‫ال�ق أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‬ ‫� ش‬ ‫ف‬ ‫تقرير عن التنمية ي‬ ‫ما بعد ندرة المياه‪:‬‬ ‫ال�ق أ‬ ‫الوسط‬ ‫� ش‬ ‫الما� ف‬ ‫أ‬ ‫المن ئ‬ ‫ي ي‬ ‫وشمال أفريقيا‬ ‫عرض عام‬ ‫ما بعد ندرة المياه‬ ‫تقرير عن التنمية في الشرق أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‬ ‫ما بعد ندرة المياه‬ ‫أ‬ ‫المن المائي في الشرق أ‬ ‫الوسط‬ ‫وشمال أفريقيا‬ ‫عرض عام‬ ‫ال�ق الأوسط وشمال أفريقيا‪.‬‬ ‫� ش‬ ‫الما� ف‬ ‫ئ‬ ‫المن ي ي‬ ‫يتضمن هذا الكتيب فكرة عامة وقائمة محتويات تقرير ما بعد ندرة المياه‪ :‬أ‬ ‫التال‪:‬‬ ‫ش‬ ‫ئ‬ ‫النها� الكامل‪ ،‬حالما يتم ن�ه‪ ،‬عىل الموقع ي‬ ‫ي‬ ‫‪ .DOI: 10.1596/978-1-4648-1144-9‬ستتاح نسخة بصيغة ‪ PDF‬من التقرير‬ ‫‪ https://openknowledge.worldbank.org/‬ويمكن طلب نسخ مطبوعة من هذا الموقع‪ .http://Amazon.com :‬ويُرجى استخدام‬ ‫بترصف‪.‬‬ ‫ف‬ ‫النتاج واالقتباس ّ‬‫� أغراض االستشهاد وإعادة إ‬ ‫النسخة النهائية من التقرير ي‬ ‫والتعم� ‪The World Bank V-W © /‬‬ ‫ي‬ ‫الدول للإنشاء‬ ‫ي‬ ‫البنك‬ ‫‪V-1YT H Street NW, Washington, DC 1818‬‬ ‫ال ت‬ ‫ن�نت‪www.worldbank.org :‬‬ ‫هاتف‪ ،202-473-1000 :‬موقع إ‬ ‫بعض الحقوق محفوظة‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫والتفس�ات واالستنتاجات الواردة ي‬ ‫ي‬ ‫الدول مع إسهامات خارجية‪ .‬وال تشكِّل النتائج‬ ‫ي‬ ‫خ�اء مجموعة البنك‬ ‫هذه المطبوعة نتاج عمل ب‬ ‫الدول‬ ‫البنك‬ ‫يضمن‬ ‫وال‬ ‫يمثلونها‪.‬‬ ‫التنفيذي�‪ ،‬أو الحكومات ت‬ ‫ال�‬ ‫ين‬ ‫مديريه‬ ‫مجلس‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫الدول‬ ‫البنك‬ ‫نظر‬ ‫وجهات‬ ‫هذا العمل ض‬ ‫بال�ورة‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫حكْم‬ ‫� هذا الدليل أي ُ‬ ‫ن‬ ‫بينة عىل أي خريطة ي‬ ‫واللوان والمسميات وأي معلومات أخرى ُ‬ ‫م ّ‬ ‫تع� الحدود‬ ‫القانو� أ‬ ‫دقة البيانات الواردة فيه‪ .‬وال ي‬ ‫لي إقليم أو موافقة عىل هذه الحدود أو قبول لها‪.‬‬ ‫ن‬ ‫الوضع‬ ‫الدول عىل‬ ‫من جانب البنك‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الدول‪ ،‬فجميعها‬ ‫ال� يتمتع بها البنك‬ ‫ت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫يعت� قيدا عىل‪ ،‬أو تخليا عن‪ ،‬االمتيازات والحصانات ي‬ ‫وليس بهذه الوثيقة ما يشكل أو ما ب‬ ‫محفوظة عىل ٍ‬ ‫نحو محدد‪.‬‬ ‫والذن بالطبع ش‬ ‫والن�‬ ‫الحقوق إ‬ ‫البداعي ‪3.0 IGO license (CC BY 3.0 IGO) http://creativecom-mons.org/‬‬ ‫هذه المطبوعة متاحة بموجب رخصة المشاع إ‬ ‫للغراض التجارية‪،‬‬‫‪ .licenses/by/3.0/igo‬وبموجب هذه الرخصة‪ ،‬يحق لك نسخ هذا العمل وتوزيعه ونقله واقتباسه‪ ،‬بما ف� ذلك أ‬ ‫ي‬ ‫مع ت ز‬ ‫االل�ام ش‬ ‫بال�وط التالية‪:‬‬ ‫أ‬ ‫االل�ام بالصيغة التالية عند االستشهاد بهذا العمل‪ :‬البنك الدول‪ .2017 .‬ما بعد ندرة المياه‪ :‬المن ئ‬ ‫الما�‬ ‫نسبة العمل لصاحبه—– يرجى ت ز‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫البداعي ‪CC BY 3.0 IGO‬‬ ‫ت‬ ‫الدول‪ ،‬واشنطن‪ .‬ال�خيص‪ :‬نسب المشاع إ‬ ‫ي‬ ‫ال�ق الأوسط وشمال أفريقيا‪ .‬كتيب العرض العام‪ .‬البنك‬ ‫� ش‬‫ف‬ ‫ي‬ ‫االقتباسات— إذا قمت باالقتباس من هذا العمل‪ ،‬يُرجى إضافة صيغة إخالء المسؤولية التالية جنباً إىل جنب مع نسبة العمل إىل صاحبه‪:‬‬ ‫� االقتباس تقع مسؤوليتها حرصياً عىل عاتق كاتب‬ ‫هذا اقتباس من عمل أصل للبنك الدول‪ .‬ووجهات النظر والآراء المع� عنها ف‬ ‫ي‬ ‫ُ ب َّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫االقتباس وحده‪ ،‬وال ُيقرها البنك ي‬ ‫الدول‪.‬‬ ‫� هذا العمل‪ .‬ولذا‪،‬‬ ‫ف‬ ‫المحتوى المملوك من قبل أطراف أخرى— ال يمتلك البنك الدول ض‬ ‫المحتوى المتضمن ي‬ ‫ف‬ ‫بال�ورة جميع مكونات‬ ‫ي‬ ‫� هذا العمل بحقوق ي‬ ‫الغ�‪ .‬وتقع‬ ‫للغ� أو جزء منه ووارد ي‬ ‫كون منفرد مملوك ي‬ ‫م ِّ‬ ‫الدول ال يضمن أال يمس استخدام أي ُ‬ ‫ي‬ ‫فإن البنك‬ ‫كون من هذا العمل‪ ،‬فإنك‬ ‫ُ ِّ‬ ‫م‬ ‫استخدام‬ ‫تعيد‬ ‫أن‬ ‫أردت‬ ‫وإذا‬ ‫وحدك‪.‬‬ ‫عاتقك‬ ‫عىل‬ ‫المساس‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫تنشأ‬ ‫قد‬ ‫مطالبات‬ ‫أي‬ ‫مخاطر‬ ‫لعادة االستخدام والحصول عىل إذن من صاحب‬ ‫ض‬ ‫أ‬ ‫يقت� الحصول عىل ترخيص إ‬ ‫ي‬ ‫تتحمل المسؤولية عن تحديد ما إذا كان المر‬ ‫الشكال أو الصور‪.‬‬ ‫عىل سبيل المثال ال الحرص‪ ،‬الجداول أو أ‬ ‫المثلة عىل المكونات‪،‬‬ ‫حقوق الملكية أم ال‪ .‬ومن أ‬ ‫التال‪:‬‬ ‫وال�اخيص أ‬ ‫ويجب توجيه جميع االستفسارات عن الحقوق ت‬ ‫الدول عىل العنوان ي‬ ‫ي‬ ‫والذون إىل إدارة مطبوعات البنك‬ ‫‪World Bank Publications, The World Bank Group, 1818 H .Street NW, Washington, DC 20433, USA‬‬ ‫و�‪pubrights@worldbank.org :‬‬ ‫ال�يد إ ت ن‬ ‫اللك� ي‬ ‫ب‬ ‫تصميم الغالف‪Critical Stages, LLC :‬‬ ‫صورة الغالف‪ .Pier Giorgio Carloni/Shutterstock.com :‬اس ُتخدمت بإذن‪ ،‬ويجب الحصول عىل إذن آخر عند إعادة استخدامها‪.‬‬ ‫محتويات العرض العام‬ ‫‪ix‬‬ ‫توطئة ‬ ‫‪xiii‬‬ ‫شكر وتقدير ‬ ‫عرض عام  التحديات ‪ -‬والحلول ‪ -‬المائية في المنطقة تتجاوز كثيراً‬ ‫‪1‬‬ ‫حدود ندرة المياه‬ ‫‪6‬‬ ‫؟‬ ‫الول‪ :‬هل تدار الموارد المائية في المنطقة باستدامة وكفاءة ‬ ‫السؤال أ‬ ‫‪12‬‬ ‫نحو منتظم وميسور التكلفة ‬ ‫؟‬ ‫تقدم خدمات المياه على ٍ‬ ‫السؤال الثاني‪ :‬هل َّ‬ ‫السؤال الثالث‪ :‬هل يتم التعرف على المخاطر المرتبطة بالمياه‬ ‫‪17‬‬ ‫وتخفيف آثارها كما ينبغي ‬ ‫؟‬ ‫‪22‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫تحول في أوضاع المياه‪ :‬فرص وحلول للمن المائ ‬ ‫إحداث ّ‬ ‫‪27‬‬ ‫مالحظات ‬ ‫‪27‬‬ ‫ثبت المراجع ‬ ‫‪v‬‬ ‫محتويات الكتاب‬ ‫مقدمة ‬ ‫الفصل الأول‪ :‬ندرة الميا ‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫سبب أهمية أ‬ ‫المن المائ ‬ ‫التحدي المائي أمام المنطقة في سياق عالم ‬ ‫ي‬ ‫الوسط وشمال أفريقي ا‬ ‫عناصر أ‬ ‫المن المائي في الشرق أ‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬لمحة عن الأمن المائي في الشرق الأوسط وشمال أفريقي ‬ ‫ا‬ ‫إدارة الموارد المائي ‬ ‫ة‬ ‫تقديم خدمات الميا ‬ ‫ه‬ ‫تخفيف المخاطر المرتبطة بالميا ‬ ‫ه‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬العائد من الأمن المائ ‬ ‫ي‬ ‫تحديات وأولويات ناشئ ‬ ‫ة‬ ‫ة‬ ‫طول ‬‫الم‬ ‫زمات‬ ‫السعي إلى تحقيق أ‬ ‫المن المائي خالل أ‬ ‫ال‬ ‫ُ ّ‬ ‫ي‬ ‫إحداث تحول في الموارد المائية‪ :‬الفرص والحلول نحو أ‬ ‫المن المائ ‬ ‫ّ‬ ‫المرفق ألف‪ :‬لمحة عن كل بلد‬ ‫‪vii‬‬ ‫توطئة‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا واستقرارها‪،‬‬‫المن المائي تحدياً محورياً أمام تنمية منطقة الشرق أ‬ ‫يشكّل أ‬ ‫المل في أن‬‫وهو تحد يثير قدرا من االهتمام يتجاوز حدود قطاع المياه بكثير؛ لذا يحدونا أ‬ ‫ٍّ‬ ‫تثير االستنتاجات التي يسفر عنها هذا التقرير نقاشاً‪ ،‬ال بين جمهور المتخصصين فحسب‪،‬‬ ‫أ‬ ‫القليمي‪ ،‬ومن‬ ‫بل أيضاً بين طائفة من الطراف الفاعلة وواضعي السياسات على الصعيد إ‬ ‫ضمنهم ممثلو الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني وشركات المرافق‪.‬‬ ‫نظراً لندرة المياه نسبيا‪ ،‬فإن المياه كانت دائماً مصدراً للفرص والمخاطر في المنطقة‪ .‬وطوال‬ ‫آالف السنين‪ ،‬ساهمت االستثمارات واالبتكارات في مجال إدارة المياه في التنمية االجتماعية‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬وفي تحقيق إنجازات غير عادية يسرت الوصول إليها إمدادات المياه آ‬ ‫المنة‬ ‫ّ‬ ‫فيم تختلف تحديات المياه في يومنا هذا عنها منذ عقد‬ ‫والزراعة المروية‪ .‬قد يتساءل المرء‪َ :‬‬ ‫للمن المائي أن يسهم في رفاهة المنطقة اقتصادياً‬ ‫أو حتى قرن من الزمان؟ وكيف يمكن أ‬ ‫واجتماعياً وبيئياً‪ ،‬وفي مسارها نحو السالم واالستقرار؟‬ ‫الجابة عن هذين السؤالين في التطور السريع الذي شهده السياق االجتماعي االقتصادي‬‫تكمن إ‬ ‫أ‬ ‫والبيئي والسياسي في الشرق الوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬وهو السياق الذي يتسم بارتفاع معدالت‬ ‫الزيادة السكانية (البالغة نحو ‪ 2‬في المائة سنوياً)‪ ،‬وال سيما ّ‬ ‫توسع المدن‪ ،‬حيث يُتوقع أن‬ ‫يتضاعف عدد سكان المدن في المنطقة بحلول عام ‪ 2050‬إلى نحو ‪ 400‬مليون نسمة‪.‬‬ ‫إن االستهالك المتزايد‪ ،‬مقروناً بالمياه ّ‬ ‫المقومة بأقل من قيمتها وعدم كفاية ترتيبات الحوكمة‬ ‫النفاذ‪ ،‬يؤدي إلى نضوب موارد المياه‪ ،‬وال سيما المياه الجوفية‪ ،‬بمعدل غير مسبوق‪.‬‬ ‫وضعف إ‬ ‫ً‬ ‫أضف إلى ذلك أيضا أن المفاضالت غير المدارة على محور المياه والطاقة والغذاء تساهم‬ ‫في االستغالل المفرط للموارد المائية‪.‬‬ ‫‪ix‬‬ ‫ما بعد ندرة المياه‬ ‫‪ x‬‬ ‫ويشكّل تغير المناخ مجموعة أخرى من الضغوط على هذا السياق السريع التطور‪ ،‬حيث‬ ‫تستدعي آثار تغير المناخ السلبية على كميات المياه المتاحة تدابير عاجلة لتخصيص المياه‬ ‫واستخدامها بأسلوب أكثر حكمة‪ .‬كما يُسفر تغير المناخ أيضاً عن ظواهر مناخية متطرفة أكثر‬ ‫تكراراً وأشد قسوة‪ ،‬وهذا سيزيد بدوره مخاطر الجفاف والفيضانات‪ ،‬مما سيلحق ضرراً غير‬ ‫متناسب بالفقراء‪.‬‬ ‫الشد هشاشة هي في الوقت نفسه البلدان التي‬ ‫وإنه لمما يؤسف له أن كثيراً من البلدان أ‬ ‫الوسط وشمال‬ ‫تعاني أشد المعاناة من الجهاد المائي‪ .‬وما يدعو للرثاء أن منطقة الشرق أ‬ ‫إ‬ ‫والجهاد المائي‬ ‫آ‬ ‫أفريقيا ظلت تعاني من االضطرابات منذ سنوات وحتى الن‪ .‬ويكشف الصراع إ‬ ‫مواطن ضعف نُظم إدارة المياه الحالية‪ ،‬التي كانت ذات يوم تقدم الخدمات لمواطنيها‬ ‫أمس الحاجة إليها‪.‬‬ ‫آ‬ ‫لكنها تخذلهم الن وهم في ّ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‬ ‫على الرغم من أن تحديات الموارد ستظل مضنية‪ ،‬فإن منطقة الشرق أ‬ ‫أمامها فرصة للتوسع في استخدام االبتكارات في المؤسسات والتكنولوجيا‪ .‬وكما يبين هذا‬ ‫المحسنة لتقييم وتخصيص الموارد المائية برهنت على ضمان استخدام‬ ‫التقرير‪ ،‬فإن آ‬ ‫الليات‬ ‫ّ‬ ‫أوفر إنتاجاً للمياه في بقاع كثيرة من العالم‪ ،‬ومع ذلك تظل غير مستغلة نسبياً في المنطقة‪.‬‬ ‫فبإمكان المنطقة أن تتغلب على ندرة المياه باعتبارها قيدا على النمو والرفاهة‪ ،‬وتزيد قدرتها‬ ‫المطولة‪ ،‬كتقلب المناخ أو الجفاف أو تدفق الالجئين‪ ،‬مع‬ ‫على تحمل الصدمات أ‬ ‫والزمات‬ ‫ّ‬ ‫تلبيتها في الوقت نفسه االحتياجات النسانية العاجلة أ‬ ‫كالمن المائي والغذائي‪.‬‬ ‫إ‬ ‫في ضوء السياق االجتماعي المعقد سريع التطور‪ ،‬يبين هذا التقرير أيضاً أن أ‬ ‫المن المائي‬ ‫ّ‬ ‫يُعنى بما هو أكثر بكثير من مجرد التأقلم مع ندرة المياه‪ .‬فهو يستلزم ضمان توفير مياه‬ ‫ميسورة التكلفة وعالية الجودة للمواطنين لتعزيز العالقات بين مقدمي الخدمات والعمالء‬ ‫والمساهمة في تجديد العقد االجتماعي الداعي إلى مزيد من الشفافية والمساءلة‪.‬‬ ‫كما يتطلب أ‬ ‫المن المائي أيضاً إدارة آثار الهجرة على إمدادات المياه لكي نضمن‪ ،‬في ظل‬ ‫مستويات تاريخية من النزوح‪ ،‬تم ّتع كل من المجتمعات المضيفة ومجتمعات الالجئين‬ ‫بإمكانية الوصول إلى الموارد المائية بشكل منصف ومنتظم دون التسبب في تدهورها‪.‬‬ ‫الهمية يتطلب عمال ً على ثالثة أصعدة‪ :‬تعتبر‬ ‫إن المضي قُدماً في هذه أ‬ ‫الجندة البالغة أ‬ ‫القليمية الحالية‪ ،‬كالبرامج والمجالس التي تساندها جامعة‬ ‫شبكات المسؤولين العموميين إ‬ ‫أ‬ ‫الدول العربية ومنظمة أ‬ ‫المم المتحدة للغذية والزراعة‪ ،‬محوراً أساسياً للوصول إلى االلتزام‬ ‫الصالحات المطلوبة في مجال السياسات واالستثمارات العامة والخاصة‪.‬‬ ‫السياسي تجاه إ‬ ‫‪xi‬‬ ‫ةئطوت‬ ‫ ‬ ‫وعلى الصعيد الفني‪ ،‬ينبغي للحكومات أن تعمل مع القطاع الخاص وأن تشارك في‬ ‫القليمية بين المتخصصين في مجال المياه‪ ،‬كالجمعية العربية لمرافق المياه‪،‬‬ ‫التفاعالت إ‬ ‫التي تتيح فرصاً للتعلم وتبادل أفضل الممارسات بشأن الحلول المتعلقة بمشكلة المياه‪ .‬كما‬ ‫أن للمجتمع المدني‪ ،‬وال سيما شباب المنطقة‪ ،‬دوراً أساسياً في زيادة الوعي بقيمة المياه‬ ‫والحاجة إلى القيام بمزيد من التدابير دعماً لمستقبل مستدام‪.‬‬ ‫هناك الكثير على المحكّ ‪ .‬وستحتاج المنطقة إلى مضاعفة جهودها في زمننا هذا‪ ،‬زمن الندرة‬ ‫الحادة في المياه‪ ،‬لكي تدير تحديات المياه التي تواجهها منذ القدم‪ .