاع ‪ 39‬في المائة فقط تحديد أرخص منتج ائتماني‪ .‬ولكن عند استخدام الصحيفة‬ ‫صحيح‪ .‬وفي حال تحقيق العامل الهدف الذي حدده‪ ،‬يُدفع له‬ ‫عرضت على كل فرد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الموجزة الكثر وضوحاً‪ ،‬استطاع ‪ 68‬في المائة تحديد االئتمان الرخص‪ .‬و ُ‬ ‫األجر العادي عن العمل بالقطعة‪ .‬وإن لم تستطع تحقيق هدفها‪،‬‬ ‫قائمة مختلفة يضم كل منها ‪ 5‬منتجات تمثل التوزيع الفعلي للمنتجات االئتمانية التي تعرضها‬ ‫يُدفع لها أجر أقل‪ .‬ولو كان بمقدور الناس أن يفعلوا ما يقصدونه‪،‬‬ ‫البنوك في مكسيكو سيتي‪.‬‬ ‫فلن تكون هناك فائدة ت ُرجى من وراء اختيار هذا النوع من‬ ‫التعاقد‪ ،‬ألن العاملين ال يزيد أجرهم إذا حققوا هدفهم لكنه‬ ‫ب‪ .‬الصحيفة الموجزة‬ ‫أ‪ .‬كتيبات البنوك‬ ‫يقل إن لم يحققوه‪ .‬ولكن إذا أدرك العاملون أن هناك فجوة‬ ‫بين النوايا واألفعال‪ ،‬فإن عقد االلتزام يخدم غرضا مفيدا ً‪ .‬وألن‬ ‫الجهد المبذول له تكلفة في الحاضر وجائزة في المستقبل‪ ،‬فقد‬ ‫ينفق العاملون في الجهد المبذول وقتاً أقل مما كان تفكيرهم‬ ‫التدبري يفضل‪ .‬فعقد االلتزام يعطي الفرد الحافز للعمل باجتهاد‬ ‫أكبر مما كان سيفعل لحظيا عند الحاجة إلى إنجاز العمل‪ .‬وفي‬ ‫حالة مدخلي البيانات في الهند‪ ،‬اختار الثلث تقريباً عقد االلتزام‪،‬‬ ‫ما يدل على أن بعض العاملين أنفسهم كان يريد محفزات التزام‪.‬‬ ‫وقد أفلحت عقود االلتزام االختياري في زيادة الجهد‪ .‬فالعاملون‬ ‫الذين اختاروها زادت إنتاجيتهم بمقدار يعادل ما كان يمكن‬ ‫توقعه لو زاد أجر العمل بالقطعة بنسبة ‪ 18‬في المائة (كاور‪،‬‬ ‫وكريمر‪ ،‬ومواليناثان ‪.)2014‬‬ ‫ويمكن أيضاً لطريقة دفع المستوى ذاته من األجر أن تؤثر في‬ ‫اإلنتاجية‪ .‬ولنأخذ مثال األجر مقابل األداء للمدرسين‪ ،‬حيث يحصل‬ ‫المدرس في نهاية السنة على عالوة تتوقف على األداء المدرسي‬ ‫تحسنهم‪ .‬وقد فشل هذ النوع من اإلجراءات التدخلية‬ ‫لتالميذه أو ّ‬ ‫استطاع ‪ %68‬من الناس تحديد أرخص قرض‬ ‫استطاع ‪ %39‬من الناس تحديد أرخص قرض‬ ‫في تحسين درجات االمتحان في مدينة شيكاغو األمريكية (فراير‬ ‫بنا ً‬ ‫ء ع الصحيفة القياسية الموجزة‬ ‫بنا ً‬ ‫ء ع كتيبات المعلومات الواردة من البنوك‬ ‫وآخرون ‪ .)2012‬لكن شكالً آخر للبرنامج قام بتعديل موعد منح‬ ‫العالوة وقدمها كخسارة محتملة ال كمكسب‪ .‬ففي بداية السنة‬ ‫= ‪ 10‬أشخاص‬ ‫الدراسية‪ ،‬يحصل المدرسون على مبلغ يماثل ما يتوقع جهاز‬ ‫اإلدارة أن تكون عليه العالوة في المتوسط‪ .‬وفي حال جاء أداء‬ ‫المصدر‪ :‬جينيه‪ ،‬مارتينيز‪ ،‬ومازر ‪2014‬‬ ‫تالميذهم فوق المتوسط في نهاية السنة‪ ،‬يحصل المدرسون على‬ ‫مبلغ إضافي‪ .‬أما إذا جاء أداء التالميذ أقل من المتوسط‪ ،‬فيكون‬ ‫عليهم رد الفارق بين ما تلقوه في بداية السنة وبين العالوة‬ ‫األفراد الذين قبلوا العرض وفتحوا حسابات قد زادت بنسبة‬ ‫النهائية التي كانوا سيحصلون عليها لو جاء أداء تالميذهم فوق‬ ‫‪ 82‬في المائة مقارنة بمجموعة الضبط التي لم تتلق هذا‬ ‫المتوسط‪ .‬وأدت هذه العالوة التي وضعت في قالب خسارة‬ ‫العرض‪ .‬وهذه الدراسات وغيرها تظهر أن هناك عوامل نفسية‬ ‫إلى تحسن كبير في درجات االمتحانات‪ .‬ومثلما توحي هذه‬ ‫واجتماعية تعوق اتخاذ القرار المالي وأن اإلجراءات التدخلية‬ ‫األمثلة‪ ،‬فإن اإلجراءات التدخلية ذات التصميم الجيد التي تأخذ‬ ‫التي تستهدف تلك العوامل يمكن أن تساعد األفراد في تحقيق‬ ‫في االعتبار ميل الناس إلى التفكير التلقائي أو االجتماعي أو وفق‬ ‫أهدافهم المالية‪.‬‬ ‫نماذج ذهنية‪ ،‬يمكن أن ّ‬ ‫تحسن اإلنتاجية والتنمية‪.‬‬ ‫النتاجية‬ ‫إ‬ ‫يلعب التفكير التلقائي‪ ،‬والنماذج الذهنية‪ ،‬والحوافز االجتماعية الصحة‬ ‫مال وفي القرارات االستثمارية ما يتخذه الناس من قرارات بشأن صحتهم وأجسادهم يأتي‬ ‫أيضاً دورا ً كبيرا ً في تحفيز الع ّ‬ ‫للمزارعين وأصحاب مشاريع العمل الحر (الفصل السابع)‪ .‬وحتى من تشابك المعلومات‪ ،‬ومدى توفر السلع والخدمات الصحية‬ ‫عندما تكون الحوافز النقدية مرتفعة‪ ،‬فقد ال يبذل األفراد القدر وأسعارها‪ ،‬واألعراف والضغوط االجتماعية‪ ،‬والنماذج الذهنية‬ ‫‪17‬‬ ‫عرض عام‬ ‫ال يوقف أعراض اإلسهال‪ ،‬مما يجعل استيعاب الفائدة أقل سهولة‪.‬‬ ‫الشائعة عن أسباب المرض‪ ،‬ومدى االستعداد لتجربة إجراءات‬ ‫وقامت لجنة التنمية الريفية في بنغالديش بمعالجة العوائق التي‬ ‫تدخلية معينة‪ .‬ومن خالل إدراك هذه المجموعة العريضة‬ ‫تحول دون تناول عالج الجفاف‪ ،‬حيث يستعان بالعاملين الصحيين‬ ‫المتنوعة من العوامل البشرية‪ ،‬يمكن للسياسات اإلنمائية‬ ‫في المجتمع المحلي لتعليم األمهات كيفية إعداد محلول معالجة‬ ‫المتعلقة بالصحة أن تؤدي في بعض الحاالت إلى تحسين نتائجها‬ ‫الجفاف في المنزل في تفاعالت اجتماعية مباشرة تشرح قيمة‬ ‫تحسينا هائال (الفصل ‪.)8‬‬ ‫هذا العالج‪ .‬وأدت هذه الحمالت وأمثالها إلى تعزيز اللجوء‬ ‫ولنأخذ مثالً مشكلة التغوط في العراء‪ .‬هناك نحو مليار‬ ‫إلى عالج الجفاف بشرب السوائل في بنغالديش وفي أنحاء‬ ‫إنسان يتغوطون في العراء‪ ،‬وقد ثبت وجود ارتباط بين التغوط‬ ‫جنوب آسيا‪.‬‬ ‫وعدوى األطفال التي تؤدي إلى تقزمهم‪ ،‬بل وإلى الموت في‬ ‫وعادة ما تعتمد مبادرات تعزيز استخدام المنتجات‬ ‫بعض الحاالت‪ .‬ومن األساليب التقليدية في هذا الصدد تقديم‬ ‫والخدمات الصحية على دعومات‪ ،‬لتمثل بذلك مجاالً آخر تتجلى‬ ‫المعلومات‪ ،‬وتوفير السلع بتكلفة مدعومة‪ ،‬والتي تخصص‬ ‫فيه أهمية الرؤي النفسية واالجتماعية‪ .‬فقد يكون األفراد على‬ ‫في هذه الحالة لبناء المراحيض‪ .‬ولكن حتى مع إحداث هذه‬ ‫استعداد لتقبل استخدام المنتجات الصحية إذا كانت مجانية‪،‬‬ ‫التغييرات‪ ،‬البد من إيجاد أعراف جديدة فيما يتعلق بممارسات‬ ‫ولكن لن يكونوا مستعدين مطلقاً تقريباً الستخدامها عندما‬ ‫الصرف الصحي من أجل وضع حد لهذه الممارسة غير الصحية‪.‬‬ ‫تكون أسعارها فوق الصفر ولو بقليل (كريمر وغلينرستر ‪.)2011‬‬ ‫وقد قام المسؤولون بحكومة زيمبابوي بإقامة “أندية صحية‬ ‫والسبب في ذلك هو أن أسعار المنتجات الصحية لها معان‬ ‫مجتمعية” من أجل خلق هياكل مجتمعية تقوم بدور مصدر‬ ‫عديدة فضالً عن المبلغ المطلوب دفعه في مقابلها‪ .