‬ويقف البنك الدولي‬ ‫على أهبة االستعداد للعمل في شراكة مع الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص‪،‬‬ ‫فضال عن المنظمات القليمية والدولية‪ ،‬لتعزيز أ‬ ‫المن المائي في المنطقة‪.‬‬ ‫إ‬ ‫ً‬ ‫جوانجزي شين‬ ‫حافظ غان ‬ ‫م‬ ‫مدير أول‬ ‫نائب الرئي ‬ ‫س‬ ‫قطاع الممارسات العالمية للمياه‬ ‫أ‬ ‫منطقة الشرق الوسط وشمال أفريقي ا‬ ‫البنك الدولي‬ ‫البنك الدول ‬ ‫ي‬ ‫شكر وتقدير‬ ‫هذا التقرير هو نتاج دراسات ومشاورات متعددة أجراها وكلف بإجرائها البنك الدولي‪ .‬وأعد‬ ‫هذا التقرير فريق بقيادة كلوديا سادوف‪ ،‬وإدواردو بورجوميو‪ ،‬ومشاركة دامبودزو موزيندا‪،‬‬ ‫وأندرز ياجرسكوج‪ ،‬وساندي روكستول‪ ،‬وزمالء من قطاع الممارسات العالمية للمياه في‬ ‫القليمية ومكاتب البلدان المعنية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫منطقة الشرق الوسط وشمال أفريقيا ووحدات إ‬ ‫الدارة إ‬ ‫وتلقى الفريق مساندة وتوجيهاً من ستيفن شونبرجر (مدير قطاع الممارسات العالمية‬ ‫القليمية في المنطقة)‪،‬‬ ‫للمياه في المنطقة)‪ ،‬وفرانك بوسكيه (مدير البرامج والشراكات إ‬ ‫وجوانجزي شين (مدير أول قطاع الممارسات العالمية للمياه)‪ ،‬وشانتا ديفاراجان (رئيس‬ ‫الخبراء االقتصاديين)‪.‬‬ ‫وأسهم في التقرير الزمالء بالبنك الدولي ريتشارد عبد النور‪ ،‬ونايف أبو لحوم‪ ،‬و عبد‬ ‫الحميد أزاد‪ ،‬ودانيال كاموس دوريال‪ ،‬وستيفاني دهان‪ ،‬ومحمد فاضل ندو‪ ،‬وعدنان غوشيه‪،‬‬ ‫وأسامة حمد‪ ،‬وجابرييال إيزي‪ ،‬وفيليب مارين‪ ،‬وأليكس ماكفايل‪ ،‬ويوجيتا ممسين‪ ،‬وفرنسوا‬ ‫أونيموس‪ ،‬وإياد رمال‪ ،‬وأمل طالبي‪ ،‬وماهين زهراء‪ ،‬وسالي زغيب‪ .‬ويود الفريق أيضاً إبداء‬ ‫خالص تقديره للمدخالت التي قدمها رؤساء برامج التنمية المستدامة في المنطقة وهم‪:‬‬ ‫سهيل جميعان‪ ،‬وأشيش كانا‪ ،‬واندريا ليفراني‪ ،‬وبيورن فيليب‪ ،‬وماريا فاجلياسيندي‪.‬‬ ‫وساهم فريق من معهد الموارد العالمية يتألف من بيتسي أوتو‪ ،‬وتشارلي أيسالند‪ ،‬وتياني‬ ‫لو‪ ،‬وروتجر هوفسته‪ ،‬بدراسة مرجعية حول إ‬ ‫الجهاد المائي والطلب على المياه في المنطقة‪.‬‬ ‫الستاذ بجامعة أوترخت‪ ،‬دراسة مرجعية حول االستخدام‬ ‫كما ألّف رينس فان بيك‪ ،‬أ‬ ‫المستدام للمياه في المنطقة‪ .‬ويستند هذا التقرير أيضاً إلى تحليل جغرافي مكاني ُ‬ ‫كلّف‬ ‫بإجرائه معهد دلتاريس (شيال بول‪ ،‬ومارتا فانيكا شانشيز‪ ،‬ومارين كويبر)‪ ،‬وذلك لتقدير‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‪ .‬ونشكر كال من‬‫إجهاد المياه الجوفية ومدى التعرض له في الشرق أ‬ ‫علي كرنيب والدكتور جراح الزعبي على ما قدما من توصيات ثاقبة بشأن مجموعات بيانات‬ ‫مبادرة ‪.MDG+‬‬ ‫‪xiii‬‬ ‫ما بعد ندرة المياه‬ ‫‪ xiv‬‬ ‫تلقى الفريق مساهمات معينة من مطر حامد النيادي (وكيل وزارة الطاقة إ‬ ‫بالمارات العربية‬ ‫المتحدة)‪ ،‬وريتشل ماكدونيل (المركز الدولي للزراعة الملحية)‪ ،‬وديل ويتينجتون(جامعة‬ ‫شمال كارولينا في تشابل هيل)‪.‬‬ ‫ويتقدم الفريق بالشكر والتقدير لمساهمة كلوديا رينجلر وتينجو زو (المعهد الدولي‬ ‫لبحوث السياسات الزراعية) بتقديم البيانات حول التغير في الرفاهة الناتج عن تحسين‬ ‫تقديم خدمات مياه الري من نموذج ‪ .IMPACT‬وقدم البيانات حول التكاليف االقتصادية‬ ‫لعدم كفاية إمدادات المياه والصرف الصحي كل من فرانسيسكا جوب (جامعة أكسفورد)‪،‬‬ ‫وجيم هيل و جاي هتون (اليونيسف)‪ ،‬وكيفين ويلر‪.‬‬ ‫يود الفريق أيضا أن يشكر من قاموا باستعراض أ‬ ‫القران لهذا التقرير والزمالء آ‬ ‫الخرين الذين‬ ‫قيمة أثناء عملية االستعراض‪ ،‬وهم‪:‬‬ ‫لم يسبق ذكرهم وقدموا مالحظات ثاقبة ومرئيات ّ‬ ‫غازي أبو رمان‪ ،‬وعمر كاراسابان‪ ،‬وكلير كفوري‪ ،‬وجوليان المبيتي‪ ،‬وبيالر مايسترا‪ ،‬وسجاد‬ ‫شاه‪ ،‬وكارولينا فان دين بيرج‪ ،‬وودورت فيرنر‪ ،‬وماركوس ويجنين‪ ،‬ووليم ينج‪.‬‬ ‫ويتقدم الفريق بأصدق الشكر إلى شوقي البرغوتي على إرشاداته ومالحظاته المفصلة‬ ‫ودعمه المتواصل أثناء إعداد هذا التقرير‪.‬‬ ‫استفاد التقرير أيضاً من مالحظات وأفكار وبيانات قدمها أكاديميون وممارسون‪ .‬ويود‬ ‫فريق العمل شكر مارتا أنتونيلي (المعهد الفيدرالي السويسري للعلوم المائية)‪ ،‬ومالين‬ ‫فولكينمارك (معهد ستكهولم الدولي للمياه)‪ ،‬ومايكل جلمونت (جامعة أكسفورد)‪ ،‬وماتي‬ ‫كومو (جامعة آلتو)‪ ،‬ومايكل تلحمي (اللجنة الدولية للصليب أ‬ ‫الحمر)‪.‬‬ ‫عقد في عمان‬ ‫أ‬ ‫تم تقديم النتائج الولية لهذا التقرير في أسبوع المياه العربي ‪ ،2017‬الذي ُ‬ ‫في الفترة من ‪ 23−19‬مارس‪/‬آذار‪ .‬ويتوجه فريق العمل بالشكر للمشاركين في ذلك العرض‬ ‫التقديمي على ما أبدوه من مالحظات سواء خالل الحلقة التشاورية أو بعدها‪ .‬وجرت أيضاً‬ ‫الردن والضفة الغربية وقطاع غزة‪ ،‬وفي يوليو‪/‬تموز ‪2017‬‬ ‫مشاورات في مارس‪/‬آذار ‪ 2017‬في أ‬ ‫في القاهرة‪ ،‬خالل اجتماعات اللجنة الفنية للمجلس الوزاري العربي للمياه التابع لجامعة‬ ‫الدول العربية‪ .‬وقد ساعدت التعليقات واالقتراحات المفيدة الكثيرة التي تلقاها فريق العمل‬ ‫أثناء تلك المشاورات على تعزيز هذا التقرير‪.‬‬ ‫وجهت‬ ‫وأخيراً يود الفريق أن يعرب عن شكره للجهد المضني الذي بذله فريق إ‬ ‫النتاج‪ّ .‬‬ ‫باسكال سورا‪ ،‬وكذلك إرين باريت‪ ،‬وسوزان جراهام‪ ،‬وباتريشا كاتاياما‪ ،‬وجيويل ماك فادن‬ ‫والنتاج‪ ،‬وأعد برونو بونانسيا تصميمات الخرائط‪ ،‬وساندت شارون فوكنر‬‫عملية التحرير إ‬ ‫وقدم فرانسيس جاينون منسوب شركة‬ ‫والليما ماسكي الفريقين طوال هذه العملية‪ّ ،‬‬ ‫فواال أنفورماسيون ديزاين ‪ Voilá Information Design‬مشورة بارعة بخصوص تصميم‬ ‫المعلومات‪.‬‬ ‫‪xv‬‬ ‫ريدقتو ركش‬ ‫ ‬ ‫عن قطاع الممارسات العالمية للمياه‬ ‫قطاع الممارسات العالمية للمياه بمجموعة البنك الدولي‪ ،‬والذي تم تدشينه عام ‪،2014‬‬ ‫لتجميع الموارد التمويلية والمعارف وعمليات التنفيذ في منبر واحد‪ .‬وبتجميع المعارف‬ ‫العالمية للبنك مع االستثمارات في كل بلد‪ ،‬فإن هذا النموذج يثير قوة محركة أكبر لتطبيق‬ ‫حلول ذات أثر تحويلي بغرض مساعدة البلدان المعنية على تحقيق النمو المستدام‪.‬‬ ‫يرجى زيارتنا على هذا الموقع ‪ www.worldbank.org/water‬أو متابعتنا على موقعنا‬ ‫على تويتر ‪@WorldBankWater‬‬ ‫الشرق الأوسط وشمال أفريقيا‬ ‫المصدر‪ :‬البنك الدولي‪.‬‬ ‫تضم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا البلدان واالقتصادات التالية‪:‬‬ ‫السالمية والعراق وإسرائيل والأردن‬ ‫الجزائر والبحرين وجيبوتي ومصر وجمهورية إيران إ‬ ‫والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وسلطنة عمان وقطر والمملكة العربية السعودية‬ ‫وسوريا وتونس إ‬ ‫والمارات العربية المتحدة والضفة الغربية وقطاع غزة واليمن‪.‬‬ ‫أما دول الخليج الأعضاء الستة في مجلس التعاون الخليجي فهي البحرين والكويت‬ ‫وعمان وقطر والسعودية إ‬ ‫والمارات‪.‬‬ ‫ويتألف المغرب العربي من الجزائر وليبيا والمغرب وتونس‪.‬‬ ‫ويتألف المشرق العربي من الأردن والعراق ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة‪.‬‬ ‫عرض عام‬ ‫التحديات ‪ -‬والحلول ‪ -‬المائية في‬ ‫المنطقة تتجاوز كثيراً حدود ندرة المياه‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬فإن‬ ‫من بين كل التحديات التي تواجهها منطقة الشرق أ‬ ‫لزمات المياه‪ .‬فقد طرح المنتدى االقتصادي العالمي‬ ‫المنطقة هي أ‬ ‫القل استعداداً أ‬ ‫على خبراء وقادة من المنطقة السؤال التالي‪" :‬أي المخاطر العالمية تعتبر منطقتكم‬ ‫أقل استعداداً لها؟" فحددت غالبية المجيبين عن السؤال أزمات المياه باعتبارها أعظم‬ ‫تهديد يواجه المنطقة‪ ،‬بل هو أعظم من عدم االستقرار السياسي أو البطالة (المنتدى‬ ‫االقتصادي العالمي ‪.)2015‬‬ ‫ة في المياه على مستوى‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا هي المنطقة أ‬ ‫الشد ندر ً‬ ‫إن الشرق أ‬ ‫العالم‪ ،‬حيث يعيش أكثر من ‪ %60‬من سكانها في مناطق تعاني من مستوى مرتفع أو‬ ‫مرتفع جداً من إجهاد المياه السطحية‪ ،‬مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ نحو ‪( %35‬الشكل ‪.)1‬‬ ‫ويتحقق أكثر من ‪ %70‬من الناتج المحلي إ‬ ‫الجمالي للمنطقة في أجزاء تعاني من إجهاد المياه‬ ‫السطحية عند مستوى يتراوح بين المرتفع والمرتفع جداً‪ ،‬وذلك مقارنة بالمتوسط العالمي‬ ‫البالغ نحو ‪.%22‬‬ ‫إن التحديات المائية الراهنة في المنطقة تتجاوز بكثير حدود القيود القديمة قدم الدهر‬ ‫التي تفرضها ندرة المياه‪ .‬فمع أن تحديات ندرة المياه في المنطقة ظلت واضحة جلية على‬ ‫مدى آالف السنين‪ ،‬فهناك تحديات جديدة تضيف مخاطر وتعقيدات في آن‪ .‬فتعقيدات‬ ‫الترابط بين المياه والغذاء والطاقة‪ ،‬وتغير المناخ‪ ،‬وموجات الجفاف والفيضانات‪ ،‬وجودة‬ ‫المياه‪ ،‬وإدارة المياه العابرة للحدود‪ ،‬وإدارة المياه في أوضاع الهشاشة والصراع والعنف‪،‬‬ ‫تفاقم من التحدي المتعلق بندرة المياه‪ .‬وسيعتمد التصدي لهذه التحديات على‬ ‫كلها ِ‬ ‫تحسين إدارة شؤون الموارد المائية بقدر اعتماده على زيادة وتحسين الموارد المتوفرة أو‬ ‫االستثمارات في البنية التحتية أو التقنيات‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ما بعد ندرة المياه‬ ‫‪ 2‬‬ ‫الشكل ‪.1‬‬ ‫تعاني من‬ ‫تج والسكان المقيمين في مناطق‬ ‫الشرق أ‬ ‫الجمالي ُ‬ ‫المن َ‬ ‫نسبة الناتج المحلي إ‬ ‫الوسط‬ ‫إجهاد المياه السطحية عند مستوى مرتفع أو مرتفع جداً في‬ ‫وشمال أفريقيا مقارنة بالمتوسطات العالمية‬ ‫ب‪ .‬نسبة الناتج المح ا جما ُ‬ ‫المعرض‬ ‫جهاد‬ ‫الم ّ‬ ‫عرض‬ ‫أ‪ .‬نسبة السكان ُ‬ ‫جهاد ما مرتفع أو مرتفع جداً‬ ‫ما مرتفع أو مرتفع جداً‬ ‫منطقة‬ ‫ال ق‬ ‫ا وسط‬ ‫‪%71‬‬ ‫‪%61‬‬ ‫وشمال‬ ‫أفريقيا‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫العالم‬ ‫‏‏المصدر‪ :‬التقديرات فيما يخص الشرق أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا من البنك الدولي‪ .‬تم الحصول على المتوسطات‬ ‫أ‬ ‫العالمية من شركة فيوليا للمياه والمعهد الدولي لبحوث سياسات الغذية ‪.2011‬‬ ‫هناك بلدان كثيرة في المنطقة بدأت بالفعل تستهلك قاعدة مواردها المائية‪ .‬فطوال‬ ‫آالف السنين والمنطقة بأسرها تشهد استثمارات وابتكارات في مجال إدارة المياه‪ .‬لكن النمو‬ ‫الن هذه الجهود‬ ‫االقتصادي والسكاني المتسارع‪ ،‬مقروناً بسوء إدارة شؤون المياه‪ ،‬أربكا آ‬ ‫في بلدان كثيرة‪ .‬فهناك كميات غير مستدامة من المياه يجري سحبها‪ ،‬مما يسبب تدهور‬ ‫النظم اليكولوجية والمكامن الجوفية (الشكل ‪ ،)2‬وهذا الفراط في سحب المياه من أ‬ ‫النهار‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫والمكامن الجوفية أشبه بإنفاق المرء على نحو يتجاوز حدود سعته‪ ،‬حيث يؤدي إلى تقلص‬ ‫أو استنفاد رأس المال الطبيعي للبلد المعني ويقوض ثروته وقدرته على الصمود على‬ ‫المدى البعيد‪.‬‬ ‫الجراءات‬ ‫يكمن تحد أساسي من تحديات التنمية التي تواجه المنطقة في اتخاذ إ‬ ‫المن المائي‪ .‬وتتوقع المسارات المستدامة‬ ‫الالزمة للسير في مسارات مستدامة نحو أ‬ ‫وتدير الزيادات الحتمية في ندرة المياه والمخاطر المتعلقة بالمياه‪ ،‬وذلك في ظل تغير‬ ‫المناخ وتوسع المدن وقيود الموازنة المتزايدة وتفشي الهشاشة والصراعات‪ .‬وتدعو‬ ‫الحاجة إلى تخطيط وعمل بغية تدعيم قدرة االقتصادات والمجتمعات على الصمود‬ ‫لحمايتها من الكوارث المتعلقة بالمياه‪ .‬كما تدعو الحاجة أيضاً إلى التخطيط إ‬ ‫والدارة‬ ‫لتقديم خدمات مياه بتكلفة ميسورة على كل من المستخدمين والموازنات الحكومية‪،‬‬ ‫وللحد من التكاليف واالختالالت االجتماعية التي يمكننا توقّع نشأتها عن الندرة البالغة‬ ‫المدادات أو التلوث أو الفيضانات أو موجات الجفاف‪.‬‬ ‫أو االنقطاعات المفاجئة في إ‬ ‫بإمكان التحديات المائية أن تفاقم أوجه عدم االستقرار الحالية والناشئة‪ ،‬ويمكنها‬ ‫الخفاق في التصدي للتحديات‬ ‫المساهمة في القالقل والصراعات‪ .