‬أما المنتج‬ ‫اإلقرار الجماعي ألعراف الصرف الصحي الجديدة (ووتركين‬ ‫المجاني فإنه يستثير استجابة انفعالية‪ ،‬وقد ينقل عرفاً اجتماعياً‬ ‫وكيرنكروس ‪.)2005‬‬ ‫بضرورة تقبل الجميع له واستخدامه‪ .‬غير أن تحديد األسعار‬ ‫نهج المتصلة بخلق أعراف جديدة والتي تبشر ببعض‬ ‫ومن ال ُ‬ ‫عند مستوى الصفر قد يشجع على اإلهدار إذا حصل الناس على‬ ‫الشواهد غير الموثقة نهج الصرف الصحي الكلي الذي يقوده‬ ‫المنتج دون أن يستخدموه‪ .‬والبحوث المتعلقة بهذه النقطة في‬ ‫المجتمع المحلي‪ .‬ومن أهم العناصر الجوهرية لهذا النهج أن‬ ‫البلدان النامية حديثة العهد‪ ،‬لكن الرسالة التي بدأت تظهر هي‬ ‫قادته يعملون مع أفراد المجتمع المحلي على رسم خرائط ألماكن‬ ‫يمة بما يكفي لدعمها‪ ،‬فقد تكون هناك‬ ‫أنه إذا كانت المنتجات ق ّ‬ ‫السكن والمواقع التي يتغوط بها األفراد في العراء‪ .‬ويستخدم‬ ‫منفعة ملموسة في تحديد األسعار عند مستوى الصفر وليس‬ ‫القائمون بالتيسير مجموعة من التمارين لمساعدة الناس على‬ ‫فوقه بقليل‪.‬‬ ‫إدراك عواقب ما يرونه من حيث تفشي العدوى‪ ،‬وتطوير أعراف‬ ‫وكذلك تنشأ اختيارات مقدمي الرعاية الصحية عن تشابك‬ ‫جديدة تبعاً لذلك‪ .‬وتقدم دراسة منتظمة حديثة لهذا النهج في‬ ‫معقد من العوامل‪ ،‬ومن بينها ما لديهم من معلومات علمية‪،‬‬ ‫قرى بالهند وإندونيسيا أدلة على قيمة هذه المبادرة‪ ،‬وكذلك‬ ‫وكم يُدفع لهم وكيف‪ ،‬واألعراف المهنية واالجتماعية‪ .‬ويمكن‬ ‫على حدود إمكانياتها‪ .‬وقد تبين أن هذا النهج أدى إلى تراجع‬ ‫لمجرد تذكير مقدمي الرعاية بالتوقعات االجتماعية المحيطة‬ ‫التغوط في العراء بنسبة ‪ 7‬و ‪ 11‬في المائة هبوطا من مستويات‬ ‫بأدائهم أن يؤدي إلى تحسنه‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬زاد العاملون‬ ‫مرتفعة للغاية في إندونيسيا والهند‪ ،‬على الترتيب‪ ،‬مقارنة بقرى‬ ‫بالعيادات الطبية الحضرية في تنزانيا جهودهم عندما طلب منهم‬ ‫مجموعة الضبط التي لم تشملها التجربة‪ .‬ولكن حيثما ترافق مع‬ ‫زميل زائر ببساطة أن يقوموا بتحسين رعايتهم (بحث مرتقب‬ ‫هذه المبادرة تقديم دعم لبناء المراحيض‪ ،‬كان تأثيرها على توفير‬ ‫لبروك‪ ،‬والنج‪ ،‬وليونارد)‪ ،‬مع أن الزيارة لم تحمل إليهم معلومات‬ ‫المراحيض داخل المنازل أكبر كثيرا‪ .‬وتوحي هذه النتائج بأن هذا‬ ‫جديدة‪ ،‬ولم تحدث تغييرا ً في الحوافز‪ ،‬ولم تفرض عليهم عواقب‬ ‫النهج يمكنه أن يقوم بدور تكميلي للبرامج التي تقدم الموارد‬ ‫مادية‪ .‬وعلى الرغم من أن تطوير وتعزيز األعراف االجتماعية‬ ‫لبناء المراحيض‪ ،‬ولكن دون أن يحل محلها (باتيل وآخرون ‪2014‬؛‬ ‫والمهنية في مجال الرعاية الصحية ليس باألمر الهين وأن هذا‬ ‫كاميرون‪ ،‬وشاه‪ ،‬وأوليفيا ‪.)2013‬‬ ‫الحل نفسه لن يفلح في كل مكان‪ ،‬فهناك أمثلة عديدة أسهمت‬ ‫وكذلك تؤثر النماذج الذهنية للجسد في االختيارات‬ ‫فيها روح القيادة في إحداث تحول في التوقعات االجتماعية‬ ‫والسلوكيات الصحية‪ .‬فالمعتقدات الشائعة بشأن أسباب العقم‬ ‫وتحسين األداء‪.‬‬ ‫والتوحد وغيرهما من األوضاع المرضية تؤثر في قرار الوالدين‬ ‫بتحصين أطفالهم‪ ،‬وكذلك فيما يتعلق باتباع العالجات المالئمة‪.‬‬ ‫تغير المناخ‬ ‫ففي الهند‪ ،‬أفادت نسبة تتراوح بين ‪ 35‬و ‪ 50‬في المائة من النساء‬ ‫تمثل مواجهة تغير المناخ أحد التحديات الحاسمة في زماننا‬ ‫الفقيرات بأن العالج المناسب للطفل المصاب باإلسهال هو‬ ‫هذا‪ .‬وت ُعد البلدان والمجتمعات الفقيرة بشكل عام أكثر عرضة‬ ‫الحد من تعاطيه للسوائل‪ ،‬وهو ما يبدو معقوال إذا كان النموذج‬ ‫للتأثر بتغير المناخ كما ستتحمل أيضاً تكاليف كبيرة أثناء‬ ‫الذهني السائد يُرجع سبب اإلسهال إلى كثرة السوائل (وهو ما‬ ‫مرحلة التحول إلى اقتصاديات تتسم بتدني معدالت انبعاثات‬ ‫يعني حدوث “تسريب” من الطفل) (داتا ومواليناثان ‪.)2014‬‬ ‫الكربون‪ .‬وال يقتصر ما تتطلبه معالجة تغيرات المناخ من األفراد‬ ‫غير أن هناك عالجاً قليل التكلفة وناجح بشكل باهر لإلسهال‪،‬‬ ‫والمجتمعات على التغلب على التحديات االقتصادية والسياسية‬ ‫وهو‪ :‬معالجة الجفاف بشرب السوائل‪ .‬ولكن على الرغم من نجاح‬ ‫والتقنية واالجتماعية المعقدة‪ ،‬بل يتطلب األمر أيضاً التخلص من‬ ‫هذا العالج في إنقاذ الحياة من خالل منع اإلصابة بالجفاف‪ ،‬فإنه‬ ‫تقرير عن التنمية في العالم ‪2015‬‬ ‫‪18‬‬ ‫أما الثاني فيتمثل في أن تفاصيل التصميم التي قد تبدو صغيرة‬ ‫عدد من األوهام واالنحيازات اإلدراكية (الفصل التاسع)‪ .‬ويشكل‬ ‫يمكنها أحياناً أن تحدث تأثيرات كبيرة على اختيارات األفراد‬ ‫األفراد آراءهم بشأن المناخ استنادا ً إلى تجربتهم مع الطقس في‬ ‫وأفعالهم‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن التحديات المتشابهة يمكن أن‬ ‫فترة قريبة‪ .‬وقد تؤدي االنتماءات األيديولوجية واالجتماعية إلى‬ ‫يكون لها أسباب وجذور كامنة مختلفة؛ والحلول الرامية إلى‬ ‫انحياز تأكيدي‪ ،‬وهو نزعة األفراد إلى تفسير وتمييز المعلومات‬ ‫تحد ما في أحد السياقات قد ال تفلح في غيره‪.‬‬ ‫التغلب على ٍ‬ ‫بأسلوب يؤيد تصوراتهم األولية أو افتراضاتهم‪ .‬وينزع األفراد‬ ‫ة لذلك‪ ،‬فإن ممارسة العمل بمجال التنمية تتطلب عملية‬ ‫ونتيج ً‬ ‫إلى تجاهل أو التهوين من شأن المعلومات المطروحة في شكل‬ ‫اكتشاف وتعلم متكررة‪ .‬فتعدد العوامل النفسية واالجتماعية‬ ‫احتماالت‪ ،‬بما فيها التوقعات الخاصة لهطول األمطار الموسمية‬ ‫يمكن أن يؤثر في إمكانية نجاح سياسة ما؛ وفي حين أن بعض‬ ‫والمتغيرات األخرى ذات الصلة بالمناخ‪ .‬فاهتمام البشر بالحاضر‬ ‫هذه العوامل قد يكون معروفاً قبل التنفيذ‪ ،‬فإن بعضها اآلخر قد‬ ‫أشد كثيرا ً من اهتمامهم بالمستقبل‪ ،‬والكثير من أسوأ آثار تغير‬ ‫ال يكون كذلك‪ .‬وهذا يعني ضرورة وجود عملية تعلم متكررة‪،‬‬ ‫المناخ لن يأتي إال بعد سنوات عديدة من اآلن‪ .‬ويميل الناس‬ ‫وهو ما ينطوي بدوره على ضرورة إنفاق موارد (من وقت ومال‬ ‫إلى تفادي التحرك في وجه المجهول‪ .‬واالنحياز لخدمة النفس‬ ‫وخبرات) على عدة دورات من التصميم والتنفيذ والتقييم‪.‬‬ ‫— أي نزوع األفراد إلى تفضيل المبادئ‪ ،‬والسيما المبادئ‬ ‫المهنيون العاملون بمجال التنمية‬ ‫المتعلقة بالعدل‪ ،‬التي تخدم مصالحهم — يجعل من الصعب‬ ‫مع أن الهدف من التنمية هو القضاء على الفقر‪ ،‬فإن المهنيين‬ ‫التوصل إلى اتفاقيات دولية بشأن كيفية المشاركة في تحمل‬ ‫العاملين بمجال التنمية ال يجيدون دائماً التنبؤ بكيفية تأثير الفقر‬ ‫أعباء التخفيف من حدة آثار تغير المناخ والتكيف معها‪.‬‬ ‫على تشكيل العقول‪ .‬وقد أجرى فريق إعداد تقرير عن التنمية‬ ‫وكذلك يوسع المنظوران النفسي واالجتماعي من نطاق‬ ‫في العالم ‪ 2015‬استقصاء عشوائياً لفحص قدرات خبراء البنك‬ ‫قائمة الخيارات المتاحة لمعالجة تغير المناخ‪ .‬ومن هذه‬ ‫الدولي على الحكم على األمور واتخاذ القرار‪ .‬ورغم أن ‪ 42‬في‬ ‫الخيارات االستعانة بالسياسات في خلق عادات جديدة في‬ ‫المائة من خبراء البنك تنبأوا بأن معظم الفقراء بالعاصمة الكينية‬ ‫استخدام الطاقة‪ .‬وفي دراسة عن األثر استغرقت ثمانية أشهر‬ ‫نيروبي سيوافقون على القول بأن “الطعوم واللقاحات مبعث‬ ‫لتقنين استهالك الكهرباء بالبرازيل‪ ،‬أظهرت األدلة أن السياسات‬ ‫خطر ألنها قد تسبب العقم”‪ ،‬فإن ‪ 11‬في المائة فقط من العينة‬ ‫تؤدي إلى حدوث انخفاض مستمر في استهالك الطاقة‪ ،‬حيث‬ ‫حددت في هذه‬ ‫التي شملها االستقصاء من أولئك الفقراء (والتي ُ‬ ‫ظل االستهالك منخفضاً بنسبة ‪ 14‬في المائة بعد ‪ 10‬سنوات من‬ ‫الحالة بوصفها الثلث األدنى من التوزيع االجتماعي االقتصادي‬ ‫انتهاء التقنين‪ .‬وتشير البيانات األسرية الخاصة بامتالك األجهزة‬ ‫لسكان المدينة) وافقوا بالفعل على هذه المقولة‪ .‬وبالمثل‪ ،‬فقد‬ ‫المنزلية والعادات االستهالكية إلى أن حدوث تغير في العادات‬ ‫تنبأ خبراء البنك بأن عددا أكبر من فقراء جاكرتا بإندونيسيا وليما‬ ‫كان هو السبب الرئيسي وراء انخفاض االستهالك (كوستا ‪.)2012‬‬ ‫في بيرو سيعبرون عن شعورهم بالعجز واالفتقار للسيطرة على‬ ‫ويظهر برنامج للحفاظ على الطاقة بالواليات المتحدة كيف‬ ‫مستقبلهم مما حدث في الواقع‪ ،‬وفق ما أظهره االستقصاء الذي‬ ‫يمكن للمقارنات االجتماعية أيضاً أن تؤثر في استهالك الطاقة‪.‬‬ ‫أجراه فريق إعداد التقرير‪ .‬وتدل هذه النتائج على أن المهنيين‬ ‫فقد لجأت الشركة القائمة على إدارة البرنامج‪ ،‬وهي شركة‬ ‫العاملين بمجال التنمية قد يفترضون أن الفقراء ربما كانوا أقل‬ ‫‪ ،Opower‬إلى إرسال رسائل إلكترونية لمئات اآلالف من األسر‪،‬‬ ‫استقاللية‪ ،‬وأقل شعورا ً بالمسؤولية‪ ،‬وأضعف أمالً‪ ،‬وأقل معرف ً‬ ‫ة‬ ‫وتضمنت تلك الرسائل عقد مقارنة بين استخدام األسرة للكهرباء‬ ‫مما هم عليه في الواقع‪ .‬ومثل هذه المعتقدات بشأن سياق‬ ‫وكمية ما استهلكه اآلخرون بالحي نفسه خالل الفترة الزمنية‬ ‫الفقر تؤثر في تشكيل خيارات السياسات‪ .‬ولذا فمن المهم فحص‬ ‫نفسها‪ .‬وأدت هذه المعلومات البسيطة إلى حدوث انخفاض‬ ‫النماذج الذهنية في مقابل الواقع (الفصل العاشر)‪.‬‬ ‫نسبته ‪ 2‬في المائة في استهالك الكهرباء‪ ،‬وهو ما يعادل االنخفاض‬ ‫وكذلك اشتمل االستقصاء الذي أجراه فريق إعداد تقرير‬ ‫الذي حدث نتيجة لزيادة أسعار الطاقة لفترة قصيرة بنسبة تتراوح‬ ‫عن التنمية في العالم ‪ 2015‬دراسة السبل التي يؤثر من خاللها‬ ‫بين ‪ 11‬و ‪ 20‬في المائة وزيادة طويلة األجل بنسبة ‪ 5‬في المائة‬ ‫المنظور األيديولوجي والسياسي آلفاق المستقبل على كيفية‬ ‫(آلكوت ‪2011‬؛ آلكوت وروجرز ‪.)2014‬‬ ‫عرضت على من‬ ‫تفسير خبراء البنك الدولي للبيانات‪ .‬فقد ُ‬ ‫شملهم االستقصاء بيانات متطابقة في سياقين مختلفين ثم‬ ‫طُلب منهم تحديد النتائج المرجحة التي تؤيدها تلك البيانات‪.‬‬ ‫عمل المهنيين العاملين في التنمية‬ ‫واستُخدم في أحد السياقين تأطير محايد سياسياً وأيديولوجيا‪:‬‬ ‫ينجم عن إدراك العامل البشري في اتخاذ القرار والسلوك اثنان‬ ‫وكان ذلك في شكل دراسة عن نوعين من أنواع كريم البشرة‬ ‫من التداعيات المتصلة فيما بينها على ممارسة عملية التنمية‪.‬‬ ‫وأيهما أكثر فعالية‪ .‬أما السياق الثاني فكان مشحونا أكثر من‬ ‫ويتمثل أول هذين التداعيين في أن الخبراء وصانعي السياسات‬ ‫الناحيتين السياسية واأليديولوجية‪ :‬هل تؤثر قوانين الحد األدنى‬ ‫والمهنيين العاملين بمجال التنمية‪ ،‬مثلهم في ذلك مثل غيرهم‬ ‫لألجور في تخفيض أعداد الفقراء‪ .‬وتبين من االستقصاء أن خبراء‬ ‫من الناس‪ ،‬هم أنفسهم عرضة للتحيزات واألخطاء التي يمكن أن‬ ‫البنك أكثر قابلية لمعرفة اإلجابة الصحيحة في السياق المتعلق‬ ‫تنشأ عن التفكير التلقائي أو التفكير االجتماعي أو استعمال نماذج‬ ‫بكريم البشرة مما كان عليه الحال في سياق الحد األدنى لألجور‪،‬‬ ‫ذهنية‪ .‬وعليهم أن يكونوا أكثر وعياً بهذه التحيزات‪ ،‬وينبغي‬ ‫مع أن البيانات كانت هي نفسها في كليهما‪ .‬وربما يميل المرء‬ ‫للمؤسسات أن تقوم بتنفيذ إجراءات للتخفيف من آثارها‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫عرض عام‬ ‫ولكي نرى مدى فائدة هذا النهج‪ ،‬فلنلق نظرة على مشكلة‬ ‫إلى أن يضيف أن هذا يحدث على الرغم من أن الكثيرين من‬ ‫مرض اإلسهال وبعض التجارب التي نُفذت في كينيا لكي نتعلم‬ ‫العاملين في البنك الدولي من الخبراء المتمرسين بالفقر‪ ،‬لكن‬ ‫منها فيما يتعلق بوسائل معالجتها التي تتسم بانخفاض التكلفة‬ ‫الحقيقة هي أن هذا حدث ألن خبراء البنك الدولي متمرسون‬ ‫(أهوجا‪ ،‬وكريمر‪ ،‬وزوين ‪ .)2010‬فالمياه المليئة بالبكتيريا ت ُعد‬ ‫في موضوع الفقر ال الفقر ذاته‪ .‬فعندما واجهوا حسابات تتطلب‬ ‫أحد أكبر األسباب وراء عبء المرض بين األطفال ويمكن أن‬ ‫الكثير من الجهد‪ ،‬قاموا بتفسير البيانات الجديدة بأسلوب يتسق‬ ‫تؤدي إلى إعاقة جسدية أو إدراكية دائمة‪ .‬وقد تم تشخيص‬ ‫مع آرائهم المسبقة‪ ،‬والتي يشعرون تجاهها بالثقة واالطمئنان‪.‬‬ ‫نقص القدرة على الحصول على مياه نظيفة على إنها إحدى‬ ‫وقد سار هذا االستقصاء على منهج التحري الذي طوره كاهان‬ ‫المشكالت‪ .‬ولذلك استهدف أحد اإلجراءات التدخلية المبكرة‬ ‫وآخرون (‪.)2013‬‬ ‫تحسين البنية التحتية على مستوى مصادر المياه المنزلية‪ ،‬وهي‬ ‫وربما يكون من الطرق الممكنة للتغلب على القيود الطبيعية‬ ‫للحكم لدى المهنيين العاملين بمجال التنمية اقتباس وتطويع‬ ‫بعض أساليب الصناعة‪ .‬فهناك مثال ممارسة متبعة في صناعة‬ ‫المهنيون العاملون بمجال التنمية هم‬ ‫التكنولوجيا وهي أن يقوم موظفو شركة ما باستخدام منتج‬ ‫شركتهم بأنفسهم لتجربته واكتشاف عيوبه‪ .‬ثم يقومون بتعديل‬ ‫أنفسهم عرضة للتحيزات أ‬ ‫والخطاء‬ ‫عيوبه وإصالحها قبل إخراجه إلى السوق‪ .