‬ويمكن أن يفضي إ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا إلى انتشار آثار سلبية كبيرة غير مباشرة داخل‬‫المائية في الشرق أ‬ ‫المنطقة وخارجها على السواء‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫عرض عام ‬ ‫الشكل ‪.2‬‬ ‫استدامة السحوبات المائية حسب المصدر كنسبة مئوية من السحوبات الجمالية‪ ،‬بلدان مختارة من الشرق أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‬ ‫إ‬ ‫‪100‬‬ ‫استدامة السحوبات المائية حسب المصدر )النسبة من السحوبات ا جمالية(‬ ‫‪80‬‬ ‫‪60‬‬ ‫مستدامة‬ ‫‪40‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪–20‬‬ ‫غ مستدامة‬ ‫‪–40‬‬ ‫‪–60‬‬ ‫‪–80‬‬ ‫‪–100‬‬ ‫ليب دية‬ ‫ا‬ ‫ج‬ ‫عما يرا‬ ‫جمه‬ ‫ال‬ ‫ا رين‬ ‫سو‬ ‫ا يل‬ ‫إ ات‬ ‫الع‬ ‫ق‬ ‫تون‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ل رب‬ ‫ال‬ ‫لس‬ ‫ل‬ ‫لكو‬ ‫م غر‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫طر‬ ‫ُ ةإ‬ ‫ضف‬ ‫بح‬ ‫جز‬ ‫مغ‬ ‫نان‬ ‫يبو‬ ‫ر‬ ‫يا‬ ‫س‬ ‫مار‬ ‫راق‬ ‫ريا‬ ‫ن‬ ‫عو‬ ‫دن‬ ‫ائ‬ ‫يت‬ ‫وري‬ ‫ائر‬ ‫ة ال‬ ‫بية‬ ‫نا‬ ‫وق‬ ‫طاع‬ ‫س‬ ‫المياه السطحية )مستدامة(‬ ‫عمليات تحلية المياه‬ ‫مية‬ ‫غزة‬ ‫المياه الجوفية )غ مستدامة(‬ ‫إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة‬ ‫المياه السطحية )غ مستدامة(‬ ‫إعادة استخدام مياه ال ف الزراعي‬ ‫المياه الجوفية )مستدامة(‬ ‫الخرى‬‫المصادر‪ :‬حسابات البنك الدولي‪ .‬البيانات الخاصة بسعة تحلية المياه مستمدة من جلوبال ووتر إنتيليجانس ‪2016‬أ‪ .‬البيانات الخاصة بكل الفئات أ‬ ‫مستمدة من نظام المعلومات المتعلقة بالمياه والزراعة للفاو‪.‬‬ ‫لغراض هذه الدراسة باستخدام مؤشر استدامة المياه الزرقاء‪ .‬وال تتوفر‬ ‫ملحوظة‪ :‬قُدرت النسبة المئوية لسحوبات المياه الجوفية والمياه السطحية غير المستدامة أ‬ ‫ّ‬ ‫بيانات عن اليمن بشأن استدامة استخدام المياه‪ .‬وينبغي توخي الحذر عند مقارنة البيانات الخاصة بسحوبات المياه العذبة السنوية‪ ،‬التي تشهد تفاوتات في طرق الجمع‬ ‫والتقدير‪ .‬وفيما يخص العراق وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة‪ ،‬لم يكن تقسيم السحوبات بين المياه السطحية والمياه الجوفية متاحاً‪ ،‬فتم تقسيم السحوبات‬ ‫لعادة استخدام مياه الصرف الزراعي‪ ،‬فيما تملك السعودية أكبر سعة لتحلية المياه في المنطقة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بالتساوي بين الفئتين‪ .‬وبالرقام المطلقة‪ ،‬تسجل مصر أكبر حجم إ‬ ‫يتأتى أ‬ ‫المن المائي عندما تدار المياه بفاعلية واستدامة وإنصاف‪ ،‬لالستفادة من إمكانياتها‬ ‫المثمرة وللحد من إمكانياتها المدمرة على السواء‪ .‬ويعرف أ‬ ‫المن المائي بأنه "توفّر كمية‬ ‫ُّ‬ ‫والنتاج‪ ،‬مقروناً‬ ‫اليكولوجية إ‬ ‫ونوعية مقبولة من المياه للصحة وسبل كسب الرزق والنظم إ‬ ‫بمستوى مقبول من المخاطر المرتبطة بالمياه الواقعة على الناس والبيئات واالقتصادات"‬ ‫(جراي‪ ،‬وسادوف ‪ .)545 ،2007‬يتجاوز أ‬ ‫المن المائي حدود ندرة المياه ليأخذ في اعتباره‬ ‫ال الموارد المائية المتوفرة لبلد بعينه فحسب‪ ،‬بل أيضاً إ‬ ‫الجراءات المثمرة والوقائية التي‬ ‫ما بعد ندرة المياه‬ ‫‪ 4‬‬ ‫ة في‬ ‫اتخذها هذا البلد لتأمين المياه‪ .‬فيمكن القول بأن بعضاً من أكثر بلدان العالم ندر ً‬ ‫المياه هي أيضاً من أكثر البلدان أمناً في مجال المياه‪ ،‬وفي الوقت نفسه نجد أن بعضاً من‬ ‫أكثر بلدان العالم غنى بالمياه تكافح لحماية سكانها من الكوارث المرتبطة بالمياه و‪/‬أو توفير‬ ‫إمكانية الحصول على مياه الشرب المحسنة‪.‬‬ ‫المن المائي تتخلى عن إمكانيات نموها وتزيد مكامن‬ ‫البلدان التي تخفق في تحقيق أ‬ ‫ضعفها تجاه الصدمات المائية‪ ،‬وربما تفاقم هشاشتها االجتماعية والسياسية‪.‬‬ ‫وتشهد المنطقة أكبر خسائر اقتصادية متوقعة من ندرة المياه المرتبط بالمناخ‪ ،‬والتي‬ ‫الجمالي بحلول ‪ ،2050‬وذلك كما هو مبين في‬ ‫تقدر بنسبة‪ %14–%6 ‬من الناتج المحلي إ‬ ‫الشكل‪( 3 ‬البنك الدولي ‪ .)2016‬وتزداد آثار الندرة والصدمات المائية كالجفاف والفيضانات‬ ‫في المناطق التي تعاني من ضعف أنظمة التنبؤ والتحذير‪ ،‬وعدم كفاية إدارة مياه العواصف‬ ‫والفيضانات‪ ،‬وضآلة البنية التحتية للري‪ ،‬ونقص المياه المخزنة في‪ ‬الخزانات السطحية‬ ‫الساسية‪ ،‬وفي‬‫والمكامن الجوفية‪ .‬ومن شأن إخفاق الحكومات في تقديم خدمات المياه أ‬ ‫الخطار والمخاطر المرتبطة بالمياه‪ ،‬تقويض شرعيتها ومفاقمة الهشاشة االجتماعية‬‫تخفيف أ‬ ‫والسياسية‪.‬‬ ‫الشكل ‪.3‬‬ ‫آ‬ ‫الثار االقتصادية لندرة المياه الناتجة عن تغير المناخ في منطقة الشرق أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا بحلول عام ‪.2050‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪11.5‬‬ ‫نطاق التذبذب إجما الناتج المح )‪(%‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3.32‬‬ ‫‪0.38‬‬ ‫‪1.46‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪–0.01‬‬ ‫‪–0.82‬‬ ‫‪0.09‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪–0.02‬‬ ‫‪–0.02‬‬ ‫‪–0.49‬‬ ‫‪–1.98‬‬ ‫‪–5‬‬ ‫‪–6.02‬‬ ‫‪–7.08‬‬ ‫‪–7.05‬‬ ‫‪–10‬‬ ‫‪–11.7‬‬ ‫‪–10.72‬‬ ‫‪–15‬‬ ‫‪–14‬‬ ‫‪–20‬‬ ‫ال ق‬ ‫الساحل‬ ‫آسيا‬ ‫وسط‬ ‫ق‬ ‫جنوب‬ ‫أمريكا‬ ‫أوروبا‬ ‫العالم‬ ‫ا وسط‬ ‫ا فريقي‬ ‫الوسطى‬ ‫أفريقيا‬ ‫آسيا‬ ‫ق آسيا‬ ‫الشمالية‬ ‫الغربية‬ ‫المصدر‪ :‬البنك الدولي ‪.2016‬‬ ‫ملحوظة‪ :‬يتحدد نطاق آ‬ ‫الثار بنوع السياسات المنفذة للتأقلم مع شح المياه‪ ،‬بداية من سيناريو الوضع المعتاد (‪ )%14-‬إلى سياسة تسعى إلى إعادة تخصيص‬ ‫المياه لالستخدامات أ‬ ‫الكثر إنتاجاً (‪.)%6-‬‬ ‫‪5‬‬ ‫عرض عام ‬ ‫بالمن المائي في المنطقة لم تكن بهذا الحجم مطلقاً‬ ‫إن المخاطر والفرص المرتبطة أ‬ ‫لن ندرة المياه ظلت سمة أساسية من سمات المنطقة على مر تاريخها‪،‬‬ ‫من قبل‪ .‬فنظراً أ‬ ‫هناك إمكانية للتقاعس رضاً بما تحقق وقبول القيود التي تفرضها ندرة المياه‪ ،‬أو االعتماد‬ ‫على االستجابات التدريجية أو التقليدية للتحديات المائية‪ .‬ونظراً للنمو االقتصادي والسكاني‬ ‫السريع في المنطقة‪ ،‬لم تعد الحلول التدريجية كافية وال ميسورة‪ .‬ومن حسن الحظ أن‬ ‫بلدانا كثيرة برهنت في الوقت نفسه على نجاحها في تنفيذ برامج مبتكرة للحد من كمية‬ ‫المياه المهدرة التي ال تحقق إيرادات (المياه التي تن َتج وتُفقد قبل وصولها إلى العميل)‪،‬‬ ‫وزيادة إنتاجية المياه‪ ،‬وإنتاج مياه غير تقليدية من خالل إعادة تدوير المياه العادمة أو‬ ‫تحلية المياه‪ .‬أضف إلى ذلك أن مردودية تكاليف هذه التقنيات تشهد أيضاً تحسناً سريعاً‪،‬‬ ‫مما ّ‬ ‫يغير مشهد الخيارات المتاحة للجيل التالي من إدارة المياه‪.‬‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا طريقة جديدة للنظر‬ ‫المن المائي في الشرق أ‬ ‫يتطلب تحقيق أ‬ ‫إلى إدارة المياه‪ .‬فقد أدت السياسات والحوافز ومواطن الضعف المؤسسي في بلدان كثيرة‬ ‫بالضافة إلى تقديم خدمات للمياه‬ ‫إلى االستخدام عديم الكفاءة متدني القيمة للمياه إ‬ ‫ال يُعتمد عليها‪ ،‬وعدم تنظيم استخدام المياه وتصريف المياه العادمة‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫ندرة المياه‪ ،‬تعتبر رسوم خدمات المياه في المنطقة شديدة االنخفاض‪ ،‬ويعتبر الدعم‬ ‫وتشجع هذه‬ ‫أ‬ ‫المالي الفعلي للمياه في المنطقة العلى في العالم (كوتشهار وآخرون ‪ّ .)2015‬‬ ‫وتفاقم عجز الموازنات‪ ،‬وتزيد مكامن الضعف تعقيداً‪ .‬وسيكون‬‫السياسات تدهور الموارد‪ِ ،‬‬ ‫للطريقة التي يتم إيصال المياه بها وتخصيصها وتسعيرها وإدارتها تداعيات عميقة على‬ ‫النمو االقتصادي في المنطقة‪ ،‬وستحدد هيكل اقتصادها واستدامتها البيئية‪ ،‬إ‬ ‫بالضافة إلى‬ ‫االحتواء االجتماعي واالستقرار إ‬ ‫القليمي‪.‬‬ ‫الدوات والتقنيات والسياسات‪ ،‬ومناقشتها‬ ‫ال بد من النظر في طائفة أوسع من أ‬ ‫الن وفي المستقبل‪ .‬وستدعو الحاجة إلى ضخ استثمارات في البنية التحتية‬ ‫وتنفيذها‪ ،‬آ‬ ‫للمياه ونظم المعلومات والمؤسسات والتقنيات‪ .‬وعلى المجتمعات أن تتجاوز النهج‬ ‫التقليدي في إدارة هذه الندرة بتعزيز إ‬ ‫المدادات والنظر في الحلول المثيرة للجدل‪ ،‬والتي‬ ‫قد تشمل سياسات تتمخض عن حوافز للمحافظة على المياه وكفاءة استخدامها‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك الرسوم والغرامات والتصاريح والتسعير‪ ،‬وكذلك إعادة تدوير المياه العادمة وإعادة‬ ‫استخدامها‪ ،‬وإعادة تخصيص المياه من المستخدمين الريفيين إلى المستخدمين بالمدن‬ ‫ومن الزراعة إلى الصناعة‪ .‬أضف إلى ذلك أن االحتواء االجتماعي يجب أن يكون محورياً‬ ‫لتقديم خدمات المياه وسبل حماية القطاعات السكانية الفقيرة والمهمشة من المخاطر‬ ‫المرتبطة بالمياه‪.‬‬ ‫ما بعد ندرة المياه‬ ‫‪ 6‬‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‪،‬‬‫المن المائي في الشرق أ‬ ‫ويقدم هذا التقرير تقييماً إقليمياً لحالة أ‬ ‫التحديات الراهنة ذات الصلة بالمياه‪ّ ،‬‬ ‫ويبين الفرص الناشئة‪ .‬ويستقصي التقرير ثالثة‬ ‫ويصف‬ ‫أ‬ ‫أسئلة محورية للمن المائي‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪1.1‬هل تدار الموارد المائية في المنطقة باستدامة وكفاءة؟‬ ‫نحو منتظم وميسور التكلفة؟‬‫تقدم خدمات المياه على ٍ‬ ‫‪2.2‬هل َّ‬ ‫‪3.3‬هل يتم التعرف على المخاطر المرتبطة بالمياه وتخفيف آثارها كما ينبغي؟‬ ‫القليمي أساساً للتعرف على أهم القضايا المرتبطة بالمياه ومنطلقات العمل‬ ‫يتيح هذا التقييم إ‬ ‫أ‬ ‫المحتملة في منطقة الشرق الوسط وشمال أفريقيا‪ .‬ويهدف إلى تحفيز إجراء تقييمات شاملة‬ ‫للمن المائي على المستوى الوطني‪ ،‬وإلى تشجيع الحوار المعني أ‬ ‫بالمن المائي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫السؤال أ‬ ‫الول‪ :‬هل تدار الموارد المائية في المنطقة باستدامة وكفاءة؟‬ ‫منطقة الشرق أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا بؤرة ساخنة عالمياً لالستخدام غير المستدام للمياه‪.‬‬ ‫فالمنطقة تستخدم مياهاً أكثر مما هو متاح على أساس متجدد (انظر‪ ‬الخريطة ‪ .)1‬حيث إن‬ ‫نصف سحوبات المياه الحالية في بعض البلدان تتجاوز الحدود المستدامة‪ .‬ومن شأن عدم‬ ‫التصدي إ‬ ‫للفراط في استخدام المياه أن يؤدي إلى نضوب الموارد المائية السطحية والجوفية‬ ‫أ‬ ‫وتدهورها‪ ،‬مما يهدد سبل كسب الرزق وفرص التنمية للجيال المستقبلية‪.‬‬ ‫ة بالغاً‪ ،‬لكن الموارد المائية المتوفرة تختلف من بلد إلى‬ ‫تواجه المنطقة بالكامل ندر ً‬ ‫أ‬ ‫آخر وهي التي ستشكل مالمح التحديات المائية الوسع التي يواجهها كل بلد بعينه‪.‬‬ ‫فبعض البلدان يعتمد على المياه الجوفية أشد االعتماد‪ ،‬كما هو مبين في الشكل ‪ .4‬وهناك‬ ‫الخر يعتمد اعتماداً شديداً على أنهار كبير عابرة للحدود‪ .‬فندرة المياه شديدة جداً‬ ‫البعض آ‬ ‫في دول الخليج مثال ً لدرجة أن هناك تركيزاً قوياً على الموارد المائية غير التقليدية كتحلية‬ ‫المياه (انظر الشكل ‪ )5‬وإعادة تدوير المياه العادمة لغير استخدامات الشرب بوصفها بدائل‬ ‫"الحفورية" غير المتجددة‪ .‬فال غنى عن فهم وتنويع‬ ‫للسحب المتواصل من المياه الجوفية أ‬ ‫حجم الموارد المائية الممكنة في المنطقة‪.‬‬ ‫غالباً ما تُستخدم المياه الجوفية في غياب مصادر بديلة أو التقاء الجفاف‪ ،‬وقد ال‬ ‫الهمية‪ .‬ربما يصل استمرار السحب‬‫يتضح بشكل مسبق متى قد يخفق هذا المورد بالغ أ‬ ‫المفرط من المياه الجوفية إلى نقطة حرجة تنضب عندها مكامن المياه الجوفية أ‬ ‫الحفورية‬ ‫(غير المتجددة) وتنخفض عندها مكامن المياه الجوفية المتجددة إلى حد ال يعود معه‬ ‫‪7‬‬ ‫عرض عام ‬ ‫الخريطة ‪.1‬‬ ‫مؤشر استدامة المياه الزرقاء العالمي للمياه السطحية والمياه الجوفية والمياه السطحية والجوفية مجتمعة‪،‬‬ ‫متوسط ‪2010–1960‬‬ ‫ب‪ .‬المياه الجوفية‬ ‫أ‪ .‬المياه السطحية‬ ‫ج‪ .‬إجما المؤ‬ ‫<‪0.5‬‬ ‫‪0.5–0.25‬‬ ‫‪0.25–0.2‬‬ ‫‪0.2–0.15‬‬ ‫‪0.15–0.1‬‬ ‫‪0.1–0.05‬‬ ‫‪0.05–0.01‬‬ ‫‪0.01–0‬‬ ‫‏‏المصدر‪ :‬وادا‪ ،‬وبيركنز ‪.2014‬‬ ‫ملحوظة‪ :‬يقيس مؤشر استدامة المياه الزرقاء نسبة االستخدامات غير المستدامة للمياه‪ .‬المؤشر عبارة عن كمية بال أبعاد تتراوح بين ‪ 0‬و‪ ،1‬وتعبر عن نسبة المياه‬ ‫المستهلكة التي تلبى من مصادر مياه غير مستدامة‪ .‬أزرق = مستدام؛ أحمر = غير مستدام‪ .‬ويقدر استخدام المياه السطحية غير المستدام بأنه مقدار متطلبات‬ ‫التدفقات البيئية الذي لم يتم تلبيته نتيجة االستخراج المفرط للمياه السطحية‪ .‬ويقدر استخدام المياه الجوفية غير المستدام بأنه الفرق بين استخراج المياه‬ ‫الجوفية وإعادة الشحن الطبيعي للمياه الجوفية زائد إعادة الشحن من تدفقات الري الراجعة‪.‬‬ ‫استخراجها مجدياً اقتصادياً‪ .‬عندما تكون مكامن المياه الجوفية على شفا النضوب‪ ،‬تتدهور‬ ‫جودة المياه إلى حد يجعلها غير مالئمة لالستهالك آ‬ ‫الدمي‪ .