‬ويمكن لمصممي‬ ‫السياسات أن يجربوا المرور بعملية االنضمام لبرامجهم‬ ‫التي يمكن أن تنشأ عن التفكير التلقائي‪،‬‬ ‫بأنفسهم‪ ،‬أو محاولة الوصول بأنفسهم إلى الخدمات القائمة‪،‬‬ ‫وذلك كوسيلة لتشخيص المشكالت مباشرا ً بأنفسهم‪ .‬وبالمثل‪،‬‬ ‫فإن ممارسة الفريق األحمر المتبعة في الجيوش والقطاع الخاص‪،‬‬ ‫أو التفكير االجتماعي‪ ،‬أو وفق نماذج‬ ‫يمكن أن تساعد على اكتشاف نقاط الضعف في الحجج قبل‬ ‫اتخاذ قرارات كبرى أو تصميم برامج‪ .‬وفي هذه الممارسة تقوم‬ ‫ذهنية‪ .‬والبد لهم أن يكونوا أكثر وعياً‬ ‫مجموعة خارجية مستقلة بدور المتحدي للخطط أو اإلجراءات‬ ‫أو القدرات أو االفتراضات التي تدخل ضمن تصميم عملية ما‪،‬‬ ‫بهذه التحيزات‪ ،‬وينبغي للمؤسسات أن‬ ‫وذلك بهدف إلقاء نظرة مسبقة من منظور الشركاء أو الخصوم‬ ‫المحتملين‪ .‬وتقوم ممارسة الفريق األحمر على أساس فكرة‬ ‫تقوم بتنفيذ إجراءات للتخفيف من آثارها‪.‬‬ ‫مستقاة من علم النفس االجتماعي‪ ،‬مفادها أن تشكيل مجموعات‬ ‫يحفز األفراد على المجادلة بقوة‪ .‬ويمكن للمداوالت الجماعية‬ ‫بين من يخالفون الرأي ولكن تجمعهم مصلحة مشتركة في‬ ‫الوصول للحقيقة أن تقسم وتوزع الجهد اإلدراكي بفعالية‪ ،‬ينابيع مياه طبيعية‪ .‬وكانت الينابيع شديدة القابلية للتلوث‪ ،‬مثل‬ ‫وتزيد من فرص خروج التصميم األفضل إلى النور‪ ،‬وتخفيف آثار المواد المتخلفة عن التغوط في البيئة المحيطة‪ .‬ومن أجل الحد‬ ‫من هذا التلوث‪ ،‬تمت تغطية الينابيع بالخرسانة بحيث تتدفق‬ ‫“التفكير الجماعي”‪.‬‬ ‫المياه من أنابيب علوية بدالً من أن تنبثق من األرض‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من نجاح هذا اإلجراء كثيرا ً في تحسين نوعية المياه عند‬ ‫الجراءات التدخلية المعدلة‬ ‫التصميم المعدل‪ ،‬إ‬ ‫بالنظر إلى أن وجود عدد من العوامل المتعارضة قد يجنح المصدر‪ ،‬لم يكن له إال أثر متوسط على نوعية المياه المستخدمة‬ ‫باتخاذ القرار في سياق معين‪ ،‬وألن المهنيين العاملين بمجال منزليا ألنه كان من السهل أن تتلوث المياه من جديد أثناء نقلها‬ ‫التنمية أنفسهم قد يكونون عرضة لتحيزات معينة لدى تقييمهم أو تخزينها‪.‬‬ ‫وهكذا أُعيد تعريف المشكلة ليصبح كما يلي‪ :‬إن األسر‬ ‫موقف ما‪ ،‬لذلك ينبغي أن يكون التشخيص والتجريب جزءا ً من‬ ‫عملية تعلم مستمرة (الفصل ‪ .)11‬وينبغي لآلليات المؤسسية ال تقوم بمعالجة المياه بما فيه الكفاية بالمنزل‪ .‬وأظهر تكرار‬ ‫لبحوث وسياسات التنمية أن تكفل وجود مساحة للتشخيص التجارب أن توفير الكلور وتوصيله للمنازل مجاناً أو باستخدام‬ ‫السليم والستطالع ردود الفعل بشكل فعال من أجل تطويع بطاقات خصم يمكن استرداد قيمتها من المتاجر المحلية أدى‬ ‫البرامج بحيث تنسجم مع ما يتم جمعه من أدلة أثناء التنفيذ‪ .‬إلى ازدياد اإلقبال على منتجات معالجة المياه في البداية لكنه‬ ‫وهذه الخطوة قد تتطلب تغيير النماذج الذهنية المؤسسية فشل في نهاية المطاف في تحقيق نتائج مستدامة‪ .‬فقد كان‬ ‫وزيادة قدرة المؤسسات على تحمل الفشل‪ .‬ففي حاالت عدة‪ ،‬البد للناس من معالجة المياه بالكلور بأنفسهم لدى عودتهم‬ ‫قد يكون التشخيص األولي غير صائب أو قد يكون نجاحه جزئياً من الينبوع‪ ،‬وكان البد لهم من تكرار الذهاب إلى المتجر لشراء‬ ‫فقط‪ .‬ومن خالل التنفيذ وحده يمكن أن يتضح ذلك‪ .‬غير أنه بدالً الكلور كلما نفد ما لديهم من مخزون‪.‬‬ ‫وهكذا أوحت تلك النتائج بتشخيص آخر للمشكلة‪:‬‬ ‫من المعاقبة على الفشل أو دفن نتائج الفشل‪ ،‬البد للمؤسسات‬ ‫أن تدرك أن الفشل الحقيقي يتمثل في تدخالت السياسات التي إن األسر ال تستطيع المداومة على استخدام معالجة المياه على‬ ‫مر الزمن‪ .‬وأدى ذلك إلى تصميم أجهزة توزيع مجاني للكلور‬ ‫ال يتم فيها التعلم من التجربة‪.‬‬ ‫تقرير عن التنمية في العالم ‪2015‬‬ ‫‪20‬‬ ‫قبل أن يطلق صانعو السياسات مبادراتهم لمساعدة األفراد‬ ‫بجوار مصدر المياه‪ ،‬مما جعل معالجة المياه أمرا ً ظاهرا ً للعيان‬ ‫على اتخاذ القرار‪ ،‬يجب عليهم مواجهة سؤال معياري هو‪ :‬لماذا‬ ‫(حيث قامت أجهزة توزيع الكلور بدور التذكير بالضبط أثناء‬ ‫يتعين على الحكومات الخوض في عملية تشكيل خيارات األفراد؟‬ ‫تفكير الناس في المياه) ومواتياً (فال حاجة للذهاب إلى المتجر‪،‬‬ ‫هناك ثالثة أسباب رئيسية‪ ،‬مثلما هو موضح في نقطة التركيز ‪،6‬‬ ‫كما أن االستثارة الالزمة وزمن االنتظار حتى يفعل الكلور مفعوله‬ ‫أولها أن تشكيل الخيارات يمكن أن يساعد الناس في بلوغ‬ ‫تلقائياً كان يحدث أثناء رحلة العودة إلى المنزل)‪ .‬كما أنه جعل‬ ‫أهدافهم‪ .‬فرسائل التذكير باالدخار أو تعاطي الدواء تساعد الناس‬ ‫من معالجة المياه عمالً علنياً‪ ،‬يمكن ألي من كان عند الينبوع أن‬ ‫الذين سيصبحون لوال ذلك منشغلين بتحقيق أهداف حياتهم‬ ‫يالحظه وقت الحصول على المياه‪ ،‬وهو ما خلق تعزيزا ً اجتماعياً‬ ‫تقصر األسواق في‬ ‫التي حددوها أنفسهم‪ .‬وعقود االلتزام‪ ،‬التي ّ‬ ‫الستخدام معالجات المياه‪ .‬وبرهنت أجهزة التوزيع هذه على‬ ‫توفيرها‪ ،‬يمكنها أن تعزز قرارات اتباع سلوكيات مفيدة للصحة‪.‬‬ ‫أنها الوسيلة األكثر فعالية من حيث التكلفة لزيادة معالجة المياه‬ ‫وتوقيت التحويالت النقدية االجتماعية بحيث يطابق توقيت دفع‬ ‫وتفادي اإلصابة باإلسهال (معمل عبد اللطيف جميل للتدابير‬ ‫رسوم االلتحاق بالمدارس‪ ،‬أو تسهيل شراء األسمدة في وقت‬ ‫المعنية بالفقر ‪.)2012‬‬ ‫الحصاد عندما تتوفر األموال‪ ،‬يمكن أن يساعد في التغلب على‬ ‫الفارق بين نوايا وأفعال الناس الذين قد يتسمون بالنسيان أو‬ ‫ال يمتلكون عزيمة كافية (أي نحن جميعا)‪ .‬فاألغلبية الساحقة‬ ‫يمكن للعديد من العوامل السلوكية‬ ‫من السياسات التي تعمل على الحد بين علم االقتصاد وعلم‬ ‫النفس يمكن فهمها بهذا المعني‪.‬‬ ‫واالجتماعية أن تؤثر في نجاح سياسة‬ ‫والسبب الثاني هو أن أفضليات األفراد وأهدافهم المباشرة‬ ‫ال تفيد دائماً في تحقيق مصالحهم‪ .‬فاألفراد قد يختارون أشياء‬ ‫ما‪ .‬ولذا فإن ممارسة التنمية تتطلب‬ ‫مختلفة‪ ،‬بطرق تتسق أكثر مع أعلى طموحاتهم‪ ،‬إذا ما أُتيح لهم‬ ‫مزيد من الوقت والمجال للتأمل والتفكير‪ .‬أما السبب الثالث‬ ‫عملية اكتشاف وتعلم متكررة‪ ،‬وهو ما‬ ‫فهو أن الممارسات والنماذج الذهنية المعززة اجتماعياً يمكنها‬ ‫أن تعوق الخيارات التي تعزز القدرة على االختيار وتشجع على‬ ‫ينطوي على ضرورة تقسيم الموارد من‬ ‫تحقيق الرفاهة ومن ثم تمنع األفراد من مجرد تصور مسارات‬ ‫عمل معينة‪ ،‬مثلما يحدث عندما يدفع التمييز أحياناً األفراد‪،‬‬ ‫وهو أمر مفهوم‪ ،‬إلى تبني طموحات متدنية‪ .‬وينبغي للحكومات‬ ‫وقت ومال وخبرات على عدة دورات من‬ ‫أن تتخذ تدابير عندما يؤدي عدم كفاية المشاركة‪ ،‬أو التأطير‬ ‫المرتبط بوضع معين‪ ،‬أو الممارسات االجتماعية إلى تقويض‬ ‫التصميم والتنفيذ والتقييم‪.‬‬ ‫القدرات وخلق حالة من الفقر أو إدامتها‪ .‬وعلى الرغم من أن‬ ‫األطراف الفاعلة في مجال التنمية لديها اختالفات مشروعة بشأن‬ ‫إن هذه النتائج‪ ،‬فضالً عن عملية التقصي المستمرة التي‬ ‫بعض هذه القضايا وتعطي وزناً نسبياً مختلفاً للحريات الفردية‬ ‫استُخدمت للتوصل إليها‪ ،‬ت ُعد أمرا ً مشجعاً‪ .‬ويُعد كذلك إدراك‬ ‫واألهداف الجماعية‪ ،‬فإن حقوق اإلنسان المتفق والمصادق عليها‬ ‫أن التفكير المتكامل في العوامل النفسية واالجتماعية الضالعة‬ ‫على نطاق واسع تشكل مبدأ هادياً لمعالجة هذه المفاضالت‪.‬‬ ‫في عملية اتخاذ القرار قد تمثل “ثمارا ً دانية القطوف” — أي‬ ‫وال تدعو كل الرؤى السلوكية واالجتماعية إلى المزيد من‬ ‫سياسات لها مكاسب كبيرة نسبياً بتكلفة أقل نسبياً‪ .‬ولكن‬ ‫التدخل الحكومي؛ بل إن بعضها يدعو إلى التقليل منها‪ .‬وألن‬ ‫األهمية البالغة للتجريب المستمر تتجلى إذا أخذنا في االعتبار‬ ‫صانعي السياسات أنفسهم معرضون للتحيزات المعرفية‪ ،‬ينبغي‬ ‫أن إدخال تغييرات صغيرة على التصميم والتنفيذ يمكن أن‬ ‫لهم البحث والتعويل على األدلة السليمة على تحقيق إجراءاتهم‬ ‫يكون له تداعيات كبيرة على نجاح إجراء تدخلي ما‪ .‬ومن شأن‬ ‫التدخلية آثارها المقصودة‪ ،‬والسماح للجمهور بمراجعة وتدقيق‬ ‫تحليل البيانات والمالحظات الميدانية الموجودة أو تلك التي تم‬ ‫سياساتهم وإجراءاتهم التدخلية‪ ،‬والسيما ما يهدف منها إلى‬ ‫تجميعها حديثاً أن تتولد عنه فرضيات يمكن االستنارة بها في‬ ‫تشكيل خياراتهم الشخصية‪ .‬ومع هذا‪ ،‬فالواقع ال يقول مطلقاً‬ ‫تصميم اإلجراءات التدخلية الممكنة‪ .‬ويمكن لإلجراءات التدخلية‬ ‫إنه عندما تمتنع الحكومات عن التحرك فإن األفراد يحددون‬ ‫متعددة األذرع — وهي اإلجراءات التدخلية التي تشتمل على‬ ‫خياراتهم بحرية وبشكل متسق لما فيه أفضل مصالحهم‪،‬‬ ‫عدد من المعايير والمحددات‪ ،‬مثل معدل تكرار رسائل التذكير‬ ‫دون أن يتأثروا بأحد‪ .‬فهناك عدد ال يُحصى من األطراف ذات‬ ‫أو وسيلة مكافأة المجتهدين — أن تلقي الضوء على أيها أكثر‬ ‫المصلحة التي تستغل ميل الناس إلى التفكير التلقائي‪ ،‬واإلذعان‬ ‫فعالية من حيث التكلفة في تحقيق األهداف االجتماعية‪ .‬وما‬ ‫للضغوط االجتماعية‪ ،‬والتعويل على النماذج الذهنية (بحث‬ ‫يحدث من تعلم أثناء التنفيذ ينبغي االستفادة منه مرة أخرى في‬ ‫مرتقب الآكرلوف وشيلر)‪ ،‬ومن بينها المقرضون‪ ،‬والمعلنون‪،‬‬ ‫إعادة التعريف‪ ،‬وإعادة التشخيص‪ ،‬وإعادة تصميم البرامج في‬ ‫والنخب بكل أنواعهم‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬فإن تراخي الحكومة‬ ‫شكل دورة من التحسين المستمر (الشكل ‪.)0.9‬‬ 21 ‫عرض عام‬ ‫ فهم السلوك وتحديد إ‬:0.9 ‫الشكل‬ ‫الجراءات التدخلية الفعالة عمليات معقدة ومستمرة‬ ،‫ وكذلك التصميم‬،‫ فالموارد المكرسة للتعريف والتشخيص‬.‫الجراءات التدخلية مختلفة الشكل‬ ‫ تبدو دورة إ‬،‫في إطار نهج يجمع بين الجوانب النفسية واالجتماعية لعملية اتخاذ القرار‬ ‫الجراءات التدخلية لكي تُغذى به‬ ‫إ‬ ‫أحد‬ ‫تطويع‬ ‫يتم‬ ‫وهكذا‬ .‫والسلوك‬ ‫االختيار‬ ‫بشأن‬ ‫مختلفة‬ ‫افتراضات‬ ‫ كل منها يقوم على أساس‬،‫ وفترة التنفيذ تختبر عدة إجراءات تدخلية‬.‫تكون أكبر‬ .‫الجراءات التدخلية‬ ‫إ‬ ‫في‬ ‫التوسع‬ ‫بعد‬ ‫هذه‬ ‫التحسين‬ ‫عملية‬ ‫ وتستمر‬.‫دورة جديدة من التعريف والتشخيص والتصميم والتنفيذ واالختبار‬ ‫إعادة التحديد والتشخيص‬ ‫التحديد والتشخيص‬ ‫ويع‬ ‫التط‬ ‫التصميم‬ ‫نفيذ والتقييم‬ ‫الت‬ .‫ فريق إعداد تقرير عن التنمية في العالم‬:‫المصدر‬ Allcott, Hunt, 2011. “Social Norms and Energy ‫ لكن تراخي الحكومة‬،‫ال تترك بالضرورة مساحة للحرية الفردية‬ Conservation.” Journal of Public Economics 95 (9): 1082–95. doi: 10.1016/j.jpubeco.2011.03.003. .)2014 ‫قد يرقى إلى الالمباالة بفقدان الحرية (سنستين‬ Allcott, Hunt, and Todd Rogers. 2014. “The Short-Run ‫وهذا التقرير يسعى إلى اإلسراع بخطى عملية إلى تطبيق‬ and Long-Run Effects of Behavioral Interventions: Experimental Evidence from Energy Conservation.” .‫الرؤي الجديدة على عملية اتخاذ القرار ورسم السياسات اإلنمائية‬ American Economic Review 104 (10): 3003–37. doi: 10.1257/ ‫لكن إمكانيات وحدود هذا النهج — استنادا ً إلى النظر للناس‬ aer.104.10.3003. ‫بشكل أشمل وإدراك أن مزيجاً من القوى النفسية واالجتماعية‬ Appadurai, Arjun. 2004. “The Capacity to Aspire: Culture and the Terms of Recognition.” In Culture and Public — ‫يؤثر في أفكارهم وإدراكهم وقراراتهم وسلوكياتهم‬ Action, edited by Vijayendra Rao and Michal Walton, ‫ والبحث الوارد بالتقرير ينتمي إلى حقل‬.‫ليست معروفة تماما‬ 59–84. Palo Alto, CA: Stanford University Press. Ashraf, Nava, Dean Karlan, and Wesley Yin. 2006. ‫ وهذا التقرير ليس سوى البداية‬.‫مثير مازال نشطاً وغير مستقر‬ “Tying Odysseus to the Mast: Evidence from a ‫لنهج يمكن في نهاية المطاف أن يؤدي إلى إحداث تغيير في‬ Commitment Savings Product in the Philippines.” ‫حقل اقتصاديات التنمية ويعزز فعالية السياسات واإلجراءات‬ Quarterly Journal of Economics 121 (2): 635–72. Banerjee, Abhijit Vinayak, Esther Duflo, Rachel .‫التدخلية اإلنمائية‬ Glennerster, and Dhruva Kothari. 2010. “Improving Immunisation Coverage in Rural India: Clustered Randomised Controlled Evaluation of Immunisation Campaigns with and without Incentives.” BMJ 340. ‫ثبت المراجع‬ doi: http://dx.doi.org/10.1136/bmj.c2220. Abdul Latif Jameel Poverty Action Lab. 2012. “Cleaner Barrera-Osorio, Felipe, Marianne Bertrand, Leigh L. L ­ inden, Water at the Source.” J-PAL Policy Briefcase and Francisco Perez-Calle. 