‬ويصعب أن نتنبأ بالوقت الذي‬ ‫تتعرض فيه مكامن المياه الجوفية للخطر؛ نظراً للقدر الكبير من عدم اليقين المحيط‬ ‫بإجمالي مخزون المياه الجوفية (ريتشي وآخرون ‪.)2015‬‬ ‫ما بعد ندرة المياه‬ ‫‪ 8‬‬ ‫الشكل ‪.4‬‬ ‫السحوبات المائية حسب المصدر كنسبة مئوية من السحوبات الجمالية في الشرق أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‪،‬‬ ‫إ‬ ‫حسب البلد واالقتصاد‪.2010 ،‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫السحوبات المائية حسب المصدر )النسبة المئوية من السحوبات ا جمالية(‬ ‫‪80‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0‬‬ ‫سو‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ل إير‬ ‫ال‬ ‫ا يل‬ ‫إ‬ ‫الع‬ ‫ا‬ ‫تون‬ ‫الي‬ ‫عُ دية‬ ‫ا‬ ‫ج‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ج‬ ‫لكو‬ ‫ل‬ ‫لس‬ ‫م‬ ‫ا غربي‬ ‫بنان ان ا‬ ‫يبيا‬ ‫طر‬ ‫ضف‬ ‫مان‬ ‫مغ‬ ‫جز‬ ‫بح‬ ‫مهو‬ ‫يبو‬ ‫من‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫ما ة وق‬ ‫راق‬ ‫ريا‬ ‫عو‬ ‫دن‬ ‫ائ‬ ‫يت‬ ‫رين‬ ‫رب‬ ‫ائر‬ ‫ة ال‬ ‫رات طاع‬ ‫رية‬ ‫س‬ ‫مية‬ ‫غزة‬ ‫مياه جوفية مياه سطحية عمليات تحلية المياه إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة إعادة استخدام مياه ال ف الزراعي‬ ‫أ‬ ‫المصادر‪ :‬حسابات البنك الدولي‪ .‬البيانات الخاصة بسعة تحلية المياه مستمدة من جلوبال ووتر إنتيليجانس ‪2016‬أ‪ .‬البيانات الخاصة بكل الفئات الخرى‬ ‫مستمدة من نظام المعلومات المتعلقة بالمياه والزراعة للفاو‪.‬‬ ‫ملحوظة‪ :‬فيما يخص العراق وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة‪ ،‬لم يكن تقسيم السحوبات بين المياه السطحية والمياه الجوفية متاحاً‪ ،‬فتم تقسيم‬ ‫لعادة استخدام مياه الصرف الزراعي‪ ،‬فيما تملك المملكة العربية‬ ‫أ‬ ‫السحوبات بالتساوي بين الفئتين‪ .‬وبالرقام المطلقة‪ ،‬تستحوذ مصر على أكبر حجم إ‬ ‫السعودية أكبر سعة لتحلية المياه في المنطقة‪ .‬وينبغي توخي الحذر عند مقارنة البيانات الخاصة بسحوبات المياه العذبة السنوية‪ ،‬التي تشهد تفاوتات في‬ ‫طرق الجمع والتقدير‪.‬‬ ‫وتتدهور جودة المياه في المنطقة بفعل االستهالك غير المستدام للمياه‪ ،‬وتصريف‬ ‫الجاج الناتج عن التحلية‪ ،‬والتلوث‪ ،‬والمياه العادمة غير المعالجة‪ .‬وتشير التقديرات‬‫أ‬ ‫إلى أن تكلفة تدني جودة المياه في المنطقة تتراوح بين ‪ %0.5‬و‪ %2.5‬من الناتج المحلي‬ ‫الضرار الصحية‬‫الجمالي كل سنة (البنك الدولي ‪ .)2007‬وتتراوح آثار سوء الدارة هذا من أ‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫اليكولوجية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الناتجة عن انتشار المراض المنقولة بالمياه إلى فقدان خدمات النظمة إ‬ ‫‪9‬‬ ‫عرض عام ‬ ‫الشكل ‪.5‬‬ ‫سعة تحلية المياه حسب مناطق العالم‪2016 ،‬‬ ‫أمريكا الشمالية‬ ‫ق آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫ال ق ا وسط وشمال أفريقيا‬ ‫‪%12.9‬‬ ‫‪%17.5‬‬ ‫‪%46.7‬‬ ‫أوروبا‬ ‫أمريكا ال تينية‬ ‫أوروبا الغربية‬ ‫ال قية‬ ‫والبحر الكاري‬ ‫وآسيا‬ ‫‪%11.2‬‬ ‫الوسطى‬ ‫‪%4.7‬‬ ‫‪%2.6‬‬ ‫أفريقيا‬ ‫جنوب‬ ‫جنوب آسيا‬ ‫الصحراء‬ ‫‪%2.7‬‬ ‫‪%1.7‬‬ ‫‏‏المصدر‪ :‬البيانات مستمدة من جلوبال ووتر إنتيليجانس ‪2016‬أ‪.‬‬ ‫السماك نتيجة تلوث المسطحات المائية العذبة والبحرية‪ .‬وتشير تقديرات االتحاد‬ ‫ومصائد أ‬ ‫النواع التي تعيش في المياه العذبة في شبه‬ ‫الدولي لحفظ الطبيعة إلى أن ‪ %17‬من أ‬ ‫الجزيرة العربية وحدها مهددة باالنقراض (جارثيا وآخرون ‪ .)2015‬يترتب على طبيعة الخليج‬ ‫المصرفة على هيئة "مصيدة ملوثات"‬ ‫ّ‬ ‫شبه المغلقة أيضاً تراكم المياه العادمة غير المعالجة‬ ‫والنشطة وسبل كسب الرزق التي تعتمد على الموارد‬ ‫النظمة اليكولوجية البحرية أ‬ ‫يهدد أ‬ ‫إ‬ ‫البحرية (فان الفيران وآخرون ‪.)2011‬‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا يعاد‬ ‫إن أكثر من نصف المياه العادمة المجمعة في الشرق أ‬ ‫ّ‬ ‫إلى البيئة دون معالجة‪ ،‬مما يسفر عن أخطار صحية وموارد مائية مهدرة في آن واحد‪.‬‬ ‫وهناك فرص كبيرة أمام المياه المعاد تدويرها لتلبية الطلب المتزايد على المياه في‬ ‫المنطقة‪ .‬ومع أن أكثر من نصف المياه العادمة ال يُجمع أصالً‪ ،‬فإن ‪ %57‬من المياه العادمة‬ ‫المجموعة تعاد إلى البيئة دون معالجة (انظر الشكل ‪ .)6‬تعالج مصر أ‬ ‫والردن وتونس جزءاً‬ ‫المجمعة‪ ،‬لكنها لم تستطع بعد تنفيذ إعادة استعمال هذه‬ ‫ّ‬ ‫كبيراً من مياهها العادمة‬ ‫المياه على نطاق واسع (انظر الشكل ‪ .)7‬وربما تكون هذه فرصة ضائعة لتلبية احتياجات‬ ‫ما بعد ندرة المياه‬ ‫‪ 10‬‬ ‫الشكل ‪.6‬‬ ‫النسبة المئوية للمياه العادمة أ ّ‬ ‫المجمعة غير المعالجة والمعالجة والمعاد‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‬ ‫استخدامها في الري في الشرق‬ ‫معالجة ومعاد استخدامها ‪%18‬‬ ‫معالجة وغ مستخدمة ‪%25‬‬ ‫غ معالجة ‪%57‬‬ ‫المصدر‪ :‬البنك الدولي‪ ،‬بيانات مستمدة من نظام المعلومات المتعلقة بالمياه والزراعة للفاو‪.‬‬ ‫ملحوظة‪ :‬تم التوصل إلى هذا الرقم بحساب البيانات على مستوى كل بلد بشأن المياه العادمة المعالجة والمعاد‬ ‫استخدامها من نظام المعلومات المتعلقة بالمياه والزراعة للفاو‪ .‬وتستند البيانات على مستوى كل بلد إلى تقديرات‬ ‫مقدمة من الحكومات وهي عرضة للتفاوت في طرق التقدير وسنة الجمع‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الراضي الطبيعية أو الطلب الصناعي أو الزراعي على المياه بتكلفة منخفضة نسبياً‪ .‬تسلط‬ ‫الدراسات الحديثة المستمدة من المنطقة أيضاً الضوء على الجدوى االقتصادية إ‬ ‫لعادة‬ ‫الشحن االصطناعي لمكامن المياه الجوفية باستخدام المياه العادمة المعالجة كجزء من‬ ‫المدادات (زكري وآخرون ‪.)2014‬‬ ‫إستراتيجية أوسع لتنويع إ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا ال تساوي إال نصف المتوسط‬ ‫إنتاجية المياه الجمالية في الشرق أ‬ ‫إ‬ ‫الجمالية عبر المنطقة‪ ،‬التي تضم‬‫العالمي تقريباً‪ .‬هناك فروق صارخة في إنتاجية المياه إ‬ ‫بعضاً من أعلى البلدان في العالم من حيث إنتاجية المياه وبعضاً من أقل البلدان من حيث‬ ‫إنتاجية المياه على حد سواء‪ .‬تشكل الزراعة حوالي ‪ %80‬من استخدام المياه في المنطقة‪،‬‬ ‫وهذه النسبة أعلى نوعاً ما من المتوسط العالمي البالغ ‪ .%70‬وتحقق الزراعة في العادة أقل‬ ‫العائدات االقتصادية من استخدام المياه‪ .‬فالعائدات االقتصادية للمياه الزراعية تشكل في‬ ‫المتوسط عالمياً حوالي نصف المياه البلدية وثلث المياه الصناعية (أيلوارد وآخرون ‪.)2010‬‬ ‫وتشهد المنطقة بعضاً من أعلى فواقد موارد المياه العذبة في العالم في سلسلة‬ ‫الوسط وشمال‬ ‫إمدادها الغذائي على أساس نصيب الفرد‪ .‬إذ يفقد بعض بلدان الشرق أ‬ ‫أفريقيا ما بين ‪ 80‬و‪ 177‬متراً مكعباً للفرد في السنة من موارد المياه العذبة من "الحقل إلى‬ ‫المائدة" (كومو وآخرون ‪ .)2012‬وتعتبر الفواقد الزراعية وفواقد التصنيع الغذائي والفواقد‬ ‫‪11‬‬ ‫عرض عام ‬ ‫الشكل ‪.7‬‬ ‫النسبة المئوية للمياه العادمة المعاد استخدامها مقابل النسبة المئوية للمياه العادمة المعالجة‬ ‫‪100‬‬ ‫المياه العادمة البلدية المعالجة ]نسبة المياه العادمة البلدية المجموعة[‬ ‫‪90‬‬ ‫إ ائيل‬ ‫‪80‬‬ ‫تونس‬ ‫الكويت‬ ‫‪70‬‬ ‫السعودية‬ ‫‪60‬‬ ‫ا ردن‬ ‫م‬ ‫ا مارات‬ ‫‪50‬‬ ‫البحرين‬ ‫قطر‬ ‫الجزائر ‪40‬‬ ‫سوريا‬ ‫‪30‬‬ ‫جمهورية إيران ا س مية‬ ‫المغرب‬ ‫لبنان ‪20‬‬ ‫العراق‬ ‫‪10‬‬ ‫عمان‬ ‫ُ‬ ‫ليبيا‬ ‫الضفة الغربية وقطاع غزة ‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة‬ ‫‏‏المصدر‪ :‬البنك الدولي‪ ،‬بيانات مستمدة من نظام المعلومات المتعلقة بالمياه والزراعة للفاو‪.‬‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا من نظام المعلومات‬‫ملحوظة‪ :‬تم الحصول على البيانات حول المياه العادمة المنتجة والمعالَجة والمعاد استخدامها في الشرق أ‬ ‫َ‬ ‫المتعلقة بالمياه والزراعة للفاو‪ .‬تستند البيانات على مستوى كل بلد إلى تقديرات مقدمة من الحكومات وهي عرضة للتفاوت في طرق التقدير وسنة الجمع‪.‬‬ ‫وال تتوفر أي بيانات فيما يخص جيبوتي‪.‬‬ ‫في مرحلتي التوزيع واالستهالك كلها مسؤولة عن هذا الهدر‪ .‬وفي مرحلة االستهالك وحدها‪،‬‬ ‫المم المتحدة أ‬ ‫للغذية والزراعة إلى أن الهدر الغذائي في الشرق‬ ‫تشير تقديرات منظمة أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا يعادل ‪( %32‬الفاو ‪ .)2011‬وفي مجال الفواكه والخضروات كثيفة‬ ‫أ‬ ‫االستهالك للمياه‪ ،‬تزداد هذه النسبة إلى نحو ‪.%60‬‬ ‫والنفاذ حوافز استخدام‬ ‫يقوض ارتفاع الدعم المالي للمياه وضعف آليات الرصد إ‬ ‫الفراط في استغالل المياه‪ ،‬وفي بلدان كثيرة يديم نمطاً‬ ‫المياه بكفاءة‪ .‬ويشجع هذا إ‬ ‫من االستخدامات قليلة القيمة وإنتاجية المياه المتدنية‪ .‬ويكمن جزء من تحدي المياه في‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا في إدارة الطلب ووضع الحوافز المناسبة لالقتصاد في‬ ‫الشرق أ‬ ‫الدارة ال غنى عنها لتحسين تقديم‬ ‫المياه‪ ،‬وهذه قضايا حساسة سياسياً‪ ،‬لكن مثل هذه إ‬ ‫خدمات المياه وإنتاجية الموارد المائية‪ .‬وبإمكان رسوم خدمات المياه أن تنم عن شح هذا‬ ‫المورد وأن تشجع على المحافظة عليه‪ .‬وبإمكانها أيضاً توفير التمويل لحماية الموارد المائية‬ ‫وصيانة البنية التحتية وتقديم الخدمات‪.‬‬ ‫ما بعد ندرة المياه‬ ‫‪ 12‬‬ ‫الخفاق في خلق حوافز تنم عن الشح‬ ‫تعتبر قضايا إدارة شؤون المياه ‪ -‬وتحديداً إ‬ ‫البالغ في المياه وتشجع على المحافظة عليها ‪ -‬القاسم المشترك في إدارة المياه في‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‪ .‬وهكذا نجد االستهالك المفرط واستنفاد الموارد التبعتين‬ ‫الشرق أ‬ ‫المتوقعتين لتقويم المياه بأقل من قيمتها وضعف ترتيبات إدارة شؤون المياه وعدم كفاية‬ ‫النفاذ وسوء التنسيق المؤسسي دون‬ ‫أ‬ ‫النفاذ‪ .‬ويحول غياب الطر القانونية وعدم كفاية إ‬ ‫إ‬ ‫قيام المنطقة باستغالل ما تحقق من تقدم مؤخراً في تقنيات معالجة المياه العادمة‬ ‫وإعادة استخدامها‪.‬‬ ‫تسع كبير لتدعيم استدامة وكفاءة إدارة المياه في المنطقة‪ .‬ويستلزم إدارة‬‫هناك م ّ‬ ‫الموارد المائية في المنطقة بشكل أفضل والموازنة بشكل مستدام بين العرض والطلب‬ ‫ثالث إستراتيجيات غير حصرية في أ‬ ‫الساس يمكن انتهاجها لتعزيز أ‬ ‫المن المائي‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪1.1‬خفض استخدام (أو فقدان) المياه للحد من الطلب‬ ‫تشمل إستراتيجيات إدارة الطلب رسوم خدمات المياه والتسعير اللذين ّ‬ ‫يجسدان ندرة‬ ‫المورد ويشجعان على الحفاظ عليه؛ والحوافز والتقنيات الرامية إلى زيادة إ‬ ‫النتاجية‬ ‫وتحسين الكفاءة؛ ومكافحة الفقد والتسرب‪.‬‬ ‫‪2.2‬إعادة تخصيص المياه لمواءمة الطلب‬ ‫والدوات المستندة إلى السوق تخطيط وتحديد أولويات‬ ‫تشمل اللوائح التنظيمية أ‬ ‫استخدامات المياه عالية القيمة التي تقابلها ضمانات إ‬ ‫للنصاف واالستقرار االجتماعيين؛‬ ‫وحقوق المياه والدعم المالي وسياسات التسعير؛ واللوائح التنظيمية إ‬ ‫والنفاذ لمكافحة‬ ‫االستغالل المفرط غير المخطط‪.‬‬ ‫‪3.3‬توفير (أو إيجاد) مزيد من المياه لتلبية الطلب‬ ‫تشمل االستجابات على جانب العرض تطوير محفظة متنوعة من الموارد المائية‬ ‫التقليدية وغير التقليدية؛ واالستخدام المنسق للمياه السطحية والجوفية؛ وتجميع‬ ‫مياه العواصف وإعادة تدوير المياه العادمة وإعادة استخدامها‪.‬‬ ‫تقدم خدمات المياه على ٍ‬ ‫نحو منتظم وميسور التكلفة؟‬ ‫السؤال الثاني‪ :‬هل َّ‬ ‫تشكل خدمات إمدادات المياه والصرف الصحي نسبة كبيرة من استخدامات المياه في‬ ‫بعض بلدان الشرق أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬على الرغم من أنها ال تمثل عالمياً إال‪ ‬نسبة‬ ‫صغيرة نسبياً من استخدامات المياه (حوالي ‪ .)%10‬وأما في دول الخليج وفي الضفة‬ ‫‪13‬‬ ‫عرض عام ‬ ‫الغربية وقطاع غزة‪ ،‬فيشكل الطلب على المياه البلدية حوالي نصف كل سحوبات المياه‪.‬‬ ‫ويزيد النمو السكاني المتوقع والهجرة إلى المراكز الحضرية الطلب على المياه البلدية في‬ ‫عموم المنطقة (تروب‪ ،‬وياجرسكوج ‪.)2006‬‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا واحداً من أفضل مستويات أ‬ ‫الداء عالمياً‬ ‫حققت منطقة الشرق أ‬ ‫من حيث زيادة إمكانية الحصول على إمدادات المياه والصرف الصحي المحسنة منذ‬ ‫عام ‪1990‬؛ لكن الصراعات قوضت ما تحقق من تقدم في بلدان كثيرة‪ .