2011. “Improving the Design (September). http://www.povertyactionlab.org/ of Conditional Transfer Programs: Evidence from publication/cleaner-water-source. a Randomized Education Experiment in Colombia.” American Economic Journal: Applied Economics 3 (2): 167–95. Ahuja, Amrita, Michael Kremer, and Alix Peterson Zwane. Basu, Kaushik. 2010. Beyond the Invisible Hand: 2010. “Providing Safe Water: Evidence from Groundwork for a New Economics. Princeton, NJ: Randomized Evaluations.” Annual Review of Resource Princeton University Press. Economics 2 (1): 237–56. Beaman, Lori, Raghabendra Chattopadhyay, Esther Duflo, Akerlof, George A. and Robert Shiller. Forthcoming. Rohini Pande, and Petia Topalova. 2009. “Powerful “Phishing for Phools.” Unpublished manuscript. 2015 ‫تقرير عن التنمية في العالم‬ 22 Costa, Francisco. 2012. “Can Rationing Affect Long-Run Women: Does Exposure Reduce Bias?” Quarterly Behavior? Evidence from Brazil.” Unpublished Journal of Economics 124 (4): 1497–1540. manuscript. http://idei.fr/doc/conf/bee2012/ Beaman, Lori, Esther Duflo, Rohini Pande, and Costa_Rationing_120831.pdf. Petia Topalova. 2012. “Female Leadership Raises Datta, Saugato, and Sendhil Mullainathan. 2014. Aspirations and Educational Attainment for Girls: “Behavioral Design: A New Approach to Development A Policy Experiment in India.” Science 335 (6068): Policy.” Review of Income and Wealth 60 (1): 7–35. 582–86. DiMaggio, Paul. 1997. “Culture and Cognition.” Annual Bennhold, Katrin. 2013. “Britain’s Ministry of Nudges.” Review of Sociology 23 (1): 263–87. doi: 10.1146/annurev. New York Times, Dec. 7. http://www.nytimes.com/ soc.23.1.263. 2013/12/08/business/international/britainsministry- Duflo, Esther, Michael Kremer, and Jonathan Robinson. of-nudges.html?pagewanted=all&_r. 2011. “Nudging Farmers to Use Fertilizer: BenYishay, Ariel, and A. Mushfiq Mobarak. 2014. Theory and Experimental Evidence from Kenya.” “Social Learning and Communication.” Working American Economic Review 101 (6): 2350–90. Paper 20139, National Bureau of Economic Research, Dupas, Pascaline, and Jonathan Robinson. 2013. Cambridge, MA. “Why Don’t the Poor Save More? Evidence from Berg, Gunhild, and Bilal Zia. 2013. “Harnessing Emotional Health Savings Experiments.” American Economic Connections to Improve Financial Decisions: Review 103 (4): 1138–71. Evaluating the Impact of Financial Education in Evans, Jonathan St. B. T. 2008. “Dual-Processing Accounts Mainstream Media.” Policy Research Working of Reasoning, Judgment, and Social Cognition.” Paper 6407, World Bank, Washington, DC. Annual Review of Psychology 59 (January): 255–78. Bernard, Tanguy, Stefan Dercon, Kate Orkin, and Fehr, Ernst, and Karla Hoff. 2011. “Introduction: Tastes, Alemayehu Seyoum Taffesse. 2014. “The Future in Castes and Culture: The Influence of Society on Mind: Aspirations and Forward-Looking Behaviour Preferences.” Economic Journal 121 (556): F396–412. in Rural Ethiopia.” Working Paper, Centre for the Feigenberg, Benjamin, Erica Field, and Rohini Pande. Study of A­ frican Economies, University of Oxford. 2013. “The Economic Returns to Social Interaction: Bernard, Tanguy, Stefan Dercon, and Alemayehu Experimental Evidence from Microfinance.” Review Seyoum Taffesse. 2011. “Beyond Fatalism: of Economic Studies 80 (4): 1459–83. An Empirical Exploration of Self-Efficacy and Freese, Jeremy. 2009. “Preferences.” In The Oxford Aspirations Failure in Ethiopia.” Discussion Paper Handbook of Analytical Sociology, edited by Peter 01101, International Food Policy Research Institute, Hedström and Peter Bearman, 94–114. Oxford, U.K.: Washington, DC. http://www.ifpri.org/sites/default/ Oxford University Press. files/publications/ifpridp01101.pdf. Friedman, Milton. 1953. Essays in Positive Economics, Bernard, Tanguy, and Alemayehu Seyoum Taffesse. 2014. Vol. 231. Chicago: University of Chicago Press. “Aspirations: An Approach to Measurement with Fryer, Roland G., Jr., Steven D. Levitt, John List, Validation Using Ethiopian Data.” Journal of African and Sally Sadoff. 2012. “Enhancing the Efficacy of Economies 23 (2): 189–224. doi: 10.1093/jae/ejt030. Teacher Incentives through Loss Aversion: A Field Experiment.” Working Paper 18237, National Bureau Bertrand, Marianne, and Adair Morse. 2011. “Information of Economic Research, Cambridge, MA. Disclosure, Cognitive Biases, and Payday Borrowing.” Gertler, Paul, James Heckman, Rodrigo Pinto, Journal of Finance 66 (6): 1865–93. Arianna Zanolini, Christel Vermeersch, Susan Walker, Bettinger, Eric P., Bridget Terry Long, Philip Oreopoulos, Susan M. Chang, and Sally Grantham-McGregor. and Lisa Sanbonmatsu. 2012. “The Role of Application 2014. “Labor Market Returns to an Early Childhood Assistance and Information in College Decisions: Stimulation Intervention in Jamaica.” Science 344 Results from the H&R Block Fafsa Experiment.” (6187): 998–1001. Quarterly Journal of Economics 127 (3): 1205–42. Gilovich, Thomas, Dale Griffin, and Daniel Kahneman. Bornstein, Marc H., and Diane L. Putnick. 2012. “Cognitive 2002. Heuristics and Biases: The Psychology of Intuitive and Socioemotional Caregiving in Developing Judgment. Cambridge, U.K.: Cambridge University Countries.” Child Development 83 (1): 46–61. Press. Bourdieu, Pierre. 1977. Outline of a Theory of Practice. Giné, Xavier, Cristina Martinez Cuellar, and Rafael Cambridge, U.K.: Cambridge University Press. Keenan Mazer. 2014. “Financial (Dis-)Information: Brock, J. Michelle, Andreas Lange, and Kenneth L. Leonard. Evidence from an Audit Study in Mexico.” Policy Forthcoming. “Generosity and Prosocial Behavior in Research Working Paper 6902, World Bank, Health Care Provision: Evidence from the Laboratory Washington, DC. and Field.” Journal of Human Resources. Goldstein, Daniel G. 2009. “Heuristics.” In The Oxford Cameron, Lisa, Manisha Shah, and Susan Olivia. 2013. Handbook of Analytical Sociology, edited by “Impact Evaluation of a Large-Scale Rural Sanitation Peter Hedström and Peter Bearman, 140–67. Project in Indonesia.” Policy Research Working Oxford, U.K.: Oxford University Press. Paper 6360, World Bank, Washington, DC. Guyon, Nina, and Elise Huillery. 2014. “The Aspiration- Cohen, Geoffrey L., Julio Garcia, Valerie Purdie-Vaughns, Poverty Trap: Why Do Students from Low Social Nancy Apfel, and Patricia Brzustoski. 2009. “Recursive Background Limit Their Ambition? Evidence from Processes in Self-Affirmation: Intervening to Close France.” Working Paper, Department of Economics, the Minority Achievement Gap.” Science 324 (5925): Sciences Po, Paris. 400–03. 23 ‫عرض عام‬ Mullainathan, Sendhil, and Eldar Shafir. 2013. Scarcity: Habyarimana, James, and William Jack. 2011. “Heckle Why Having Too Little Means So Much. New York: and Chide: Results of a Randomized Road Safety Intervention in Kenya.” Journal of Public Economics Henry Holt. 95 (11): 1438–46. Patil, S. R., B. F. Arnold, A. L. Salvatore, B. Briceno, Hall, Crystal C., Jiaying Zhao, and Eldar Shafir. 2014. S. Ganguly, J. Colford Jr., and P. J. Gertler. 2014. “Self- Affirmation among the Poor: Cognitive “The Effect of India’s Total Sanitation Campaign and Behavioral Implications.” Psychological Science on Defecation Behaviors and Child Health in Rural 25 (2): 619–2.5 Henrich, Joseph, Robert Boyd, Samuel Bowles, Madhya Pradesh: A Cluster Randomized Controlled Colin Camerer, Ernst Fehr, Herbert Gintis, and Richard Trial.” PLoS Med 11 (8): e1001709. doi: 10.1371/journal. McElreath. 2001. “In Search of homo economicus: pmed.1001709. Behavioral Experiments in 15 Small-Scale Societies.” Pop-Eleches, Cristian, Harsha Thirumurthy, American Economic Review 91 (2): 73–78. James Habyarimana, Joshua Graff Zivin, Hoff, Karla, and Priyanka Pandey. 2006. “Discrimination, Social Identity, and Durable Inequalities.” American Markus Goldstein, Damien de Walque, Leslie Mackeen, Economic Review 96 (2): 206–11. Jessica Haberer, John Sidle, and Duncan Ngare. 2011. ————. 2014. “Making Up People: The Effect of Identity “Mobile Phone Technologies Improve Adherence to on Performance in a Modernizing Society.” Antiretroviral Treatment in Resource-Limited Settings: Journal of Development Economics 106: 118–31. A Randomized Controlled Trial of Text Message Jensen, Robert, and Emily Oster. 2009. “The Power of TV: Cable Television and Women’s Status in India.” Reminders.” AIDS 25 (6): 825–34. Quarterly Journal of Economics 124 (3): 1057–94. Ridgeway, Cecilia L. 2011. Framed by Gender: How Gender Kahan, Dan M., Ellen Peters, Erica Cantrell Dawson, Inequality Persists in the Modern World. Oxford, U.K.: and Paul Slovic. 2013. “Motivated Numeracy and Oxford University Press. Enlightened Self-Government.” Working Paper, Samuelson, Paul A. 1938. “The Empirical Implications Cultural Cognition Project, Yale Law School, New Haven, CT. of Utility Analysis.” Econometrica 6 (4): 344–56. Kahneman, Daniel. 2003. “Maps of Bounded Rationality: Smith, Adam. (1759) 1976. The Theory of Moral Sentiments. Psychology for Behavioral Economics.” American London: Millar. Glasgow Bicentenary Edition, edited Economic Review 93 (5): 1449–75. by D. D. Raphael and A. L. Macfie. Oxford, U.K.: Karlan, Dean, Melanie Morten, and Jonathan Zinman. Oxford University Press. 2012. “A Personal Touch: Text Messaging for Loan Repayment.” Working Paper 17952, National Bureau ————. (1776) 1976. An Inquiry into the Nature and Causes of Economic Research, Cambridge, MA. of the Wealth of Nations. London: Millar. Glasgow Kaur, Supreet, Michael Kremer, and Sendhil Mullainathan. Bicentenary Edition, edited by D. D. Raphael and A. 2014. “Self-Control at Work.” Working Paper, L. Macfie. Oxford, U.K.: Oxford University Press. Harvard University, Cambridge, MA. Sunstein, Cass. 2014. Why Nudge? The Politics of Libertarian Kleinman, Arthur. 2006. What Really Matters: Living a Moral Life amidst Uncertainty and Danger. Oxford, U.K.: ­Paternalism. New Haven, CT: Yale University Press. Oxford University Press. Thaler, Richard H., and Cass R. Sunstein. 2008. Nudge: Kremer, Michael, and Rachel Glennerster. 2011. “Improving Improving Decisions about Health, Wealth, and Happiness. Health in Developing Countries: Evidence from New Haven, CT: Yale University Press. Randomized Evaluations.” In Handbook of Health Vasilaky, Kathryn, and Kenneth L. Leonard. 2013. “As Good Economics, Vol. 2., edited by Thomas G. McGuire, Mark V. Pauly, and Pedro P. Barros, 201–315. as the Networks They Keep? Improving Farmers’ Amsterdam: Elsevier. Social Networks via Randomized Information Kremer, Michael, Edward Miguel, Sendhil Mullainathan, Exchange in Rural Uganda.” Working Paper, Clair Null, and Alix Peterson Zwane. 