‬تشير بيانات‬ ‫اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية إلى أن التقدم في مجال المياه والصرف الصحي واكب‬ ‫النمو السكاني بالكاد‪ ،‬وال سيما في المدن (اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ‪.)17 ،2015‬‬ ‫وما زالت إمكانية الحصول على المياه تحتاج إلى توسيع نطاقها لتشمل المناطق الريفية‬ ‫التي يصعب الوصول إليها والمناطق المتأثرة بالصراعات‪ .‬كما أن المكاسب التي تحققت في‬ ‫إمكانية الحصول على المياه قوضتها الصراعات العسكرية المستمرة والهجرة في المنطقة‪،‬‬ ‫مما تسبب في معاناة بشرية هائلة إ‬ ‫والضرار بالبنية التحتية وتقليص القدرات المؤسسية‪.‬‬ ‫إمكانية الحصول على المياه أمر ضروري لكنها ليست إال أحد جوانب خدمات المياه‪.‬‬ ‫الداء فيما يخص المنطقة‬ ‫لهداف التنمية المستدامة سقف أ‬ ‫وترفع المعايير الدولية أ‬ ‫بالتعامل أيضاً مع اعتمادية خدمات المياه وجودة المياه‪ .‬وتتفاوت إمدادات المياه‬ ‫وخدمات الصرف الصحي في االعتمادية ويسر التكلفة والجودة تفاوتاً شديداً في المنطقة‪.‬‬ ‫المدادات المتقطعة‪ ،‬فيما يحجب ارتفاع معدالت الدعم‬ ‫فالحصاءات تحجب حقيقة إ‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫المالي يسر تكلفة الخدمات‪ ،‬فيما يخص قدرة السرة على الدفع وقدرة الحكومة على‬ ‫تحمل استمرار الدعم على السواء‪ .‬ويعتبر تحسين جودة خدمات المياه ضرورياً لضمان‬ ‫رضا العمالء واستعدادهم لدفع ثمن خدمات المياه‪ ،‬وبالتالي االستدامة المالية لتقديم‬ ‫خدمات المياه‪.‬‬ ‫ويكلف عدم كفاية إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي المنطقة حوالي ‪ 21‬مليار‬ ‫دوالر سنوياً في شكل خسائر اقتصادية‪ .‬تتجاوز الوفيات الناجمة عن إمدادات المياه‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‪،‬‬ ‫وخدمات الصرف الصحي غير المأمونة في بعض بلدان الشرق أ‬ ‫وخصوصاً المتأثرة منها بالصراعات‪ ،‬المتوسطات العالمية‪ .‬يتكلف نقص إمدادات المياه‬ ‫الجمالي إ‬ ‫القليمي سنوياً‪ ،‬مع‬ ‫وخدمات الصرف الصحي حوالي ‪ %1‬من الناتج المحلي إ‬ ‫خسارة البلدان المتأثرة بالصراعات ما يصل إلى ‪ %4–%2‬سنوياً (انظر الشكل ‪.)8‬‬ ‫من شأن تحسين طريقة تخزين المياه وإيصالها إلى مستخدمي مياه الري تحقيق مكاسب‬ ‫في الرفاهية تقدر بنحو ‪ 10‬مليارات دوالر سنوياً‪ .‬لو أمكن تخزين جميع كميات المياه‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا وإيصالها بشكل كفء إلى‬‫السطحية المخصصة للزراعة في الشرق أ‬ ‫ما بعد ندرة المياه‬ ‫‪ 14‬‬ ‫الشكل ‪.8‬‬ ‫الخسائر االقتصادية الناجمة عن عدم كفاية إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي‪ ،‬حسب البلد‬ ‫واالقتصاد‪ ،‬الشرق أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‪2010 ،‬‬ ‫ليبيا‬ ‫اليمن‬ ‫العراق‬ ‫الضفة الغربية وقطاع غزة‬ ‫جيبو‬ ‫الجزائر‬ ‫تونس‬ ‫عمان‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫المغرب‬ ‫السعودية‬ ‫الكويت‬ ‫ا مارات‬ ‫جمهورية إيران ا س مية‬ ‫ا ردن‬ ‫إ ائيل‬ ‫قطر‬ ‫لبنان‬ ‫البحرين‬ ‫الناتج المح‬ ‫ا جما ا قليمي‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الخسائر ا قتصادية الناجمة عن عدم كفاية إمدادات المياه وخدمات ال ف الصحي )النسبة المئوية من الناتج المح ا جما (‬ ‫‏‏المصدر‪ :‬سادوف وآخرون ‪2015‬؛ هتون ‪.2013‬‬ ‫ملحوظة‪ :‬ال تتوفر أي بيانات فيما يخص سوريا‪.‬‬ ‫النتاج الزراعي بنسبة ‪ %8–%1‬وسيتناقص التفاوت في إنتاج بعض‬ ‫الزراعة المروية‪ ،‬سيزداد إ‬ ‫السلع‪ .‬وتعتبر مصر وإيران وسوريا البلدان المؤهلة لجني أكبر المنافع النسبية‪ ،‬وال غرو في‬ ‫لن هذه البلدان تضم أيضاً أكبر نسبة من المساحات المروية في المنطقة‪ .‬أ‬ ‫وبالرقام‬ ‫هذا أ‬ ‫المطلقة‪ ،‬ستتحقق أكبر المنافع في مصر وإيران‪ ،‬التي تمثل فيهما الزراعة المروية مكوناً‬ ‫أساسياً من مكونات االقتصاد‪.‬‬ ‫على الرغم من ندرة المياه‪ ،‬تشهد المنطقة أدنى تعريفات الستهالك المياه في العالم‬ ‫الجمالي (‪ )%2‬على الدعم المالي للمياه العمومية‪.‬‬ ‫وأعلى نسبة إنفاق من الناتج المحلي إ‬ ‫يؤدي هذا إلى استخدام مفرط للموارد المائية الشحيحة للغاية (انظر الشكل ‪ .)9‬فرسوم‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬وخصوصاً في القطاع الزراعي‪ ،‬ال تعكس‬ ‫خدمات المياه في الشرق أ‬ ‫قيمة شح المياه أو تكلفة تقديم الخدمة (المجلس العربي للمياه ‪ .)2011‬وتشهد المنطقة بعضاً‬ ‫من أدنى رسوم خدمات مياه الري في العالم‪ ،‬مما يمكّن المزارعين من زراعة محاصيل كثيفة‬ ‫استهالك المياه ويثنيهم عن تطبيق تقنيات الري الموفرة للمياه (برجلوف‪ ،‬وديفاراجان ‪.)2015‬‬ ‫‪15‬‬ ‫عرض عام ‬ ‫الشكل ‪.9‬‬ ‫دعم المياه المقدم لمرافق المياه بالمدن كنسبة مئوية من الناتج المحلي‬ ‫القليمي حسب مجموعات البلدان ومناطق العالم‬‫الجمالي إ‬‫إ‬ ‫ال ق ا وسط وشمال أفريقيا‬ ‫أفريقيا جنوب الصحراء‬ ‫أمريكا ال تينية والبحر الكاري‬ ‫بلدان ا سواق الناشئة أوروبا‬ ‫البلدان المتقدمة‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.2 0.4 0.6 0.8 1.0 1.2 1.4 1.6 1.8 2.0‬‬ ‫الدعم الما للمياه )النسبة المئوية من الناتج المح ا جما ا قليمي(‬ ‫‏‏المصدر‪ :‬كوتشهار وآخرون ‪.2015‬‬ ‫ملحوظة‪ :‬يعرف الدعم المالي بأنه الفرق بين رسوم المياه الفعلية التي يتحملها مستخدمو المياه وسعر مرجعي‬ ‫يغطي كافة التكاليف المرتبطة بإمداد تلك المياه‪.‬‬ ‫كما أن رسوم الخدمات المفروضة على مياه الشرب منخفضة جداً أيضاً‪ ،‬حيث تفرض بعض‬ ‫المدن رسوماً أقل سبع إلى ثماني مرات من الرسوم المفروضة في أماكن غيرها في المنطقة‬ ‫والعالم (انظر الشكل ‪.)10‬‬ ‫يؤدي عدم تسعير خدمات المياه بشكل سليم إلى تقويض االستدامة المالية لتلك‬ ‫الخدمات‪ .‬ويفوق متوسط تكاليف الخدمة متوسط رسوم الخدمة في معظم بلدان الشرق‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا (الجمعية العربية لمرافق المياه ‪ ،2014‬الجدول ‪ ،)14‬مما يدل على‬‫أ‬ ‫نقص استرداد التكلفة‪ .‬ويبلغ السعر الذي يتم تحميله على مستهلك المياه في المنطقة‬ ‫العربية في المتوسط نحو ‪ %35‬من تكلفة إ‬ ‫النتاج من المصادر التقليدية‪ .‬وفي حالة المياه‬ ‫المحالة‪ ،‬ال تغطي الرسوم إال ‪ %10‬من التكاليف (جليل ‪ .)2014‬ويعتبر استرداد التكلفة‬ ‫ضرورياً لضمان استدامة خدمات المياه مالياً على المدى الطويل‪ .‬كما أن عدم استرداد‬ ‫التكاليف بإمكانه أيضاً أن يقوض بشدة قدرة مرفق المياه على معالجة المياه العادمة‪ ،‬مما‬ ‫يؤدي إلى تدهور جودة المياه وتدهور النظم إ‬ ‫اليكولوجية للمياه العذبة‪.‬‬ ‫السر الفقيرة‪ .‬فبإمكان‬‫السر الثرية أكثر من أ‬‫يعود الدعم المالي نمطياً بالنفع على أ‬ ‫أ‬ ‫الكثر ثراء أن تستفيد من المياه المدعومة أكثر من الحياء الفقيرة‪ ،‬في بعض‬ ‫المناطق أ‬ ‫الحاالت (برغلوف‪ ،‬وديفاراجان ‪ .)2015‬وفي أسوأ الحاالت‪ ،‬يمكن أن تتواجد أ‬ ‫السر الفقيرة‬ ‫في مناطق محرومة من خدمات المرافق‪ ،‬مما يتطلب من السكان شراء مياه مشكوك في‬ ‫جودتها من بائعين ينتمون إلى القطاع غير الرسمي بأسعار أعلى كثيراً مما يدفعه أ‬ ‫الثرياء‪.‬‬ ‫النابيب‪ ،‬فإنهم‬‫وحتى عندما يتمتع الفقراء بإمكانية الحصول على المياه عبر شبكة أ‬ ‫ما بعد ندرة المياه‬ ‫‪ 16‬‬ ‫الشكل ‪.10‬‬ ‫فاتورة مياه الشرب والصرف الصحي المجمعة لكل متر مكعب‪ ،‬مدن مختارة في الشرق أ‬ ‫الوسط وشمال‬ ‫أفريقيا والمناطق أ‬ ‫الخرى‪2016 ،‬‬ ‫لندن‬ ‫برشلونة‬ ‫د‬ ‫تل أبيب‬ ‫القدس‬ ‫رام الله‬ ‫مسقط‬ ‫أبو ظ‬ ‫الدوحة‬ ‫الرباط‬ ‫الدار البيضاء‬ ‫دار الس م‬ ‫خريبكة‬ ‫الناضور‬ ‫مكسيكو سي‬ ‫مدينة الكويت‬ ‫عمان‬ ‫ّ‬ ‫مدينة تونس‬ ‫الجزائر‬ ‫ب وت‬ ‫طهران‬ ‫القاهرة‬ ‫ا سكندرية‬ ‫المنامة‬ ‫الرياض‬ ‫جدة‬ ‫دمشق‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫فاتورة مياه ال ب وال ف الصحي المجمعة لكل م‪ 2016] 3‬دو ر[‬ ‫مدن مختارة مناطق أخرى‬ ‫مدن مختارة ال ق ا وسط وشمال أفريقيا‬ ‫المصدر‪ :‬جلوبال ووتر إنتيليجانس ‪2016‬ب‪.‬‬ ‫ملحوظة‪ :‬أسعار الصرف في ‪ 1‬يوليو‪/‬تموز ‪ .2016‬يتفاوت متوسط استهالك أ‬ ‫السرة من المياه حسب حجم أ‬ ‫السرة وحسب مرفق المياه‪ ،‬ونفترض هنا أن هذا‬ ‫المتوسط يساوي ‪ 15‬متراً مكعباً في الشهر‪ .‬م‪ = 3‬متر مكعب‪.‬‬ ‫لنهم يستهلكون كمية أقل من المياه‬ ‫يحصلون على نسبة أقل من منافع الدعم المالي أ‬ ‫(ويتينجتون‪ ‬وآخرون ‪ .)2015‬وتشير البيانات المتاحة فيما يخص بلداناً مختارة عالمياً إلى أن‬ ‫الشد فقراً من السكان يحصلون على أقل من ‪ %10‬من الدعم المالي‬ ‫العشرين في المائة أ‬ ‫الشد ثراء من السكان‬ ‫الذي تتحمله شركات مرافق المياه العمومية‪ ،‬وأما العشرون في المائة أ‬ ‫فيستحوذون على أكثر من ‪ %30‬من الدعم المالي (فوينته وآخرون ‪.)2016‬‬ ‫ويحد اعتماد مقدمي الخدمات على الدعم المالي الحكومي من توجه اهتمامهم‬ ‫الولوية لتحسين‬‫إلى عمالئهم‪ .‬نتيجة لذلك نجد شركات المرافق أكثر ميال إلى إعطاء أ‬ ‫ً‬ ‫الخدمات على أساس أ‬ ‫الفضلية السياسية‪ ،‬مع ما لذلك من آثار مختلفة فيما يخص كال ً من‬ ‫جودة المياه واالحتواء‪.‬‬ ‫إن تثمين وتسعير المياه قضية حساسة سياسياً لكنه أمر ضروري‪ .‬ينبغي أن تحاول جميع‬ ‫البلدان تصميم رسوم خدمات مياه ميسورة ومنصفة ومستدامة ووضع سياسات للدعم‬ ‫‪17‬‬ ‫عرض عام ‬ ‫المالي‪ .‬ويمكن لضغوط الموازنة أن تجبر بلداناً كثيرة على التعجيل بذلك‪ .‬وجد استقصاء‬ ‫حديث أجراه المنتدى العربي للبيئة والتنمية أن ‪ %77‬من المشاركين فيه مستعدون لدفع‬ ‫رسوم أكبر الستهالك المياه في مقابل تحسين المزايا االجتماعية (صعب ‪ .)2015‬ينبغي‬ ‫وضع تثمين المياه في إطاره الحقيقي‪ ،‬أي كوسيلة السترداد تكاليف تقديم خدمات المياه‬ ‫وأداة للمساعدة على الحفاظ على المياه أ‬ ‫للجيال المقبلة بإعطاء حافز أ‬ ‫للجيال الحالية‬ ‫الستهالك المياه بشكل مستدام‪.‬‬ ‫وبإمكان تحسين خدمات المياه أيضاً أن يساعد على تعزيز العقد االجتماعي بين‬ ‫الحكومات والمواطنين‪ .‬فعندما تخفق الحكومات في توفير خدمات المياه‪ ،‬تضعف ثقة‬ ‫المواطنين في المؤسسات‪ .‬ويتطلب عكس مسار هذا االتجاه العمل على تحسين جودة‬ ‫الخدمة وزيادة مساءلة مرافق المياه والتوصل إلى فهم أوضح لتوقعات المواطنين حيال‬ ‫خدمات المياه‪.‬‬ ‫وهناك ثالثة ابتكارات رئيسية يمكنها المساعدة على تحسين جودة خدمات المياه‬ ‫الدارة المتكاملة لموارد المياه في المدن‪،‬‬‫الحضرية والزراعية واعتماديتها‪ ،‬وهي‪ :‬إ‬ ‫وتطوير موارد مياه غير تقليدية‪ ،‬واستخدام المياه العادمة المعالجة في الزراعة أو‬ ‫في إعادة الشحن االصطناعي لمكامن المياه الجوفية‪ .‬ويتبوأ القطاع الخاص الصدارة في‬ ‫تطوير الكثير من االبتكارات لتعزيز إمدادات المياه وتحسين الكفاءة‪ ،‬لكن يوجد مجال كبير‬ ‫لتوسيع مشاركة القطاع الخاص لتحسين جودة خدمات المياه‪.‬‬ ‫ويتطلب تحسين جودة خدمات المياه أيضاً تحسين جمع البيانات والرصد‪ .‬يصعب‬ ‫الحصول على صورة شاملة لنوعية خدمات المياه واعتماديتها في المنطقة‪ ،‬وخصوصاً فيما‬ ‫يتعلق باالستخدامات الزراعية والصناعية‪ .‬ويتيح رصد مقاصد أهداف التنمية المستدامة‬ ‫الجديدة (وال سيما الهدف ‪ 6‬المعني بالمياه) فرصة هائلة لتكوين صورة أشمل ومبنية على‬ ‫مزيد من الشواهد لحالة خدمات المياه في الشرق أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‪.‬‬ ‫السؤال الثالث‪ :‬هل يتم التعرف على المخاطر المرتبطة بالمياه وتخفيف‬ ‫آثارها كما ينبغي؟‬ ‫على الرغم من أن النمو السكاني واالقتصادي سيزيد الطلب على المياه‪ ،‬سيكون تغير‬ ‫لبرز التغيرات في إجهاد المياه السطحية في عموم المنطقة‪.‬‬ ‫المناخ المحرك الرئيسي أ‬ ‫الجهاد المائي من خالل آليات متعددة‪ ،‬من ضمنها انخفاض التساقطات‬ ‫يزيد تغير المناخ إ‬ ‫المطرية وارتفاع درجات الحرارة (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ‪،)2014‬‬ ‫ما بعد ندرة المياه‬ ‫‪ 18‬‬ ‫وارتفاع معدالت التبخر النتحي ومتطلبات المحاصيل من المياه (فيرنر ‪ ،)2012‬وموجات‬ ‫الحر الشديدة (ليليفيلد وآخرون ‪ .)2016‬سيزيد تغير المناخ إجهاد المياه السطحية في‬ ‫مناطق كثيرة ويؤدي إلى تفاوت أكبر في التساقطات المطرية‪.