2009. “Making University of Maryland, College Park. Water Safe: Price, Persuasion, Peers, Promoters, or Waterkeyn, Juliet, and Sandy Cairncross. 2005. “Creating Product Design.” Unpublished manuscript. La Ferrara, Eliana, Alberto Chong, and Suzanne Duryea. Demand for Sanitation and Hygiene through 2012. “Soap Operas and Fertility: Evidence from Community Health Clubs: A Cost-Effective Brazil.” American Economic Journal: Applied Economics Intervention in Two Districts in Zimbabwe.” Social 4 (4): 1–31. Science and Medicine 61 (9): 1958–70. Mani, Anandi, Sendhil Mullainathan, Eldar Shafir, Wiener, E. L., and D. C. Nagel. 1988. Human Factors and Jiaying Zhao. 2013. “Poverty Impedes Cognitive Function.” Science 341 (6149): 976–80. in ­Aviation. London: Academic Press. Martinsson, P., N. Pham-Khanh, and C. Villegas-Palacio. Xu, Lisa, and Bilal Zia. 2012. “Financial Literacy in the 2013. “Conditional Cooperation and Disclosure in Developing World.” Policy Research Working Paper Developing Countries.” Journal of Economic Psychology 6107, World Bank, Washington, DC. 34: 148–55. ‫محتويات‬ ‫تقرير عن التنمية في العالم ‪2015‬‬ ‫المحتويات‬ ‫توطئة‬ ‫شكر وتقدير‬ ‫اختصارات‬ ‫عرض عام‪ :‬اتخاذ القرار البشري وسياسات التنمية‬ ‫الول‪ :‬التوسع في فهم السلوك البشري‬ ‫الجزء أ‬ ‫من أجل التنمية االقتصادية‪ :‬إطار مفاهيم‬ ‫التفكير التلقائي‬ ‫ ‬ ‫‪1‬‬ ‫التفكير االجتماعي‬ ‫‪ 2‬‬ ‫نقطة التركيز ‪ :1‬حين يكون الفساد هو العرف السائد‬ ‫التفكير وفق نماذج ذهنية‬ ‫‪ 3‬‬ ‫نقطة التركيز ‪ :2‬التعليم الترفيهي‬ ‫الجزء الثاني‪ :‬المنظوران النفسي واالجتماعي للسياسات‬ ‫الفقر‬ ‫‪ 4‬‬ ‫نقطة التركيز ‪ :3‬إلى أي حد نفهم سياق الفقر؟‬ ‫تنمية الطفولة المبكرة‬ ‫ ‬ ‫‪5‬‬ ‫مالية أ‬ ‫السرة‬ ‫‪ 6‬‬ ‫النتاجية‬ ‫إ‬ ‫‪ 7‬‬ ‫نقطة التركيز ‪ :4‬استخدام أ‬ ‫النثربولوجيا الوصفية في فهم مكان العمل‬ ‫الصحة‬ ‫ ‬ ‫‪8‬‬ ‫تغير المناخ‬ ‫‪ 9‬‬ ‫نقطة التركيز ‪ :5‬تشجيع الحفاظ على المياه في كولومبيا‬ ‫الجزء الثالث‪ :‬تحسين عمل التنمية المهنيون‬ ‫انحيازات عمل المهنيين القائمين على التنمية‬ ‫‪ 0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الجراءات التدخلية المعدلة‬‫التصميم المعدل‪ ،‬إ‬ ‫‪ 11‬‬ ‫نقطة التركيز ‪ :6‬لماذا يجب أن تشكل الحكومات اختيارات فردية؟‬ ‫المراجعة البيئية‬ ‫بيان بالمنافع البيئية‬ ‫البنك الدولي ملتزم بالحفاظ على الغابات والموارد‬ ‫وأدى ذلك إلى توفير‪:‬‬ ‫الطبيعية المعرضة للخطر‪ .‬واختار قسم النشر‬ ‫•  ‪ 24‬شجرة‬ ‫والمعارف أن يطبع العرض عام لتقرير عن التنمية‬ ‫•  ‪ 11‬مليون وحدة حرارية‬ ‫في العالم ‪ :2015‬العقل‪ ،‬والمجتمع‪ ،‬والسلوك‬ ‫بريطانية من إجمالي‬ ‫باستخدام ورق معاد تدويره من ألياف نفايات‬ ‫استهالك الطاقة‬ ‫المستهلكين بنسبة ‪ 50‬في المائة‪ ،‬وذلك وفقاً للمعايير‬ ‫•  ‪ 2,068‬رطال من صافي‬ ‫الموصى بها الخاصة باستخدام الورق التي وضعتها‬ ‫غازات الدفيئة‬ ‫مبادرة الصحافة الخضراء‪ ،‬وهي برنامج غير هادف‬ ‫•  ‪ 11,218‬جالونا من المياه‬ ‫للربح يساند الناشرين في مجال استخدام األلياف‬ ‫العادمة‬ ‫المأخوذة من مصادر غير الغابات المعرضة للخطر‪.‬‬ ‫•  ‪ 751‬رطال من النفايات الصلبة‬ ‫للمزيد من المعلومات‪ ،‬يُرجى زيارة الموقع التالي‪:‬‬ ‫‪.www.greenpressinitiative.org‬‬ ‫العقل والمجتمع والسلوك‬ ‫لقد حان الوقت لتعديل تصميم اقتصاديات التنمية‪ .‬ففي العقود القليلة الماضية‪ ،‬أتاحت‬ ‫البحوث في مختلف العلوم الطبيعية واالجتماعية رؤى مذهلة لكيفية تفكير البشر واتخاذهم‬ ‫الول من سياسات التنمية كان يستند إلى افتراض أن البشر‬ ‫قراراتهم‪ .‬وفي حين أن الجيل أ‬ ‫يتخذون القرار بشكل متدبر ومستقل‪ ،‬وعلى أساس أفضليات دائمة وذاتية االهتمام‪ ،‬تبين‬ ‫البحوث الحديثة أن اتخاذ القرار نادرا ما يتم بهذا الشكل‪ .‬فالناس يفكرون تفكيرا تلقائيا‪:‬‬ ‫فحين يتخذون القرار يعتمدون عادة على ما يرد إلى الذهن بال مجهود‪ .‬والناس يفكرون‬ ‫الكبر من سلوكهم وكثير من الناس‬ ‫فالعراف االجتماعية توجه القدر أ‬ ‫أيضا تفكيرا اجتماعيا‪ :‬أ‬ ‫الخرون يقومون بالشيء نفسه‪ .‬والناس يفكرون وفق نماذج ذهنية‪:‬‬ ‫يفضلون التعاون مادام آ‬ ‫فما يتصورونه وكيف يفسرونه يعتمد على المفاهيم ووجهات النظر في العالم والتي تُستمد‬ ‫من مجتمعاتهم ومن تاريخهم المشترك‪.‬‬ ‫ويقدم تقرير عن التنمية في العالم ‪ 2015‬نظرة واقعية عن كيفية تطبيق هذه الرؤى على‬ ‫الكثر ثراء في السلوك البشري يمكن أن تساعد‬ ‫سياسة التنمية‪ .‬ويوضح كيف أن وجهة النظر أ‬ ‫على تحقيق أهداف التنمية في كثير من المجاالت‪ ،‬بما في ذلك تنمية الطفولة المبكرة‪ ،‬ومالية‬ ‫السرة‪ ،‬والنتاجية‪ ،‬والصحة‪ ،‬وتغير المناخ‪ .‬ويبين أيضا كيف أن وجهة النظر أ‬ ‫الكثر دقة‬ ‫أ‬ ‫إ‬ ‫للجراءات التدخلية‪ .‬بل إن إحداث تعديالت بسيطة‬ ‫للسلوك البشري توفر أدوات جديدة إ‬ ‫الفضليات االجتماعية‪،‬‬‫على سياق صنع القرار‪ ،‬وتصميم الجراءات التدخلية استنادا إلى فهم أ‬ ‫إ‬ ‫الفراد لتجارب جديدة ووسائل تفكير قد تتيح لهم تحسين حياتهم‪.‬‬ ‫وتعريض أ‬ ‫لعمال التنمية‪ .‬فهو يوضح أن الفقر ليس ببساطة‬ ‫إن هذا التقرير يفتح آفاقا مثيرة جديدة أ‬ ‫حالة من الحرمان المادي‪ ،‬بل هو أيضا “ضريبة” على الموارد المعرفية التي تؤثر على جودة‬ ‫عملية اتخاذ القرار‪ .‬ويشدد على أن البشر كافة‪ ،‬بمن فيهم الخبراء وصانعو السياسات‪ ،‬عرضة‬ ‫لمؤثرات نفسية واجتماعية على التفكير وبوسع منظمات التنمية أن تستفيد من إجراءات تعمل‬ ‫على تحسين عملية التشاور وصنع القرار‪ .‬ويعرض أيضا الحاجة إلى مزيد من االكتشافات‬ ‫والتعلم والتعديل في تصميم السياسات وتنفيذها‪ .‬إن النهج الجديد القتصاديات التنمية‬ ‫يبشر بنجاح هائل‪ .‬كما أن نطاق تطبيقه شاسع‪ .‬فهذا التقرير يعرض أجندة جديدة مهمة‬ ‫لدوائر التنمية‪.‬‬ ‫مجموعة البنك الدو‬ ‫‪SKU 32884‬‬