‬‬ ‫سيزداد إجهاد المياه السطحية نتيجة لتغير المناخ في بلدان تواجه أوضاعاً هشة‬ ‫والردن والمغرب وسوريا ستشهد‬ ‫سياسياً وبيئياً‪ .‬وتشير التوقعات إلى أن العراق ولبنان أ‬ ‫كلها مستوى أعلى كثيراً من إ‬ ‫الجهاد المائي مدفوعاً بتغير المناخ (انظر الشكل ‪ .)11‬ومن ناحية‬ ‫سيحدث زيادات أقل في إجهاد المياه السطحية في‬ ‫أخرى فإن التغير االجتماعي االقتصادي ُ‬ ‫بلدان كالجزائر وتونس واليمن وإيران‪.‬‬ ‫يسهم تغير المناخ في ارتفاع مستوى سطح البحر‪ ،‬مما يزيد من مخاطر غمر وزيادة‬ ‫النهار ومكامن المياه الجوفية في المناطق الساحلية في المنطقة‪ ،‬حيث‬ ‫ملوحة دلتا أ‬ ‫حددت دلتا أ‬ ‫النهار المنخفضة‪ ،‬كالنيل وشط العرب‪ ،‬بأنها عرضة لمخاطر آثار تغير المناخ‬ ‫ُ‬ ‫(تيسلر وآخرون ‪ ،)2015‬شأنها شأن المناطق الساحلية المنخفضة كالمنطقة الساحلية‬ ‫الشكل ‪.11‬‬ ‫المحركات المستقبلية لجهاد المياه السطحية في الشرق أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‬ ‫إ‬ ‫الضفة الغربية‬ ‫ا مارات وقطاع غزة السعودية‬ ‫مرتفعة‬ ‫قطر الكويت‬ ‫عمان‬ ‫ُ‬ ‫‪5‬‬ ‫جمهورية إيران ا س مية‬ ‫‪2030‬‬ ‫البحرين‬ ‫إ ائيل‬ ‫اليمن‬ ‫ليبيا‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ا ردن لبنان‬ ‫المغرب‬ ‫سوريا‬ ‫العراق‬ ‫مستوى ا جهاد الما‬ ‫‪3‬‬ ‫تونس‬ ‫الجزائر‬ ‫مدفوعة غالباً بتغ المناخ‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫م‬ ‫جيبو‬ ‫منخفضة‬ ‫‪0‬‬ ‫اجتماعي اقتصادي‬ ‫محرك التغي‬ ‫تغ المناخ‬ ‫بدون تغ‬ ‫تراجع ا جهاد الما‬ ‫تزايد ا جهاد الما‬ ‫السنوي في ظل ‪( RCP 8.5‬سيناريو مرتفع االنبعاثات)‬ ‫أ‬ ‫ملحوظة‪ :‬يوصف إ‬ ‫الجهاد المائي بأنه نسبة السحوبات المائية السنوية إلى متوسط توفر المياه السطحية‬ ‫االقتصادي)‪ .‬يعكس مكان البلد على المحور الفقي النسبة المئوية للتغير في إ‬ ‫الجهاد المائي‬ ‫أ‬ ‫و‪( SSP2‬سيناريو الوضع أالمعتاد فيما يخص التغير االجتماعي‬ ‫المدفوع بتغير المناخ (اليمن) أو التغير االجتماعي االقتصادي (اليسر)‪ .‬وتتم نمذجة تغير المناخ المستقبلي باستخدام مجموعة من النماذج المناخية فيما‬ ‫(‪ .)RCP 8.5‬وتتم نمذجة التغير االجتماعي االقتصادي باستخدام سيناريو متوسط حيث ال تنحرف المسارات االجتماعية‬ ‫االنبعاثات أ‬ ‫يخص سيناريو مرتفع‬ ‫النماط التاريخية (بمعنى سيناريو الوضع المعتاد فيما يخص الزيادة السكانية واالقتصاد) (أونيل وآخرون ‪ .)2015‬ال تأخذ‬ ‫االقتصادية انحرافاً ملحوظاً عن‬ ‫تقديرات إجهاد المياه السطحية في اعتبارها السحوبات من المياه الجوفية وإمدادات المياه غير التقليدية‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫عرض عام ‬ ‫السكندرية في دلتا‬ ‫المتوسطية في المغرب (سنوسي‪ ،‬وأوشاني‪ ،‬ونيازي ‪ .)2008‬وفي أ‬ ‫النيل‪ ،‬قد يتضاعف المتوسط السنوي للخسائر الناجمة عن الغمر في ‪ 2050‬ضعفين مقارنة‬ ‫بمستويات عام ‪ 2005‬في حالة استمرار معيار الحماية من الغمر الحالي (هاليغات وآخرون‬ ‫‪ .)2013‬ويتسبب ارتفاع منسوب سطح البحر في طغيان المياه المالحة على مكامن المياه‬ ‫النهار‪ .‬وتعتبر المناطق الساحلية التي تشهد استغالال ً مفرطاً لمياهها‬ ‫العذبة وأنظمة أ‬ ‫الفراط‬ ‫أ‬ ‫الجوفية عرضة بوجه خاص لطغيان المياه المالحة على مكامن المياه الجوفية؛ لن إ‬ ‫في استخراج المياه الجوفية يخلي حيزاً بحيث تتدفق المياه المالحة إلى مكامن المياه العذبة‬ ‫النهار‪ ،‬كشط العرب في العراق‪ ،‬نجد أن ارتفاع‬ ‫(مبروك وآخرون ‪ .)2013‬وفي دلتا وأنظمة أ‬ ‫منسوب سطح البحر مقروناً بنقص كميات التدفقات الخارجة من النهر يسمح لموجات‬ ‫النظمة‪ .‬وهذا‬‫المد بدفع المياه المائلة إلى الملوحة إلى مسافة أبعد في اتجاه المنبع بهذه أ‬ ‫بإمكانه أن يحول مياه أ‬ ‫النهار وموارد المياه الجوفية المتصلة بها إلى مياه مائلة إلى الملوحة‪،‬‬ ‫وله آثار مدمرة على البيئة في البلدان المتشاطئة‪.‬‬ ‫الرجح‪.‬‬‫ترتفع مخاطر الفيضانات والجفاف‪ ،‬وستلحق بالفقراء ضرراً غير متناسب على أ‬ ‫الشد عرضة للصدمات المرتبطة بالمناخ في الشرق‬ ‫وتعتبر الشرائح السكانية الفقيرة أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا (هاليجات وآخرون ‪2016‬؛ وودون وآخرون ‪ .)2014‬تعتبر الفيضانات‬ ‫أ‬ ‫الكثر تكراراً في المنطقة‪ ،‬حيث تضاعفت النسبة المئوية من الناتج‬ ‫الكارثة الطبيعية أ‬ ‫الجمالي المن َتجة في المناطق المعرضة للفيضانات بالمنطقة ثالثة أضعاف بين‬ ‫المحلي إ‬ ‫عامي‪ 1979 ‬و‪ .2009‬ومن المتوقع حدوث موجات جفاف أكثر حدة وقسوة نتيجة لتغير‬ ‫المناخ‪ .‬فموجات الجفاف التي شهدتها المنطقة مؤخراً كانت استثنائية قياساً على التفاوت‬ ‫اللفية السابقة (كوك وآخرون ‪ ،)2016‬مما يزيد الشواغل من احتمال‬ ‫الطبيعي المرصود في أ‬ ‫ازدياد أوضاع الجفاف تفاقماً بفعل تغير المناخ‪.‬‬ ‫تُسفر ندرة المياه عن مفاضالت قاسية بوجه خاص على محور المياه والطاقة والغذاء‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‪ .‬وتنطوي العالقات المتداخلة بين قطاعات‬ ‫في منطقة الشرق أ‬ ‫المياه والغذاء والطاقة على مفاضالت صعبة وعواقب غير مقصودة‪ .‬وتبرهن الحاجة إلى‬ ‫لنتاج المياه (للتحلية وضخ المياه الجوفية)‪،‬‬ ‫المياه إ‬ ‫لنتاج الغذاء‪ ،‬والحاجة إلى الطاقة إ‬ ‫على أهمية صالت الربط عبر هذه القطاعات لتحقيق أ‬ ‫المن المائي‪ .‬وتدعو الحاجة إلى‬ ‫نُهج متكاملة عبر محور المياه والغذاء والطاقة لتخفيف وطأة المخاطر المرتبطة بالمياه‬ ‫وتحقيق مقاصد أهداف التنمية المستدامة‪ .‬وقد اعترفت جامعة الدول العربية بأهمية‬ ‫النهج المترابطة متعددة القطاعات في حل مشكالت إدارة الموارد المعقدة في إطارها‬ ‫الستراتيجي للتنمية المستدامة (جليل ‪.)2014‬‬ ‫إ‬ ‫تتيح المتاجرة في المياه المتضمنة في السلع (تجارة المياه االفتراضية) طريقة لنقل‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا التي تعاني من‬ ‫موارد المياه من مناطق أخرى إلى منطقة الشرق أ‬ ‫الجهاد المائي‪ ،‬حيث تستورد المنطقة مياهاً افتراضية من كل أنحاء العالم (انظر‪ ‬الخريطة‪)2 ‬‬ ‫إ‬ ‫(آالن‪ .)2001 ،‬وتعتبر الواليات المتحدة أكبر ّ‬ ‫مصدر منفرد للمياه االفتراضية إلى المنطقة‪،‬‬ ‫ما بعد ندرة المياه‬ ‫‪ 20‬‬ ‫الرجنتين وأستراليا والبرازيل (أنتونيلي‪ ،‬وتاميا ‪ .)2015‬وتمثل المنطقة أكبر مستورد‬‫تليها أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا من بين البلدان‬ ‫قمح في العالم‪ ،‬وهناك سبعة بلدان في الشرق أ‬ ‫الثالثين أ‬ ‫الكثر استيراداً أ‬ ‫للغذية في العالم‪ .‬وبإمكان التجارة في المياه االفتراضية أن تساعد‬ ‫على إعادة تخصيص المياه من الزراعة المروية إلى قطاعات أخرى أعلى قيمة في الشرق‬ ‫يحسن بالتالي إنتاجية المياه االقتصادية الكلية في المنطقة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬مما ّ‬ ‫المن المائي والغذائي بشكل متزامن‪ ،‬وذلك إذا كانت‬ ‫بإمكان المياه االفتراضية أن تعزز أ‬ ‫هناك إدارة للمخاطر ذات الصلة‪ .‬أوالً‪ :‬اتجاه التجارة الصافية في المياه بحاجة إلى إدارة‪.‬‬ ‫ازدادت واردات المياه االفتراضية إلى المنطقة بأكثر من ‪ %150‬بين عامي ‪ 1986‬و‪2010‬‬ ‫(أنتونيلي‪ ،‬واليو‪ ،‬وتاميا ‪ .)2017‬وازدادت صادرات المياه االفتراضية من المنطقة بأكثر من‬ ‫‪ %300‬خالل الفترة ذاتها‪ ،‬لكنها ظلت تتراجع منذ ‪ 2010‬في أعقاب السياسات والقيود‬ ‫الجديدة على التصدير (أنتونيلي‪ ،‬وتاميا ‪ .)2015‬ويشير هذا إلى أهمية التوفيق بين سياسات‬ ‫المن المائي‪ .‬فبعض الدول عازفة عن االعتماد‬ ‫البلد الزراعية والتجارية وأهدافه على صعيد أ‬ ‫لنها تعتبر كال ً من الغذاء والماء قضيتي أمن قومي (سواين‪،‬‬ ‫أكثر مما يجب على الواردات؛ أ‬ ‫وياجرسكوج ‪ .)2016‬فبإمكان صدمات أسعار الغذاء واالختالالت التي تعتري النقل والمخاطر‬ ‫الخرى التأثير على التجارة في المياه االفتراضية‪ .‬هناك أيضاً مخاطر اجتماعية‬ ‫النظمية أ‬ ‫ُّ‬ ‫لن قطاعات سكانية كبيرة تعتمد على الزراعة في كسب رزقها‪.‬‬ ‫مرتبطة ال بد من إدارتها؛ أ‬ ‫الخريطة ‪.2‬‬ ‫صافي التجارة في المياه االفتراضية مع الشرق أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا حسب المنطقة من العالم‪2015 ،‬‬ ‫البنك الدو ل نشــاء والتعم ‪ – 43080‬أغســطس‪/‬آب ‪2017‬‬ ‫‪%13‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪26%‬‬ ‫‪%14‬‬ ‫‪%17‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‏‏المصدر‪ :‬البنك الدولي ببيانات من أنتونيلي‪ ،‬وتاميا ‪.2015‬‬ ‫المستوردة إلى الشرق أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا من تلك المنطقة‪.‬‬ ‫ملحوظة‪ :‬تدل ثخانة السهم على الكمية النسبية للمياه‬ ‫‪21‬‬ ‫عرض عام ‬ ‫ويضيف االعتماد على المياه المشتركة العابرة للحدود طبقة من عدم اليقين والمخاطر‬ ‫المحتملة إلى إدارة الموارد المائية وتخطيطها في المنطقة‪ .‬وثمة جزء كبير من موارد‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا عابر للحدود‪،‬‬ ‫المياه السطحية والجوفية على السواء في الشرق أ‬ ‫وهناك بعض البلدان يعتمد اعتماداً مكثفاً على هذه الموارد المشتركة (انظر الخريطة ‪.)3‬‬ ‫وتشكّل الموارد المائية السطحية العابرة للحدود في المنطقة حوالي ‪ ،%60‬وتشترك كل‬ ‫القل‪ .‬وتنشأ كبرى المخاطر عندما يجتمع في البلد‬ ‫البلدان في مكمن مياه جوفية واحد على أ‬ ‫التية من منشأ خارج حدوده وارتفاع اعتماده على هذه‬ ‫الواحد ارتفاع النسبة المئوية للمياه آ‬ ‫لن االتفاقيات العابرة للحدود‬ ‫المياه المشتركة‪ .‬ويشكل تغير المناخ مزيداً من التحديات؛ أ‬ ‫غالباً ما تكون مستندة إلى متوسطات متعددة السنوات بدال ً من استنادها إلى نسب مئوية‬ ‫من التدفقات‪ ،‬وبالتالي يمكن لهذه االتفاقيات التعرض لضغط كبير عند انحراف توفّر المياه‬ ‫النماط التاريخية‪ .‬وال غنى عن إقامة عالقات بناءة وشفافة ومنصفة فيما يتعلق بالموارد‬‫عن أ‬ ‫المائية المشتركة عبر الحدود‪.‬‬ ‫بإمكان الهشاشة وعدم االستقرار السياسي إبطاء أو محو ما تحقق من مكاسب في‬ ‫المن المائي بدوره أن يفاقم الهشاشة‪ .‬ويزيد النزوح‬ ‫أ‬ ‫المن المائي‪ ،‬وبإمكان انعدام أ‬ ‫القسري للسكان بشدة من صعوبة تحقيق أ‬ ‫المن المائي‪ ،‬حيث يمكن أن يؤدي تدفق الالجئين‬ ‫إلى تفاقم الضغوط الديموغرافية على الموارد المائية المحدودة‪ ،‬مما يؤدي إلى توترات‬ ‫الخريطة ‪.3‬‬ ‫مكامن المياه الجوفية الرئيسية العابرة للحدود في الشرق أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‬ ‫‏‏المصدر‪ :‬المركز الدولي لتقييم موارد المياه الجوفية‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬يمكن العثور على أسماء مكامن المياه في التقرير الكامل‬ ‫ما بعد ندرة المياه‬ ‫‪ 22‬‬ ‫اجتماعية وازدياد الهشاشة داخل مجتمعات الالجئين وبين الالجئين والمجتمعات المضيفة‪.‬‬ ‫وبصفة خاصة‪ ،‬تتفشى مخاطر العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس تجاه النساء‬ ‫والفتيات الالئي يحتجن إلى الوصول إلى خدمات الصرف الصحي ومرافق الطهي ونقاط‬ ‫المياه في مخيمات الالجئين‪ .‬وبإمكان االستثمارات في أ‬ ‫المن المائي أن تساعد على كسر‬ ‫المن المائي وعدم االستقرار‪ ،‬والمساهمة في‬‫هذه الدائرة المفرغة المتمثلة في انعدام أ‬ ‫االستقرار والقدرة على الصمود‪.‬‬ ‫إحداث تحول في أوضاع المياه‪ :‬فرص وحلول أ‬ ‫للمن المائي‬ ‫ّ‬ ‫االبتكارات على صعيد التكنولوجيا والحوكمة ‪ -‬في المنطقة وعالمياً ‪ -‬متسارعة لتلبية‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا تنفيذ بعض من أبرز‬ ‫الحاجة الملحة إلى العمل‪ .‬يشهد الشرق أ‬ ‫االبتكارات في مجال إدارة المياه في العالم‪ .‬تشمل هذه االبتكارات جهوداً على درجة عالية‬ ‫بالضافة إلى أحدث تكنولوجيات إعادة تدوير‬ ‫من النجاح لزيادة كفاءة استخدام المياه إ‬ ‫المياه والسياسات ذات الصلة التي نجحت في إعادة تخصيص المياه من االستخدامات‬ ‫متدنية القيمة إلى االستخدامات عالية القيمة‪.‬‬ ‫لدارة الموارد المائية وتقديم خدمات‬ ‫وهناك طائفة متاحة من التكنولوجيات الجديدة إ‬ ‫المياه لتشجيع الكفاءة‪ .‬يمكن استخدام القياس بالعدادات الذكية على وجه الخصوص‬ ‫لتحسين دقة الفوترة وتقييم االستهالك وزيادة وعي المستخدمين باستهالكهم‪ .‬فكما تُظهر‬ ‫الخبرات المستمدة من المنطقة وعالمياً‪ ،‬يساعد القياس بالعدادات الذكية أيضاً مقدمي خدمات‬ ‫المياه على تحديد التسربات وخفض تكاليف التشغيل وتوعية المستخدمين بقيمة المياه‪.‬‬ ‫تساعد التكنولوجيا أيضاً على تحسين تقديم خدمات المياه‪ ،‬وال سيما للمحرومين‬ ‫النظمة المتنقلة خدمة عمالء محسنة بالسماح بالرصد في الزمن الحقيقي‬ ‫والفقراء‪ .‬تضمن أ‬ ‫للبنية التحتية المائية‪ ،‬ولهذا أهمية خاصة للوقوف على القضايا التشغيلية وحلها في‬ ‫المناطق الريفية‪ ،‬التي قد يصعب فيها رصد حالة هذه البنية التحتية‪ .‬عالوة على ذلك‪،‬‬ ‫تشجع التقنيات المتنقلة الحصول سريعا على المعلومات وتبادل البيانات‪ ،‬مما يسفر عن‬ ‫منظومة مساءلة‪ ،‬وهذا بدوره يعزز من مشاركة الجمهور ويشجع على المزيد من التخصيص‬ ‫المنصف والشفاف لهذا المورد‪ .‬وأخيراً تُظهر الشواهد المستمدة من أجزاء مختلفة من‬ ‫العالم أن تطبيق الخيارات المتنقلة لدفع رسوم المياه يحسن كفاءة التحصيل ويزيد‬ ‫إيرادات مرافق المياه‪ ،‬مما يوفر القوة المالية لتوسيع الخدمات وإيصالها إلى المحرومين‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫عرض عام ‬ ‫ويجري استخدام تقنيات وممارسات إعادة تدوير المياه والحد من الهدر بشكل متزايد‬ ‫في المنطقة‪ .‬فهناك بلدان عديدة أدركت منافع إعادة تدوير المياه‪ ،‬ويهدف بعضها إلى‬ ‫إعادة تدوير كل مياهه العادمة بحلول ‪ .2030‬وتظهر الخبرات اليجابية المستمدة من أ‬ ‫الردن‬ ‫إ‬ ‫(السمرا) وتونس (وادي سوحيل) إمكانية إعادة تدوير المياه العادمة بشكل مأمون الستخدامها‬ ‫في الري وإعادة الشحن االصطناعي لمكامن المياه الجوفية‪ .‬وبفضل االنخفاضات التي‬ ‫الغشية أيضاً بدأت‬ ‫حدثت مؤخراً في تكلفة تحلية المياه والتقدم الذي شهدته تكنولوجيا أ‬ ‫تحلية المياه تصير بشكل متزايد بديال ً قابال ً للتطبيق لموارد المياه العذبة التقليدية‪.‬‬ ‫الدارة المتكاملة لموارد المياه في المدن أن تسهم في تحسين‬ ‫بإمكان االبتكارات في إ‬ ‫جودة خدمات المياه الحضرية والزراعية واعتماديتها واستدامتها‪ .‬تنظر إ‬ ‫الدارة المتكاملة‬ ‫لموارد المياه في المدن إلى خدمات المياه في المدن من حيث عالقتها الوثيقة بديناميات‬ ‫الوسع من ناحية أخرى (البنك الدولي ‪.)2012‬‬ ‫تنميتها بالمدن من ناحية وبسياق الحوض أ‬ ‫ووسعت في مناطق كثيرة تعاني من ندرة المياه في العالم‪.‬‬ ‫وقد ُ‬ ‫جربت هذه ال ُّنهج واخ ُتبرت ُ‬ ‫ستشجع هذه النهج المدن على خلق أوجه تآزر قوية داخل حوض المياه وخارجه‪ ،‬وذلك‬ ‫مثال ً من خالل تنمية المياه المعاد استخدامها لتلبية احتياجات قطاع الزراعة‪ ،‬أو التحلية‬ ‫المشتركة للمياه مع قطاع الصناعة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لدارة المياه‪ ،‬حيث تؤدي‬ ‫ويتطلب المن المائي أيضاً التحرك صوب محفظة منوعة إ‬ ‫الحلول المنوعة إلى زيادة القدرة على الصمود في وجه الصدمات النظمية‪ ،‬سواء مناخية‬ ‫أو اقتصادية‪ .‬ويبدأ هذا بـ "إكمال حلقة الموارد المائية" بدال ً من النظر في استخدام المياه‬ ‫المثلة على التنويع تعظيم االستفادة‬ ‫باعتباره "استخداماً مرة واحدة عبر النظام"‪ .‬تشمل أ‬ ‫من التخزين السطحي المحلي وتخزين المياه الجوفية‪ ،‬وتطوير موارد مائية غير تقليدية‬ ‫كالتحلية وإعادة التدوير وإعادة الشحن‪ ،‬والحد من التسربات‪ ،‬وتشجيع الحفاظ على المياه‪.‬‬ ‫إن زيادة التنسيق المؤسسي بين قطاعات المياه والطاقة والزراعة تعزز جهود إدارة‬ ‫المياه‪ .‬ويتطلب النجاح في خفض استخدام المياه وإعادة تخصيص المياه لالستخدامات‬ ‫العلى قيمة تنسيقاً بين مختلف الوزارات وزيادة الوضوح التنظيمي وتبادل البيانات‪ .‬ونرى‬ ‫أ‬ ‫الدارة الناجحة للمياه حول العالم بالتوازي مع سياسات تأخذ في اعتبارها الطاقة والزراعة‪.‬‬‫إ‬ ‫وتظهر الخبرات المستمدة من المنطقة إمكانية تنفيذ الحوافز المناسبة لتشجيع‬ ‫وفورات المياه وإعادة تخصيصها‪ .‬ويمكن تطوير هذه الحوافز على نحو يتفادى آ‬ ‫الثار غير‬ ‫ما بعد ندرة المياه‬ ‫‪ 24‬‬ ‫المتناسبة على الفقراء والقالقل االجتماعية‪ .‬وتشمل الحوافز جيدة التصميم االستهداف‬ ‫الدقيق للتغييرات السعرية‪ ،‬وذلك مثال باستهداف المستخدمين أ‬ ‫العلى استهالكاً‪ ،‬والحمالت‬ ‫ً‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫الجماهيرية التي توضح أسباب التغييرات في السعار وتوفر الليات التعويضية‪.‬‬ ‫وأقيمت أيضاً شراكات بين القطاعين العام والخاص في المنطقة للتغلب على القيود‬ ‫التشغيلية التي تتعرض لها مرافق المياه‪ .‬تعتبر منطقة الشرق أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‬ ‫الشد نشاطاً في العالم بجانب الصين من حيث الشراكات بين القطاعين العام‬ ‫المكان أ‬ ‫والخاص في إدارة المياه‪ ،‬مما أدى إلى تحسين أداء المرفق على مدى السنوات الست‬ ‫الن في عموم المنطقة حوالي ‪ 28‬مليون شخص يتمتعون بخدمات‬ ‫الماضية‪ .‬وهناك آ‬ ‫محسنة من خالل الشراكات بين القطاعين العام والخاص في المرفق‪.‬‬ ‫هناك دور متزايد للتمويل المقدم من القطاع الخاص للبنية التحتية المائية‪ ،‬حيث‬ ‫ركزت معظم الشراكات بين القطاعين العام والخاص في المنطقة على كفاءة الخدمة‪،‬‬ ‫وهناك آ‬ ‫الن اهتمام متزايد بتعبئة رأس المال الخاص لتلبية االحتياجات التمويلية الهائلة‬ ‫للبنية التحتية المائية‪ .‬تثبت محطات معالجة المياه العادمة في البحرين ومصر أ‬ ‫والردن‬ ‫ُ‬ ‫بالضافة إلى مشاريع الري في المغرب‪ ،‬أن القطاع الخاص لديه الدافع لتوفير‬ ‫وإيران‪ ،‬إ‬ ‫التمويل للشراكات بين القطاعين العام والخاص والعمل على وجود مرافق مياه تتمتع‬ ‫بأهلية ائتمانية يمكنها اجتذاب المزيد من تمويل القطاع الخاص عند التصدي لقضايا‬ ‫التعريفات والدعم المالي الجزئي وضمان المدفوعات‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫القليمي‪.‬‬‫ويعني تحقيق المن المائي العمل معاً‪ ،‬من مستوى السرة إلى المستوى إ‬ ‫ويعني هذا ‪ -‬من المنظور المائي أ‬ ‫للسرة ‪ -‬إشراك النساء‪ ،‬الالئي يتحملن غالباً المسؤولية‬ ‫الرئيسية عن استخدام المياه والحفاظ عليها‪ .‬ال بد من االعتراف بحقوق المرأة وتمثيلها‬ ‫ومواردها والوفاء بها‪ ،‬من أجل االحتوال االجتماعي والتنمية المستدامة على حد سواء‪.‬‬ ‫ينبغي أيضاً إشراك الشباب في صوغ توقعات وممارسات الجيل المقبل على صعيد المياه‪.‬‬ ‫بإمكان التعاون في مجال المياه تعزيز المزيد من الثقة وتضافر الجهود على المستوى‬ ‫الوسط‬ ‫القليمي‪ .‬ويعكف البنك الدولي على مساندة التعاون القليمي عبر بلدان الشرق أ‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫القليمي المتمحور‬ ‫وشمال أفريقيا‪ ،‬حيث يشجع في إطار إستراتيجيته إ‬ ‫القليمية التعاون إ‬ ‫الخرى في المنطقة كالطاقة والتعليم‪ ،‬وهو ال‬‫حول المياه وسلع النفع العام والقطاعات أ‬ ‫يرمي من وراء هذا المجال إلى تشجيع التعاون تحقيقاً لمنافعه فحسب‪ ،‬بل أيضاً باعتباره‬ ‫وسيلةً لتعزيز السالم واالستقرار في المنطقة (ديفاراجان ‪ .)2015‬يجب أن تستمر جهود‬ ‫‪25‬‬ ‫عرض عام ‬ ‫جامعة الدول العربية لتدعيم إدارة المياه في المنطقة‪ .‬وسيكتسب العمل الذي تقوم‬ ‫به الجمعية العربية لمرافق المياه في مجال استخدام أسس المقارنة المرجعية لمرافق‬ ‫المياه وتتبع أداء خدمات المياه في عموم المنطقة قيمة أعظم في إطار أهداف التنمية‬ ‫المستدامة‪ .‬وعلى صعيد مماثل‪ ،‬يعتبر التعاون بين الباحثين والجامعات من خالل الشبكات‬ ‫الراسخة والناشئة‪ ،‬كشبكة مراكز التميز في مجال المياه في الشرق أ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا‪،‬‬ ‫الوسط‬‫شيئاً ال غنى عنه‪ .‬وأخيراً فبإمكان المنظمات غير الحكومية‪ ،‬كمنظمة إيكوبيس الشرق أ‬ ‫غير الحكومية القليمية السرائيلية الفلسطينية أ‬ ‫الردنية‪ ،‬والمنظمات الدولية أن تساهم‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫بالمعرفة والموارد المالية لمساعدة بلدان واقتصادات الشرق الوسط وشمال أفريقيا على‬ ‫التصدي لبعض تحدياتها المائية‪.‬‬ ‫ويعتبر إشراك المجتمع المدني وتوعيته بقضايا المياه والحفاظ على المياه بالغ أ‬ ‫الهمية‬ ‫ُ‬ ‫أيضاً لضمان النجاح‪ ،‬ويتطلب تغيير ممارسات إدارة المياه لضمان مستوى أفضل من‬ ‫تقديم الخدمات واستدامة استخدامات المياه تغيير مواقف أ‬ ‫الفراد والمسؤولين الحكوميين‬ ‫بقدر ما يتطلب تطبيق حوافز وترتيبات مؤسسية‪ .‬ويمثل تشجيع المحافظة على المياه في‬ ‫بالضافة إلى‬ ‫آ‬ ‫المدارس إحدى الليات المحتملة لتغيير وعي الناس ومواقفهم تجاه المياه‪ ،‬إ‬ ‫الحمالت إ‬ ‫العالمية لزيادة الوعي بتحديات المياه‪.‬‬ ‫مع أن الفرص والتجارب الواردة هنا يمكن أن تكون منطلقات للعمل‪ ،‬فإن الحلول‬ ‫ستتوقف على السياق‪ .‬هناك قائمة زاخرة بالخيارات التكنولوجية والمالية والمؤسسية‪،‬‬ ‫الجراءات الصحيحة ستختلف تبعاً للبلد أو الحوض أو المدينة؛ وهذا بفضل تنوع‬ ‫لكن إ‬ ‫أ‬ ‫الخصائص البيئية واالقتصادية واالجتماعية السياسية في الشرق الوسط وشمال أفريقيا‪.‬‬ ‫الزمات التي طال أمدها‬ ‫الولوية لبعض الجراءات التدخلية أثناء أوقات أ‬ ‫وسيتعين إعطاء أ‬ ‫إ‬ ‫مقارنة إ‬ ‫بالجراءات التدخلية واالستثمارات التي يمكن تنفيذها في فترة ما بعد انتهاء الصراع‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ونظراً لحجم الخلل الناجم عن الصراعات وطبيعة الزمات التي طال أمدها في المنطقة‪،‬‬ ‫العمار‬‫لن يفلح النهج التقليدي المتمثل في انتظار انتهاء الصراع قبل تنفيذ خطط إعادة إ‬ ‫القليمية‪ ،‬فإن منطقة الشرق‬ ‫(ديفاراجان ‪ .)2015‬وكما جاء في إستراتيجية البنك الدولي إ‬ ‫الوسط وشمال أفريقيا تتطلب نهجاً ديناميكياً يقوم بجمع الشركاء الخارجيين‪ ،‬وتعبئة موارد‬ ‫أ‬ ‫الطول أجال ً حيثما وأينما‬‫تمويلية كبيرة‪ ،‬وتجاوز المساعدات النسانية الطارئة إلى التنمية أ‬ ‫إ‬ ‫خبت جذوة الصراعات‪.‬‬ ‫تبرهن المنطقة على مجموعة من الحلول المحتملة للتحديات التي تواجهها في إدارة‬ ‫المياه‪ ،‬لكن الحاجة تدعو إلى حوافز واضحة قوية لتحفيز العمل‪ .‬وتدعو الحاجة إلى‬ ‫ما بعد ندرة المياه‬ ‫‪ 26‬‬ ‫تقديم حوافز للمحافظة على المياه واالبتكار‪ ،‬وذلك لتغيير الطريقة التي تدار بها المياه‪.‬‬ ‫ويمكن أن تأتي هذه الحوافز من خالل السياسات أو التسعير أو التخصيص أو التنظيم‪.‬‬ ‫فإن لم تعد المياه متاحة أو صارت باهظة التكلفة‪ ،‬فسيستجيب مستخدموها‪ ،‬وسيبتكرون‪،‬‬ ‫وسيجدون طرقاً أفضل لتعظيم االستفادة من القليل‪ ،‬وسيعتمدون الحلول المثبتة‬ ‫ويكيفون أو يخلقون حلوال ً جديدة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫القليمية والعالمية هو أن التكنولوجيا والسياسات‬ ‫أهم درس مستفاد من الخبرة إ‬ ‫أ‬ ‫الستراتيجيات‬ ‫والدارة المؤسسية يجب أن تتطور معاً لتحقيق المن المائي‪ .‬لقد حققت إ‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التي تسعى إلى "ضمان المن المائي بتحلية المياه" تقدماً محدوداً على طريق المن المائي‪.‬‬ ‫وتُظهر الخبرة العالمية أن البلدان والمدن التي يقال إنها تغلبت على حدود ندرة المياه‬ ‫فعلت ذلك من خالل إ‬ ‫الدارة المتكاملة لكل من الموارد المائية (التقليدية وغير التقليدية)‬ ‫وخدمات المياه والحد من المخاطر المرتبطة بالمياه (الشكل ‪ .)12‬وقد سمح لها هذا‬ ‫بالتغلب فعلياً على قيود الندرة في مواردها المائية‪ .‬ويوائم مديرو المياه المتطورون هؤالء‬ ‫بفاعلية‪ .‬بين تخطيط الموارد المائية وإدارتها والمؤسسات ونظم المعلومات والبنية التحتية‬ ‫وإدارة المخاطر والحوافز للحصول على مزيد من المياه وتخزينها‪ ،‬وتخصيصها على نحو‬ ‫أكثر كفاءة‪ ،‬وإيصالها على نحو أكثر فاعلية إلى العمالء‪ .‬وقد فعلوا هذا مع حفاظهم في‬ ‫الوقت نفسه على جودة مواردهم المائية واستدامتها‪.‬‬ ‫الشكل ‪.12‬‬ ‫الحوكمة وحوافز اغتنام الفرص الناشئة في إدارة الموارد المائية وتقديم‬ ‫الوسط وشمال‬‫خدمات المياه وتخفيف المخاطر المرتبطة بالمياه في الشرق أ‬ ‫أفريقيا‪.‬‬ ‫تقديم خدمات‬ ‫المخاطر المرتبطة‬ ‫إدارة الموارد‬ ‫المياه‬ ‫بالمياه‬ ‫المائية‬ ‫ال اعات والهجرة‬ ‫ا من الغذا‬ ‫التوجه نحو‬ ‫تغ المناخ‬ ‫الكفاءة‬ ‫العم ء‬ ‫التلوث‬ ‫القدرة ع الدفع‬ ‫المياه العابرة‬ ‫ا ستدامة‬ ‫القطاع الخاص‬ ‫للحدود‬ ‫التنويع‬ ‫ا ستدامة‬ ‫الموثوقية‬ ‫مياه جوفية‬ ‫المالية‬ ‫إعادة التدوير‬ ‫الحوكمة والحوافز‬ 27 ‫عرض عام‬ ‫سيكون للإخفاق في اغتنام هذه الفرص تداعيات كبيرة على االستقرار السياسي‬ ‫ فكما تظهر أزمة الصراعات والهجرة التي‬.‫واالقتصادي والبيئي في المنطقة وخارجها‬ ‫أ‬ ‫الخفاق السياسي في التصدي‬ ‫ فإن إ‬،‫تتكشف فصولها حالياً في الشرق الوسط وشمال أفريقيا‬ .‫لتحديات المياه يمكن أن تكون له آثار وخيمة على رفاهة البشر واالستقرار السياسي‬ ‫الستراتيجي المطروح على المنطقة هو ما إذا كانت البلدان ستتصرف ببعد‬ ‫إن السؤال إ‬ ‫أ‬ ‫نظر وعزيمة لتعزيز المن المائي أو ما إذا كانت ستنتظر رد فعل واالستجابة لالختالالت‬ .‫الحتمية التي تتمخض عنها أزمات المياه‬ ‫مالحظات‬ ‫الجهاد المائي عندما يكون سحب المياه لالستخدامات البشرية والزراعية والصناعية مرتفعا نسبيا مقارنة بمستوى الموارد‬‫ ينشأ إ‬. 1 .‫ أي أن نسبة سحب المياه إلى توفر المياه مرتفعة‬- ‫المائية المتجددة‬ .‫ التسعير يشير إلى رسم يغطي تكلفة تقديم الخدمة‬. 2 ‫ثبت المراجع‬ ‫ الدروس‬.‫ “إصالح مرافق المياه في المنطقة العربية‬.2014 .‫الجمعية العربية لمرافق المياه‬ ‫ أ‬،‫ عمان‬،‫ الجمعية العربية لمرافق المياه‬.”‫المستفادة والمبادئ التوجيهية‬ .‫الردن‬ Allan, J. A. 2001. The Middle East Water Questions. Hydropolitics and the Global Economy. London: IB Tauris. Antonelli, M., F. Laio, and S. Tamea. 2017. “Water Resources, Food Security and the Role of Virtual Water Trade in the MENA Region.” In Governance of Environmental Change within a Human Security Perspective, edited by M. Behnassi. Springer. Antonelli, M., and S. Tamea. 2015. “Food-Water Security and Virtual Water Trade in the Middle East and North Africa.” International Journal of Water Resources Development 31 (3): 326–42. ‫ المجلس‬:‫ القاهرة‬.‫ التقرير النهائي‬.‫ معاً نحو مياه عربية آمنة‬،‫ المنتدى العربي الثالث للمياه‬.2014 .‫العربي للمياه‬ Aylward, B., H. Seely, R. Hartwell, and J. Dengel. 2010. “The Economic Value of Water for Agricultural, Domestic and Industrial Uses: A Global Compilation of Economic Studies and Market Prices.” Prepared for the United Nations Food and Agricultural Organization (UN FAO) by Ecosystem Economics. Berglöf, E., and S. Devarajan. 2015. “Water for Development: Fulfilling the Promise.” In Water for Development – Charting a Water Wise Path, edited by A. Jägerskog, T. J. Clausen, T. Holmgren, and K. Lexén.. Report No 35. Stockholm: Stockholm International Water Institute (SIWI). Cook, B. I., K. J. Anchukaitis, R. Touchan, D. M. Meko, and E. R. Cook. 2016.‫كوك‬ “Spatiotemporal Drought Variability in the Mediterranean over the Last 900 Years.” Journal of Geophysics Research Atmospheres 121: 2060–74. ‫ما بعد ندرة المياه‬ 28 Devarajan, S. 2015. “An Exposition of the New Strategy, ‘Promoting Peace and Stability in the Middle East and North Africa.’” Working Paper 102936, World Bank, Washington, DC. FAO (Food and Agricultural Organization of the United Nations). 2011. Global Food Losses and Waste–Extent, Causes and Prevention. Rome: FAO. Fuente, D., J. Gakii Gatua, M. Ikiara, J. Kabubo-Mariara, M. Mwaura, and D. Whittington. 2016. “Water and Sanitation Service Delivery, Pricing, and the Poor: An Empirical Estimate of Subsidy Incidence in Nairobi, Kenya.” Water Resources Research 52: 4845–62. García, N., I. Harrison, N. Cox, and M. F. Tognelli. 2015. The Status and Distribution of Freshwater Biodiversity in the Arabian Peninsula. Gland, Switzerland, Cambridge, UK, and Arlington, VA: IUCN (International Union for Conservation of Nature). Gelil, I. A. 2014. “Proposal for an Arab Strategic Framework for Sustainable Development, 2015–2025.” Arab High Level Forum on Sustainable Development, Economic and Social Commission for Western Asia (ESCWA), United Nations, Amman, April 2–4. Global Water Intelligence. 2016a. “Global Water Market 2017: Meeting the World’s Water and Wastewater Needs until 2020.” Global Water Intelligence. .2016b. Global Water Tariff Survey 2016. Global Water Intelligence .--------- Grey, D., and C. Sadoff. 2007. “Sink or Swim? Water Security for Growth and Development.” Water Policy 9 (6): 545–71. Hallegatte, S., M. Bangalore, L. Bonzanigo, M. Fay, T. Kane, U. Narloch, J. Rozenberg, D. Treguer, and A. Vogt-Schilb. 2016. Shock Waves: Managing the Impacts of Climate Change on Poverty. Climate Change and Development. Washington, DC: World Bank. Hallegatte, S., C. Green, R. J. Nicholls, and J. Corfee-Moriot. 2013. “Future Flood Losses in Major Coastal Cities.” Nature Climate Change 3: 802–06. Hutton, G. 2013. “Global Costs and Benefits of Reaching Universal Coverage of Sanitation and Drinking-water Supply.” Journal of Water and Health 11 (1): 1–12. IGRAC (International Groundwater Resources Assessment Centre) and UNESCO-IHP (UNESCO International Hydrological Programme). 2015. Transboundary Aquifers of the World [map]. Edition 2015. Scale 1: 50 000 000. Delft, Netherlands: IGRAC. IPCC (Intergovernmental Panel on Climate Change). 2014. “Climate Change 2014: Impacts, Adaptation, and Vulnerability.” Part B: Regional Aspects, Contribution of Working Group II to the Fifth Assessment Report of the Intergovernmental Panel on Climate Change, 1327–70. Cambridge, U.K.: Cambridge University Press. Kochhar, K., C. Pattillo, Y. Sun, N. Suphaphiphat, A. Swiston, R. Tchaidze, B. Clements, S. Fabrizio, V. Flamini, L. Redifer, H. Finger, and an IMF Staff Team. 2015. “Is the Glass Half Empty or Half Full? Issues in Managing Water Challenges and Policy Instruments.” Staff Discussion Note SDN/15/11, International Monetary Fund, Washington, DC. Kummu, M., H. de Moel, M. Porkka, S. Siebert, O. Varis, and P. J. Ward. 2012. “Lost Food, Wasted Resources: Global Food Supply Chain Losses and their Impacts on Freshwater, Cropland and Fertilizer Use.” Science of the Total Environment 438: 477–89. 29 ‫عرض عام‬ Lelieveld, J., Y. Proestos, P. Hadjinicolaou, M. Tanarhte, E. Tyrlis, and G. Zittis. 2016. “Strongly Increasing Heat Extremes in the Middle East and North Africa (MENA) in the 21st Century.” Climatic Change 137 (1): 245–60. Mabrouk, M. B., A. Jonoski, D. Solomatine, and S. Uhlenbrook. 2013. “A Review of Seawater Intrusion in the Nile Delta Groundwater System–The Basis for Assessing Impacts due to Climate Changes and Water Resources Development.” Hydrology and Earth Systems Sciences 10: 10873–911. O’Neill, B. C., E. Kriegler, K. K. Ebi, E. Kemp-Benedict, K. Riahi, D. S. Rothman, B. J. van Ruijven, D. P. van Vuuren, and J. Berkmann. 2015. “The Roads Ahead: Narratives for Shared Socioeconomic Pathways Describing World Futures in the 21st Century.” Global Environmental Change 42: 169–80. Richey, A. S., B. F. Thomas, M.-H. Lo, J. S. Famiglietti, S. Swenson, and M. Rodell. 2015. “Uncertainty in Global Groundwater Storage Estimates in a Total Groundwater Stress Framework.” Water Resources Research 51: 5198–5216. doi:10.1002/2015WR017351. ‫ استطالع الرأي العام للمنتدى العربي‬.”‫ “أنماط االستهالك في البلدان العربية‬.2015 ‫ نجيب‬،‫صعب‬ .‫ المنتدى العربي للبيئة والتنمية‬.‫للبيئة والتنمية‬ Sadoff, C. W., E. Borgomeo, and D. de Waal. 2017. Turbulent Waters: Pursuing Water Security in Fragile Contexts. Washington, DC: World Bank. Sadoff, C. W., J. W. Hall, D. Grey, J. C. J. H. Aerts, M. Ait-Kadi, C. Brown, A. Cox, S. Dadson, D. Garrick, J. Kelman, P. McCornick, C. Ringler, M. Rosegrant, D. Whittington, and D. Wiberg. 2015. Securing Water, Sustaining Growth: Report of the GWP/OECD Task Force on Water Security and Sustainable Growth. Oxford, U.K.: University of Oxford. ‫لثار ارتفاع منسوب‬ ‫ “تقييم مدى التعرض آ‬.2008 .‫ وسعيدة نيازي‬،‫ وتاشفين أوشان‬،‫ ماريا‬،‫سنوسي‬ ‫ مجلة علوم مصبات‬.”‫ حالة المنطقة الشرقية المتوسطية‬:‫مياه البحر وغمر الساحل المغربي‬ .13-206 :)2( 77 ‫النهار والمناطق السواحلية والجرف القارية‬ ‫أ‬ Swain, A., and A. Jägerskog. 2016. Emerging Security Threats in the Middle East: The Impact of Climate Change and Globalization. Lanham, MD: Rowman and Littlefield Publishers. Tessler, Z. D., C. Vorosmarty, M. Grossberg, I. Gladkova, H. Aizenman, J. P. M. Syvitski, and E. Foufoula-Georgiou. 2015. “Profiling Risk and Sustainability in Coastal Deltas of the World.” Science 349 (6248): 638–43. Tropp, H., and A. Jägerskog. 2006. “Water Scarcity Challenges in the Middle East and North Africa.” Occasional Paper 2006/31 for the Human Development Report 2006. United Nations Development Programme. UNICEF and WHO (United Nations Children’s Fund and World Health Organization). 2015. “Keeping Up with Population Growth.” In Progress on Sanitation and Drinking Water 2015. Update and MDG Assessment. Geneva: WHO Press. Van Lavieren, H., J. Burt, D. A. Feary, G. Cavalcante, E. Marquis, L. Benedetti, C. Trick, B. Kjerfve, and P. F. Sale. 2011. Managing the Growing Impacts of Development on Fragile Coastal and Marine Ecosystems: Lessons from the Gulf. A policy report. Hamilton, Ontario, Canada: UNU-INWEH (United Nations University-Institute of Water, Environment, and Health). Verner, D. 2012. Adaptation to a Changing Climate in the Arab Countries: A Case for Adaptation Governance and Leadership in Building Climate Resilience. MENA Development Report. Washington, DC: World Bank. ‫ما بعد ندرة المياه‬ 30 Veolia Water and IFPRI (International Food Policy Research Institute). 2011. Sustaining Growth via Water Productivity: 2030/2050 Scenarios. http://­ growingblue.com/ wp-content/uploads/2011/05/IFPRI_VEOLIA_STUDY​_2011.pdf. Wada, Y., and F. Bierkens. 2014 “Sustainabilit y of Global Water Use: Past Reconstruction and Future Projections.” Environmental Research Letters. http://dx.doi.org/10.1088/1748-9326/9/10/104003. Whittington, D., C. Nauges, D. Fuente, and X. Wu. 2015. “A Diagnostic Tool for Estimating the Incidence of Subsidies Delivered by Water Utilities in Low- and Medium-Income Countries, with Illustrative Simulations.” Utilities Policy 34: 70–81. Wodon, Q., A. Liverani, G. Joseph, and N. Bougnoux, eds. 2014. Climate Change and Migration: Evidence from the Middle East and North Africa. World Bank Studies. Washington, DC: World Bank Group. World Bank. 2007. Making the Most of Scarcity: Accountability for Better Water Management Results in the Middle East and North Africa. MENA Development Report. Washington, DC: World Bank. Integrated Urban Water Management: A summary note. Washington, DC: .2012 .——— World Bank. High and Dry: Climate Change, Water, and the Economy. Washington, .2016 .——— DC: World Bank. World Economic Forum. 2015. Global Risks 2015. Tenth Edition. Geneva: World Economic Forum. Zekri, S., M. Ahmed, R. Chaieb, and N. Ghaffour. 2014. “Managed Aquifer Recharge Using Quaternary-Treated Wastewater: An Economic Perspective.” International Journal of Water Resources Development 30 (2): 246–61. SKU 33147